الجزيرة وأخواتها!
عندما نشط الإعلام الوطنى الأسبوع الماضى قليلًا كشف ضعف الإعلام المعادى لأنه بات واضحًا أن قنوات مثل الجزيرة وأخواتها التى تُبث من تركيا قد لجأت إلى التلفيق والكذب والفبركة قبل يوم الجمعة 27 سبتمبر الماضى ووقفت إلى جانبها الكتائب الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية المنتشرة على «السوشيال ميديا» تمدها بأخبار كاذبة ومهيجة وما يعنينا أن الإعلام الوطنى إذا تراخى لحظة فإنه يترك الساحة للإعلام المعادى، ولهذا أُذكر بما طلبه الرئيس فى أحد مؤتمرات الشباب العام الماضى من ضرورة وجود قناة إخبارية مهنية تطرح الخطاب المصرى والعربى ولو كانت هذه القناة موجودة لقطعت الطريق على مرتزقة الإعلام فى الدوحة واستانبول بالتعاطى مع الأحداث بواقعية ونقل الحقيقة لجمهور المتلقين.
وكنت متوقعًا أن هذه القناة ستكون النيل للأخبار التى تابعت بداياتها وتطويرها واعلم جيدًا أنه قد تم صرف مبالغ ليست قليلة لإعادة إطلاقها عام 2013 والأهم أنها تضم مجموعة من الشباب المبدع المتحمس والمؤهل ما جعلنى أتمنى أن يعاد إطلاق هذه القناة بما يتفق مع ما طلبه الرئيس السيسى ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن لم أجد تغيرًا يذكر رغم أن الرئيس دائمًا يركز على دور الإعلام مع القوات المسلحة والشرطة والقضاء فى حماية الوطن.
وتصاعدت الهجمة الإعلامية الشرسة على مصر مؤخرًا وأصبح من الضرورى مواجهة الإعلام المعادى المتمثل فى الجزيرة وأخواتها وناديت أكثر من مرة أن البث المباشر وسيلة ناجعة لكشف كذب وفبركة قنوات الإعلام الأسود، حيث إن هذه القنوات تعتمد على تقنية التصوير المباشر الموجودة فى أجهزة الهاتف النقال التى يستخدمها الهواة حاليًا لنقل أحداث الشارع، بينما لدى التليفزيون المصرى أجهزة النقل الحى المتنقل المعروفة بـTVU وهى أكثر تطورًا وأسرع فى البث من الهواتف النقالة طبعا غير سيارات الـSNG الصغيرة سريعة الحركة، وبالطبع أن تشغيل هذه المعدات المتطورة فنيًا ومهنيًا يكشف حقيقة وحجم القنوات المعادية أضف إلى ما تقدم تنقل خمس قنوات إقليمية الأحداث من أسوان جنوبًا إلى الدلتا وسيناء شمالًا ومع شبكة مراسلين محلية ودولية قوية يمكن بناء إعلام إخبارى مهنى قوى.
ورغم تصاعد حدة نبرة الإعلام المعادى لم يحرك إعلامنا ساكنًا حتى جاء يوم الجمعة الماضى وكانت قناة «إكسترا نيوز» أول من نقل بمهنية عالية منذ اللحظات الأولى بعد انتهاء صلاة الجمعة، بينما كان التليفزيون المصرى يسير ببطء حتى تقريبًا حوالى الساعة الخامسة مساءً بدأ النقل بوتيرة أسرع وتنوع واضح مع توزيع منظم للمراسلين من شباب قطاع الأخبار بمن فيهم مراسلو قناة النيل للاخبار، وأعتقد أن هناك أسبابًا للتأخير وأسبابًا أخرى جعلت الحركة تتنوع وتُسرع ما أدى إلى أنه أصبح لدينا إعلام مهنى وطنى عرف كيف يثبت كذب قناة الجزيرة وأخواتها، ويبقى القول إن تطورات المشهد الإعلامى خلال الأيام الأخيرة تتطلب ألا يكون إعلامنا الوطنى مجرد رد فعل لموقف الإعلام المعادى الذى انكشف من حيث ضعفه وضآلة تأثيره، بل نريده فعلًا مؤثرًا من خلال سياسة إعلامية قائمة على رؤية واضحة تعيد لمصر قوتها الإعلامية وهذا يفرض وجود قناة إخبارية أو أكثر تمتلك أدواتها وتكون مهمتها الأولى بالإضافة لردع الإعلام المعادى بناء العقل الجمعى وتمكين المتلقى من التعامل مع ما يصله من رسائل إعلامية بوعى وإدراك!