بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هموم مصرية

هوس.. أو فوضى الألقاب

الشعوب، غيرنا، حسمت موضوع الألقاب، وربما كانت الثورة الفرنسية هى الرائدة، رغم أنهم فى فرنسا كانوا أكثر الناس وجوداً للألقاب وما يتبعها من مسميات مثل بارونات ودرجات.. ويليهم الإنجليز من لوردات ولكن ذلك انتهى بمبادئ المساواة بين الناس التى ترسخت بفعل هذه الثورة الفرنسية، ومنذ هذه الأزمان أصبحت الكلمة هى «مسيو» فى فرنسا و«مستر» فى بريطانيا.. أو السيد المواطن، ولا شىء غير ذلك.

وفى العصر العثمانى شاعت هذه الألقاب وانتشرت من باشا وبك وهذه وتلك درجات حتى لقب أفندى وأسطى، ولكن كل هذه الألقاب كان هناك من ينظمها ويمنحها وذلك وفق قواعد وقوانين، وفى مصر ورغم ما فرضه محمد على وأولاده لترسيخ استقلال مصر كان للحاكم المصرى أن يمنح بعض هذه الألقاب دون غيرها، ولكن السلطان العثمانى كان يحتفظ لنفسه بمنح الألقاب الأعلى وبالذات رتبة الفريق، والباشا المتميز أو النيشان المجيدى.. لأن كل واحد منها له مزاياه المالية وكذلك الحمائية، فلا يجوز مثلا معاقبة من يحمل رتبة المشير الممنوحة من السلطان، إلا السلطان نفسه.. تماماً كما تمنح الأوسمة والنياشين من يحصلوا عليها مزايا مالية ومعاشات أو ترتيبا بروتوكولياً!!

< وكما="" فعلت="" الثورة="" الفرنسية="" فعلها="" فى="" فرنسا="" فعلت="" ثورة="" 23="" يوليو="" التى="" ألغت="" كل="" الألقاب="" المدنية-="" بقرار="" من="" مجلس="" الوزراء-="" يوم="" 2="" أغسطس="" 1952،="" حتى="" إن="" رئيس="" الوزراء="" صار="" لقبه="" الرسمى="" الرئيس="" سواء="" كان="" رئيسا="" للوزراء="" قائما="" على="" رأس="" عمله..="" أو="" رئيسا="" سابقا،="" صارت="" كلمة="" «السيد»="" هى="" اللقب="" الرسمى="" الوحيد="">

ولكن فى السنوات الأخيرة عادت ظاهرة هذه الألقاب بل زادت بشدة وأصبح يحملها من يشاء وبغير أى قرار أو قانون ينظمها كما كان الوضع قبل ثورة يوليو هذه.. بل نجد من مسئولينا- الآن- من يستخدمها دون أى حق وعلى مختلف المستويات الوظيفية.. حتى إن الناس تخاطب ضابط الشرطة- مثلا- مسبوقاً- بكلمة باشا.. ومن بعض أمناء الشرطة من يستحل لنفسه هذا اللقب!!

< وإذا="" كان="" عادياً="" أن="" نجد="" من="" يطلق="" كلمة="" معالى="" على="" الوزير="" الذى="" يتولى="" مسئولية="" الوزارة،="" فإن="" هناك="" من="" يمنح="" لنفسه="" هذا="" اللفظ="" وهو="" لم="" يتربع="" يوماً="" على="" كرسى="" الوزارة..="" رغم="" أن="" لفظ="" معالى="" أو="" سعادة="" كان="" يمنح="" زمان="" بمرسوم="" ملكى!!="" وهكذا="" أصبح="" عادياً="" أن="" نجد="" من="" القضاة="" من="" يفضل="" أن="" يناديه="" البعض="" بمعالى="" المستشار="" سواء="" كان="" حالياً="" أو="" سابقاً،="" ونجده="" أيضاً="" اللقب="" المفضل="" للسادة="" المحافظين="" وربما="" بعض="" سكرتيرى="" عموم="" المحافظات..="" أو="" أى="" رئيس="" لأى="" مصلحة="">

وأخيرا- وأتمنى أن يكون أخيرا بالفعل- نجد من يناديه الناس بتعبيرات تميزه عن غيره ممن هم تحت مستواه الوظيفى.. وهكذا نجد من هؤلاء من يحمل لقب معالى المستشار الدكتور الوزير.. فمن يا ترى يمنح هذه الألقاب كلها لشخص واحد.

< الحل="" نظموها="" أفضل="" من="" أن="" ترك="" الحبل="" على="" الغارب="" رغم="" أن="" قرار="" إلغاء="" هذه="" الألقاب="" ما="" زال="" سارياً="" ولم="" يتم="">