لله والوطن
جيشنا.. قوتنا
الثابت تاريخيًا.. أن أهم أسباب نكسة مصر فى حرب 1967.. كان ضعف الجيش لدرجة مزرية.. تمثلت فى نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة.. فى مقابل التفوق والاستعداد والتأمين لدى إسرائيل لخوض الحرب.. وهو ما تمثل فى تسليح القوات الإسرائيلية بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة فى ذلك الوقت.. خاصة الطيران الذى مكنها من السيطرة السريعة على كل ميادين القتال عندما قامت الحرب.
< شهادتان="">
دونهما كل من الفريق محمد فوزى الذى تولى قيادة الجيش المصرى بعد النكسة خلفًا لـ«عامر» ثم عين وزيرًا للحربية.. وأمين هويدى، وزير الحربية ورئيس المخابرات العامة، بعد النكسة أيضًا.. حول حالة الجيش قبل الحرب.
يقول «فوزي» فى كتابه «حرب الثلاث سنوات»: «لم يهتم قادة الجيش بتدريب الوحدات فى مناورات فعلية.. وفى فترة عام امتدت بين عامى 1965 و1966.. لم تزد نسبة استهلاك وقود التدريب عن 2.5% للبنزين المخصص و1.2% للسولار و3.1% للكيروسين... ولم تستهلك قوات المشاة أكثر من 26% من الذخيرة المخصصة للتدريب.. ولم تزد نسبة أسلحة المدرعات على 15%.. والمدفعية على 18%.. ويعنى هذا مثلًا أن كل دبابة فى الجيش لم تطلق سوى طلقة واحدة فى تلك الفترة بغرض التدريب»!
< ويكشف="">
فى كتابه «الفرص الضائعة».. عن التدنى الشديد فى القدرات القتالية للجيش المصرى قبل الحرب.. وعجز قواته عن تنفيذ أى خطط توكل إليها.. بسبب ضعف مستوياتها التدريبية.. وكذلك عدم وجود إمكانيات «تسليحية» لتنفيذها.. أضف إلى ذلك ما كشفه «فوزي» أيضًا من «التخبط الذى كان يسيطر على كل شىء فى إدارة عمليات الجيش».. ثم «النقص المروّع فى القوات الجوية».. ويجزم الوزير السابق بأنه «لم تكن هناك دشم للطائرات لحمايتها من القصف بدعوى عدم توافر الميزانية.. وحتى يوم الهزيمة كانت هناك عشرات الطائرات فى الصناديق».
< حدث="">
لأن «عبدالناصر» ورفاقه قادة «الثورة» كانوا مشغولين بالعمل السياسى.. والسعى المحموم لكسب تعاطف وتأييد الجماهير.. ببرامج وشعارات تنموية وإصلاحية زائفة.. مثل توزيع الأراضى التى استولوا عليها من أصحابها على الفلاحين.. ومثل شعار «التصنيع.. من الإبرة إلى الصاروخ».. أضف إلى ذلك الإدارة الفاشلة لكل الملفات الخدمية.. من صحة وتعليم وإسكان وتموين وغيرها.. كما انشغلوا بحربهم الضروس ضد كل الرموز الوطنية السابقة للثورة.. من أجل تثبيت دعائم حكمهم.. فانتهوا بالبلاد إلى «نكبة سياسية كبرى» لا تقل خطورة عن «النكسة العسكرية».
< لماذا="" نتذكر="">
نريدها عبرة فقط.. لمن يتنطعون بالتشكيك فى مساعى قيادة الدولة لبناء الجيش.. وتسليحه.. ويطالبون بتوجيه الإنفاق على التسليح إلى «ما هو أهم» من وجهة نظرهم.. تمامًا مثلما فعل ثوار يوليو قبل أن يستفيقوا على الهزيمة المروعة.. وكأننا يجب أن نقع فى نكسة جديدة.. ليصمتوا وتخرس ألسنتهم.