بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لوجه الله

«روض الفرج» وصراع ربط البحرين

يعد محور روض الفرج واحدًا من أهم المشاريع القومية لمصر فى القرن الـ21.. إن لم يكن أهمها على الإطلاق.. وهو يوازى فى الأهمية مشروع حفر قناة السويس فى القرن الـ19.

الإعلام العالمى يصف المشروع بالمشروع العملاق لربط البحرين الأبيض والأحمر.. وهو كذلك بالفعل.. ومع ذلك لم أجد فى الإعلام المصرى ما يشير إلى إدراك أهميته.. وفى أحسن الأحوال يتم تناوله باعتباره أحد مشروعات الطرق التى لا يدرك أغلب الناس أهميتها.. هذا فضلا عن وجود خطة لتسويق المشروع دوليا.. وإعطائه حقه من الزخم الإعلامى والدعائى عالميا ومحليا.

فمسألة ربط البحرين الأبيض والأحمر حلم تاريخى ومشروع استيراتيجى يداعب مخيلة العالم.. وتتصارع حوله القوى منذ حفر سنوسرت الثالث قناته عام 1850 ق.م حتى يومنا هذا.

ويجسد مثل ذلك المشروع سواء تم عبر المياه كقناة السويس أو البر كمحور روض الفرج الثقل الدولى لمصر فى الربط بين الشرق والغرب.

ولمعرفة أهمية ذلك المشروع.. علينا إلقاء نظرة سريعة على ما يفعله الآخرون فى هذا المجال.. لنعرف أين نحن بالضبط وماذا علينا أن نفعل.

فهناك مشروع إحياء طريق الحرير.. والذى تقوم عليه الصين منذ عدة سنوات لربط الشرق بالغرب عبر خط سكك حديدية يربط بين الصين وإسبانيا بطول 13000 كم.. وبالطبع كان إصرار الرئيس عبدالفتاح السيسى على تأكيد دور مصر فى ذلك المشروع هو عين الحكمة والذكاء الذى تحتاجه مصر فى تلك المرحلة الهامة التى يتشكل فيها العالم من جديد.

وهناك مشروع المسار القطبى، وهو مسار ملاحى ينطلق شمالا عبر الثلوج من كوريا الجنوبية شرقا إلى هولندا غربا بطول 15000 كم.. وذلك بخلاف تنمية قناة بنما، ومشروع قناة نيكاراجوا.

أما المشروع المنافس الأخطر.. فيأتى من دولة الاحتلال الدخيلة على المنطقة.. إسرائيل.. والتى تسعى دوما للعب دور أكبر من حجمها ومنازعة مصر دورها الإقليمى.. فبعد أن خبا مشروعها البائس لحفر قناة البحرين بمشاركة الأردن.. والذى وجهت توسعة قناة السويس ضربة قاضية له.. تحولت إسرائيل لمحور إيلات أشدود الإسرائيلى.. لربطهما بخط سكك حديدية بطول 320 كيلو مترا.. ولم تتوقف الأحلام الاسرائيلية عند هذا الحد.. بل امتدت لربط البحر الأبيض بالخليج العربى مباشرة، متجاوزة الأراضى المصرية.. عن طريق خط سكك حديد يخترق الجزيرة العربية، ضمن حزمة مشاريع السلام الساخن.

أمام كل هذه التحديات.. تتضح أهمية محور روض الفرج لربط البحرين بريا.. والذى أتمنى أن أرى له مشاريع لوجستية ودعاية دولية تليق بحجمه.. وحفل افتتاح يحضره زعماء العالم.. لتتناقله وسائل الإعلام العالمية، ويبقى إعلامنا فى ثباته دون أن يزعجه أحد.

[email protected]