لله والوطن
انتصار أكتوبر وذاكرة الصراصير
هذا جيل لم يذق طعم الهزيمة ولم يتجرع مرارة الذل والانكسار الذي عاشه المصريون بعد نكسة يونيو 1967.. ولذلك فهو لا يدرك معنى وقيمة الانتصار العظيم في حرب أكتوبر 1973 .. جيل مجني عليه.. «عيال ملعوب في أدمغتهم».
< تجد="">
يقول لك بجرأة وبجاحة تتعجب لها: إن مصر فقط هي التي تعتبر نفسها منتصرة في حرب 1973 بينما «العالم كله» يقول إن الانتصار في «يوم كيبور» لم يكن للمصريين.. تسأله: ومن هو هذا «العالم كله» الذي يقول ذلك؟.. فيبدأ في التدليل على كلامه بما قرأه في مواقع إلكترونية وصفحات على السوشيال ميديا.. سرعان ما تكتشف .. وبسهولة.. أنها جميعها منصات إطلاق قذائف إعلامية.. إما تابعة لمرتزقة «الإسلام السياسي» وتنظيماته الإجرامية السفاحة.. من دواعش وإخوان وقاعدة وخلافه.. أو هي أذرع إعلامية للدولة الصهيونية المحمية بأسلحة وجبروت الامبريالية الاستعمارية العالمية الجديدة.
تسأله: ماذا تنتظر من هؤلاء .. غير محاولة كسرك وإحباطك وتمزيق تاريخك وتسفيه انتصاراتك وتحطيم ثقتك في جيشك ووطنك ونفسك .. حتى تكون جاهزا ـ وفق ما يتصورون ـ لينقضوا عليك.. ويسلبوك أرضك وعرضك وحياتك في أي وقت؟
لكنه يتركك ويمضي دون اقتناع.. فالمرعب أن بلهاء «السوشيال ميديا» هؤلاء يقاومون أي محاولات لإفاقتهم من غفلتهم .. لأن ماكينة الشر الإعلامية المعادية نجحت بالفعل في غسل أدمغتهم والسيطرة عليها بالكامل.
< إن="" تشويه="" انتصار="">
ليس هو الهدف من «الهري والهبد» الدائر هذه الأيام على مواقع «التمزيق الاجتماعي» اللعينة هذه الأيام.. بترديد الادعاءات السخيفة حول هزيمة مصر في حرب 1973 واضطرارها لتوقيع اتفاقيات السلام.. بل إن الهدف الحقيقي هو محاولة تشويه من صنع هذا الانتصار التاريخي.. الجيش المصري.. لماذا؟
ببساطة.. لأن هذا الجيش هو من يقف لهم بالمرصاد على أرض سيناء ويحبط مؤامراتهم ومخططاتهم الدنيئة لإعادة اقتطاعها من جسد الوطن وإقامة «دولة الخلافة الإسلامية المزعومة على أطلالها».
جيش مصر القوي الصامد هو من تقف أمامه جحافل الامبريالية العالمية عاجزة عن إكمال سيناريو مخططها اللعين لنشر «الفوضى الخلاقة» في دولنا وإعادة تقسيمها من جديد على أسس دينية وعرقية ومذهبية.. خدمة لجرثومة الدولة الصهيونية.
جيش مصر هو الذي يحمي مصر .. ولا يطلب منهم الحماية فيبتذونه ويعايرونه ويفرضون عليه الجزية.
لهذا كله.. يحاولون تشويه انتصار مصر وجيشها.. وينقاد من خلفهم قطيع من السذج والسفهاء والخرفان والبلهاء.. لكن الحقيقة التي يتعامون عنها ويغفلونها.. هي أن انتصار أكتوبر أكبر بكثير من أن تنال منه أي محاولات دنيئة لتشويهه.
< ويكفي="" رداً="" على="">
أن نذكرهم بما قالته جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل إبان حرب 1973 في كتابها «حياتي».. وهي تتذكر أيام هذه الحرب.. إذ تقول: « ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973».. وتضيف: « كان التفوق علينا ساحقاً من الناحية العددية سواء فى السلاح أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال .. و كنا نقاسى من انهيار نفسى عميق .. و لم تكن الصدمة فى الطريقة التى بدأت بها الحرب فقط.. و لكنها كانت فى حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها».. وتعترف جولدا بتفوق الجيش المصري قائلة: «لقد شنت علينا هذه الحرب بأسلحة مفزعة مثل الصواريخ المضادة للدبابات التى كانت تحيل الدبابات للهيب مشتعل وتعجن أطقمها داخلها لدرجة يستحيل معها التعرف على هوياتهم».
<>
بعد هذا الكلام لا يخجل هؤلاء المرجفون وأصحاب «ذاكرة الصراصير» من الحديث عن انتصار تحقق لإسرائيل أو هزيمة منيت بها مصر في تلك الحرب؟!
ثم.. أليس جيش مصر هو الذي يبسط سيطرته اليوم على كامل أراضي سيناء.. ويتواجد فوقها بكل قوته وأسلحته.. بما يعني أن اتفاقيات السلام وما نصت عليه من تحديد لحجم تسليح ونطاق تواجد القوات المسلحة المصرية على هذه الأراضي لم تعد إلا «حبرًا على ورق»..!!