بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

آفة الصحافة

هولندا وصورة مصر المغلوطة

انها ظاهرة بلا شك . . تكرار سؤال : هل مصر آمنه ؟ . . وغالباُ من يطرح السؤال تجد فى لهجته حالة من الشك الاستباقى فى نوع وكيفية إجابتى ، إعتقاداُ من السائل ان شهادتى ستكون مجروحة ، إنطلاقاً من حقيقة انى مصرى الأصل .

تكرار السؤال فى حد ذاته لا يزعجنى لأنى أجد الفرصة قد سنحت لتوضيح بعض من جوانب الصورة المغلوطة فى الصحافة الهولندية عن حالة الأمن فى مصر ، تلك الصورة التى كادت أن تكون نمطية خلال السنوات الماضيةStereotype  التى تُعني الأحكام الصادرة لوجود فكرة مُسبقة في شيوع وإنتشار معلومات مُعينة عن فئة بعينها ، جماعات أو شعوب أو دولة بكاملها ، فيقوم المُدعي بإلباسها صفة العمومية ، وتبقى هذه الفكرة وتتنامى بأشكال سلبية مُختلفة ، تتسبب فى أضرار بالغة معنوية ومادية ، ولا تنتهى إلا بزوال الأسباب الحقيقية التى أدت لظهورها ، والتصدى إعلامياً لها بأساليب مدروسة تعتمد على الشروحات المتوازنة ، دون إرهاق القارئ أو المُستمع أو المُشاهد بموضوعات سياسية تبعث على الملل والانصراف عن استقبال الرسائل المُراد توصيلها وتحقيق الهدف ، لتصحيح أفكار مغلوطة .

وهناك إشكاليات لابد من ذكرها بغية التوصل لحلول لها ، حيث تُعلن الأجهزة الأمنية فى مصر بإنتظام عن ما تقوم به فى مجالات مُكافحة الإرهاب ، وهي مُحقة فى إعلام الشعب المصرى بهذا الدور لطمأنة المواطنين ، وكل من يُمثل وسيلة إعلام أجنبية فى مصر يُتابع وينقل الأخبار لصحافة بلاده بطريقته الخاصة ، ويستقبلها القراء فى الدول الأوروبية حسب أهوائهم ، وفى بعض الأوقات تخلو مثل هذه الأخبار من أمانة الوصف ، كما أن الدول التى تُنافس مصر فى مجال السياحة والسياسة قد تستغل حالة الوضع الراهن " الخاص الحرج " فى مصر ، وتصطاد فى الماء العكر لتحقيق مصالحها على حساب مصر .

وهناك الكثير الذى يُنشر في وسائل الإعلام المصرية وتنقله الصحافة الغربية عن مصر، لا يُشجع على زيارة بلادنا ، فكثرة الحديث عن مُكافحة الارهاب على الرغم من مشروعيته له مردود سلبى .

أيضاً توجيه اللوم للإدارات السياسية فى دول أوروبية " خاصة وزارات خارجيتها " بغرض اثناءها عن اطلاق التحذيرات لمواطنيها من السفر لمصر يأتى فى أحوال كثيرة بنتائج عكسية تماماً ، لأن المواقع الأليكترونية لسفارات دول أوروبا ووسائل اعلامها فى بلادها تنشر كل شيئ دون تحفظات .

الأجدى هو اظهار وجه حقيقى ان مصر آمنة فعلا ، والكتابة بموضوعية دون انفعالات أو عاطفة قد تخرجنا من دائرة تحقيق الهدف المنشود .

ولا يقل أهمية علاج أوجه القصور فى مجالات تقديم الخدمات لزوار مصر ، فحتى الآن يشكو البعض من تكالب عشرات السائقين على السواح القادمين لمصر الذين يعرضون خدماتهم بإلحاح دون تنظيم مثل الذى نجده فى مطارات  دول أخري ، كما ان المبالغات فى الأسعار ، والتمييز بين المصريين والأجانب فى قيمة رسوم زيارات المتاحف والأماكن الأثرية وخلافه يثير غضب السواح ، ويتحدثوا عن هذه الأمور عند عودتهم لبلاهم .

لقد حان الوقت ، بل لا أبالغ بقول اننا تأخرنا . . وأقول لكافة الأجهزة والادارات المسؤلة فى مصر أعيدوا النظر ياسادة فى نوع وكيفية الخطاب الاعلامى داخلياً وخارجياً . . راقبوا جيداً كافة القطاعات السياحية . . والتأمين لابد وان يتم بأساليب متطورة لا تبعث على الخوف ، من أجل أن تكون مصر آمنة .

[email protected]