بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لله والوطن

كلمات عاقلة للشجاعة ماريان

على خلفية الأحداث الاستثنائية والمحزنة التي يشهدها دير الأنبا مقار بوادي النطرون.. قتل الأنبا أبيفانيوس أسقف ومدير الدير بطريقة بشعة.. صدور قرار كنسي بتجريد أحد رهبان الدير من رهبنته.. محاولة انتحار راهب آخر داخل الدير.. قرأت كلمات على «فيسبوك» كتبتها الزميلة الصحفية ماريان رسمي محررة الملف القبطي بصحيفة الدستور.. أعجبتني وأستأذنها في إعادة نشر هذه الكلمات هنا.. لأنني رأيت فيها تعبيرا صادقا عما يجيش بصدور الكثيرين ممن يتابعون هذه الأحداث.. ويلاحظون ـ وأنا منهم ـ حالة الغموض والتعتيم الكامل على حقيقة ما يحدث بدعوى الحفاظ على صورة الكنيسة.

•• تقول ماريان:

يهوذا كان من تلاميذ السيد المسيح، ولما باع وخان وانتحر، الكتاب المقدس لم ينكر، والتلاميذ والرسل مخافوش يقولوا ده، حكوا لنا القصة الكاملة فى الأربعة أناجيل.. فى الكنيسة وإحنا بنحكى قصة الصلب، مش بنعمل مونتاج لقصة يهوذا وبطرس ونخاف نحكيها لأولادنا، بنحكى وبنضرب لهم أمثال، إن يهوذا غلط، لكن لو رجع كان ربنا قبله، زى بطرس إللى أنكر ربنا قبله.

وفى العهد القديم بنحكى عن داود، بس وإحنا بنحكى قصته، مش بننكر إنه وقع فى خطية الزنا، بنحكى القصة كاملة، وبالرغم من أن ربنا قال «وجدت قلبه حسب قلبى»، بنقول إزاى إخوات يوسف باعوه وكانوا هيقتلوه، ونماذج كتير.. وقلنا لأولادنا فى الكنيسة إن أول كارزة فى المسيحية كانت زانية، لكن رجعت وربنا قبلها، وازاى السما بتفرح بخاطى واحد يتوب أكثر من 99 بارًا.

•• الخلاصة:

(والكلام ما زال للزميلة ماريان).. إن كل قرارات الكنيسة بيتم إعلانها من قلب الكنيسة للعالم، فيه متحدثين إعلاميين بتكليف من البابا، بيعلنوا الأحداث الموثوقة وبيتداولوها على «الفيسبوك»، ومع الإعلام، وفيه قنوات مسيحية تتابعها أسر أولادنا وأولادنا اللى بنخدمهم، كل البيوت بتوصلها المعلومات، فالموضوع خارج عن حدود التكتيم، لكن دورنا كخدام فى التعليم، إننا نعلم أولادنا إن الحياة مع ربنا والهدف من وصولنا للسما إننا بنحبه وبنفذ وصيته، وكلنا معرضين للضعف والخطية، بس (الشاطر اللى يقوم زى بطرس، مش يفقد رجاءه زى يهوذا)، بغض النظر عن الطريق اللى اخترناه سواء في العالم أو فى الرهبنة أو التكريس.

وفى مدارس الأحد ياما حكينا قصص رهبان وقعوا، بس قاموا، لا كتب الكنيسة أنكرت ولا إحنا خبينا على أولادنا، بنقول إن القديس مش شرط يكون راهب أو صاحب مكانة فى الكنيسة، بدليل كتير وصلوا للاستشهاد فى عصرنا، علمانيين، محدش كان يتخيلهم.

•• فأرجوكم

(تواصل ماريان كلماتها) كلنا مجروحون، وقلبنا وجعنا، لا تتركوا المهم وتدخلوا فى نقط مش هى اللى هتصلح إللى بيحصل، صلوا ربنا يسند الكنيسة ويحفظ سلامها، وحطوا فى اعتباركم أن الصحافة فى البداية هى رسالة، ورسالتها البحث عن الحق وبأمانة.

ولا تنسوا إن حتى لو إحنا مكتبناش، خدام كتير إخواتنا مالهمش أى علاقة بالصحافة بينشروا زى ما الكنيسة نفسها بتنشر، وأولادنا كلهم على السوشيال ميديا.. فصلوا.. وعلموا أولادكم يواجهوا الواقع... ويفهموا إن أى إنسان ممكن يقع والشاطر هو إللى هيقوم، واللى عينه على السما هو إللى هيكسب.

•• انتهى حديث ماريان

وأضم صوتي إلى صوتها العاقل.. لنؤكد أن كل ما يحدث يجب أن يقال كاملا.. مهما كانت مرارة الحقيقة.. لأن التعتيم في مثل هذه القضية بالغة الحساسية يمكن أن تكون عواقبه أكثر خطورة.