لله والوطن
مقبرة المتفوقين وجرائم التعليم
خبر صادم.. يقول: إن 44% من طلاب مدارس المتفوقين على مستوى الجمهورية رسبوا فى امتحانات الثانوية العامة لهذا العام.. ولأول مرة فى تاريخ هذه التجربة.. تجربة مدارس المتفوقين التى يبدو أنها بفضل عبقرية وزارة التربية والتعليم قد تحولت من كونها «حاضنات» لاكتشاف الطلاب العباقرة وإعدادهم إعدادا علميا متميزا إلى «مقابر» لمواهبهم.. وقتل لطموحهم عن طريق إخضاعهم لنظام تعليمى معقد وفاشل.. لدرجة أن يرسب نصفهم تقريبا فى الامتحانات..!!
< هذه="" المهزلة="">
كشفت عنها الزميلة الإعلامية المتميزة رشا نبيل فى برنامجها «مصر النهاردة» المُذاع عبر قناة التليفزيون المصرى الأولى.. والتى استضافت إحدى الطالبات الراسبات وولى أمر طالب آخر قدم نفسه على أنه «المتحدث الرسمى باسم مدارس المتفوقين».. وشرحا فى البرنامج كيف تحول هذا النظام التعليمى الغامض إلى «مذبحة للمتفوقين».. وكيف أن الوزارة تفرض سرية تامة وحالة من الغموض المريب على هذه المدارس ونظمها.. وكيف أن امتحانات هذا العام كانت تفوق فى صعوبتها إمكانيات الطالب العبقرى.. لدرجة أن أساتذة متخصصين ودكاترة عجزوا عن حل أسئلة بعضها.. بل إن الطلاب فوجئوا بتداخل غريب فى أسئلة امتحانات المواد الدراسية.. كأن توضع أسئلة فى الميكانيكا داخل امتحان الفيزياء فيعجز طلبة العلمى علوم عن حلها لأنهم لا يدرسون الميكانيكا.. أو توضع فى مادة الكيمياء أسئلة خاصة بالأحياء فيعجز طلبة العلمى رياضة عن حلها.. لأنهم لم يدرسوا الأحياء طبعا.. وهكذا..!!
< يحدث="">
ومازال السيد الدكتور وزير التربية والتعليم يحدثنا عن «الأفكار العبقرية» وغير التقليدية والعالمية التى جاء بها لتطوير التعليم وإصلاحه.. وعن الاعتماد على طرق الامتحانات غير التقليدية مثل «البوكليت» وخلافه.. لتنمية قدرات الطلاب واستثمار مواهبهم وتعليمهم تعليما متميزا..!!
ويضاف إلى مهزلة رسوب طلاب مدارس المتفوقين هذه.. عدة مهازل.. بل جرائم أخرى حدثت فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام.. لعل كان أبرزها حالتي الطالبتين إسراء رضا من المنصورة.. ومنيرفا مجدى من الفيوم.
حيث فوجئت إسراء بحجب إعلان نتيجتها لأنها تحرر ضدها محضر غش فى امتحان اللغة الفرنسية.. بينما الحقيقة هى أنها كانت قد أبلغت فى الامتحان ضد زميلة لها تقوم بالغش وتم ضبطها بالفعل وتحرير محضر ضدها وإجبار إسراء على التوقيع كشاهدة على المحضر.. وهو ما أغضب الطالبة الغشاشة ووالدها «صاحب النفوذ».. وتوعداها بالانتقام.. وبقدرة قادر اختفى المحضر وحل محله محضر آخر باتهام إسراء بالغش تقرر بناء عليه حجب نتيجتها.. بينما نجحت زميلتها الغشاشة.. واكتملت أركان هذه الجريمة التى لم يرتكبها بالطبع ولى الأم صاحب النفوذ بمفرده.. ولكن ساعده «شخص ما» أو «جهة ما» داخل وزارة التعليم!
أما الطالبة اسمها منيرفا مجدى كمال غبور ابراهيم.. فلها قصة أخرى أغرب من الخيال.. حيث نجحت بمجموع 87% وكان المجموع صدمة لأهلها لأنها متفوقة.. ذهبت لسحب ملف أوراقها ففوجئت بشهادة النجاح تحمل صورة طالبة أخرى محجبة ومختومة بخاتم الكونترول.. ولاحظ أن «منيرفا» مسيحية.. فتقدمت بشكوى إلى وزير التعليم وطلبت الكشف على جميع أوراق امتحاناتها وحقيقة ما حدث.. ولا نعرف حتى الآن نتيجة التحقيق فى هذه الشكوى الغريبة.
< فى="">
أن هذه المهازل والجرائم التعليمية تعنى أن شيئا لم يتغير فى وزارة التعليم.. وأن الفساد والفشل فى هذه الوزارة أكبر بكثير من وعود ونظريات وتصريحات الوزير.. وأن أى جهود للتطوير والإصلاح لابد أن تسبقها أولا وقفة جادة وحاسمة لاستئصال أسباب ورموز هذا الفساد.