بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

تحرير شقق البحراوى

الصديق أحمد البحراوى وهو من رجال الأعمال وأثرياء ووجهاء الدقهلية، اعترض بشدة على رفضى لفكرة طرد الساكن من شقته، وقال أنت برؤيتك هذه تجعل من المالك عبدا طوال عمره للساكن، وتسمح للساكن أن يستغل المالك ماليا، العقار ملك أصحابه وملك أولاده من بعده ومن حقه أن يتصرف فيه كما شاء، وليس من المعقول أن يظل الساكن 25 و50 سنة فى شقة إيجارها 20 جنيها شهريا، وعندما تقترح عليه زيادة الإيجار، يرفض وبشدة فى الوقت الذى يسدد فيه ألف وألفين جنيه فواتير كهرباء ومياه وغاز، يا علاء بك لو حضرتك انتبهت لبواب العمارة ستجده يجمع من كل شقة شهريا أضعاف قيمة إيجار الشقة، يعنى حلال للساكن أن يدفع للبواب 50 ومائة جنيها فى الشهر، وحرام يدفع لمالك الشقة إيجارًا ألف جنيه، يا عزيزى يجب أن نحرر العلاقة بين المالك والمستأجر فى الشقق، مثلما سبق وحررناها فى الأراضى الزراعية.

زمان كان الفلاح يركب الأرض هو وأولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده بملاليم، وصاحب الأرض لا يجد قوت يومه، منذ أن تم تحريرها وعودتها إلى المالك لم يشكُ احد من الظلم الاجتماعى أو غياب العدالة الاجتماعية، المالك أصبح من حقه تأجيرها حسب السوق، ويحدد الفترة الزمنية التى يردها فى العقد، والفلاح لم يتضرر وأقبل على الأراضى.

يا باشا الشقق يجب أن تحرر وتخضع للعرض والطلب، والحكومة يجب أن تتكفل بغير القادرين، تبنى وتؤجر لهم حسب ظروفهم الاجتماعية، والمجتمع يجب أن يشارك فى تأمين هذه الشرائح مع الحكومة، لكن ان يظل فى الشقة وتورث لأولاده هذا حرام واستغلال، وربنا لا يرضى بهذا، أنا أعرف ناس لها شقق فى الجمع والساحل ويغلقون شقق إيجار ويرفضون تسليمها للمالك بسبب قيمتها الإيجارية المتدنية.

أقول للصديق البحراوى، بداية يجب ان تميز بين العلاقة الايجارية فى الأراضى الزراعية وفى الوحدات السكنية، الفلاح فى الأراضى يزرع موسما أو موسمين فى السنة، ويزرع المحاصيل التى تدر عليه ربحا كبيرا، مثل البطاطس أو الخضراوات أو غيرها من المحاصيل التجارية، وهذا الفلاح بمقدرته تسديد القيمة الإيجارية السوقية من خلال ما يربحه من الزراعة.

السكان على العكس تماما، فهو يسدد قيمة إيجارية يستقطعها من دخله الشهرى، كما أن سكنه فى شقه يخضع لعوامل كثيرة، منها: مدارس الأولاد، والقرب من مقر عمله، والبحث عن الاستقرار، ليس من المنطقى أن يحمل أولاده وعفشه كل عام او عامين أو خمسة أعوام ويرحل إلى شقة أخرى يجهز ويدهن ويرمم ويسدد ايجارا، ثم يعيد نقل أولاده من مدرسة لأخرى، فى العقد السكنى يجب ان نوفر للمواطنين والأسر عامل الاستقرار، وهذا العامل مكلف نفسيا وأدبيا وماليا، وهو غير مطلوب فى العقد الزراعى، لأنك فى الأخير لا تنقل أسرة ولا مدارس ولا أثاثا، فقط تذهب على حمارك أو جرارك وفأسك بمفردك، تزرع، وتحصد، وتبيع، وتربح، وتسدد إيجارك، وتنفق على أولادك، وللحديث بقية.

[email protected]