لله والوطن
الطبخة الأمريكية
لابد أن نستفيق وننتبه ونتحسب جميعاً لهذه المرحلة الدقيقة جداً التى يمر بها الوطن.. فى ظل تفاعلات وتحركات محمومة من جانب «قوى الإمبريالية العالمية الجديدة» لفرض سيناريو «صفقة القرن» الشيطاني.. الذى يمضى المجنون ترامب ومستشاروه ومساعدوه الصهاينة فى الضغط على القاهرة وعمان وعواصم عربية أخرى لتمريره.
•• فقد بات واضحاً لـ«حلف الشياطين»
أن القيادة المصرية متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى تحديداً هى «العقبة الكؤود» التى تتحطم عليها أحلامهم بتصفية القضية الفلسطينية.. أو بالأصح القضية العربية الأكبر.. وإنهائها إلى الأبد على حساب أطراف عربية أخرى فى مقدمتها مصر والأردن.. وراحوا يصبون جام غضبهم على مصر.. ويدعون إلى إنزال العقاب بها.. وهو ما عبر عنه السيناتور الجمهورى ورئيس لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس الأمريكى جون ماكين.. مطالبا بقطع المساعدات عن مصر باعتبارها «المحرض الرئيس» ضد «صفقة القرن».
•• إذا أردت أن تفهم
لماذا نشطت الآن خلايا الإخوان النائمة وأبواق الخيانة الإعلامية فى الداخل والخارج لمحاولة العبث فى تماسك الجبهة الداخلية المصرية.. وتأليب البسطاء ضد الدولة باستغلال الأحوال الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التى تعانيها البلاد.. والدعوة البائسة إلى إثارة الفوضى والاحتجاجات يوم أول يوليو المقبل فى ذكرى الثورة.. وإذا أردت أن تفهم أيضا ماذا يجرى الآن فى الأردن الشقيق؟.. ولماذا تخيم على الأجواء السياسية هناك غيوم مشابهة لما حدث من قبل فى دول «الخريف العربي» ومحاولة «قوى سياسية متأسلمة» أيضا النفخ فى كير حرائق الفتنة.. استغلالاً لقرارات اقتصادية إصلاحية سرعان ما تراجعت عنها سلطات المملكة.. لكن بقى أثرها السلبى كالنار تحت الرماد فى جسد المجتمع الأردني.. قابلة للاشتعال من جديد فى أى وقت.
إذا أردت أن تفهم ذلك.. فعليك أن تراجع ما جرى على الساحة الدولية خلال الأيام الماضية من تحركات متسارعة.. كانت منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها مصر والأردن محوراً لما يجرى من اتصالات وزيارات وفود رسمية.. وضغوط.. وتهديدات.. تتجاوز كل الحدود.
•• هناك «طبخة» يجرى إعدادها
الرئيس الروسى بوتن قالها صراحة: «إن انشغالى بنجاح كأس العالم لا يمنعنى من متابعة ما يجرى طبخه فى الشرق الأوسط».
جاء هذا التصريح تزامناً مع الزيارات التى قام بها ما يسمى «وفد السلام» الأمريكى برئاسة الصهيونى كوشنير صهر ترامب وكبير طباخيه إلى القاهرة وعمان والقدس.. ثم الدوحة.. للترويج للصفقة القبيحة.. حيث خرج من لقاءى الرئيس السيسى والملك عبدالله وهو يجر ذيول الخيبة بعد أن أبلغاه صراحة برفضهما «عروضه البلهاء».. هذه الجولة تلتها زيارة مفاجئة من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للأردن استهجنها الإسرائيليون لأنها لا توافق أهواءهم.. ورد عليها ترامب بدعوة الملك عبدالله إلى اجتماع عاجل فى البيت الأبيض.. بينما جاءت تحذيرات من الإعلام الألمانى بأن واشنطن تخطط لإنزال العقاب بمصر والأردن بسبب موقفيهما.. وهو ما بدأت مقدماته بهجمات صريحة ومكثفة على الرئيس السيسى فى الإعلام الغربى «المعادي».
•• ما نريد تأكيده
أن مصر تتحمل الآن أقصى درجات الضغط الخارجى الذى يتطلب اليقظة والحرص التامين على المستويات السياسية والأمنية بشكل خاص.. أما «الطبخة الأمريكية السوداء» فمصيرها الفشل لأنها مرفوضة من كل الأطراف المعنية.. باستثناء إسرائيل طبعاً.