لله والوطن
"عنان" وخطابه الردىء
لا ننكر على المواطن المصري سامي عنان حقه في الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية.. ولا يهمنا تاريخه العسكري أو رتبته "السابقة" كفريق أو رئيس لهيئة الأركان.. حتى وإن كان هو لم يفته أن يلوح بها في وجه مستمعيه وهو يلقي خطاب إعلان ترشحه للانتخابات.. لكننا نرى أن هذا الخطاب يمثل "بداية غير مبشرة" ربما تنهي طموحه السياسي مبكرا.
•• هذا الخطاب
الذي لا يسعنا إلا أن نصفه.. بعد تحليل موضوعي لمضمونه.. سوى بأنه خطاب ردىء.. يعكس سطحية وضآلة فكر ومحدودية ثقافه من كتبه.. حيث يعتمد على كلام مرسل وعبارات انشائية وأنماط و"كلاشيهات" بالية.. تبدو مضحكة أحيانا.. مثل قوله:"إنني أتصدى لواجب انقاذ الدولة المصرية التي هي دولة البشر قبل أن تكون دولة الحجر"..!!
كما انه خطاب عاطفي.. يعتمد على التلاعب بالعواطف ودغدغة أحلام البسطاء.. وتجريح وتشويه كل ما هو قائم.. من دون منطق.. ومن دون تقديم أي أطروحات أو أفكار إصلاحية بديلة لما يراه من "سياسات خاطئة"..!!
•• على سبيل المثال:
< يتحدث="" "ظل="" الرئيس"="" الذي="" كتب="" الخطاب="" وانحصر="" دور="" عنان="" في="" قراءته="" فقط..="" عن="" أن="" الوطن="" يواجه="" تحديات="" عديدة="" "يأتي="" على="" رأسها="" توتر="" خطر="" الإرهاب="" الأسود"..="" وناهيك="" عن="" ركاكة="" التعبير="" فإن="" الكاتب="" فاته="" أن="" يتحفنا="" برؤيته="" "الألمعية"="" لكيفية="" مواجهة="" هذا="" "الخطر="" المتوتر"="" وتدارك="" تأثيراته="" الاقتصادية="" والاجتماعية="" والأمنية..="" وهذه="" سقطة=""> >
< ويتحدث="" أيضا="" عن="" "تردي="" أوضاع="" الشعب="" المعيشية"="" و="" "تآكل="" قدرة="" الدولة="" على="" التعامل="" مع="" ملفات="" الأرض="" والمياه="" وإدارة="" موارد="" الثروة="" البشرية"..="" ولا="" ندرى="" من="" أين="" جاء="" بهذه="" "الأحكام="" المرسلة"="" دون="" استناد="" الى="" حقائق="" أو="" أدلة="" أو="" وقائع="" أو="" أرقام="" تعزز="" ما="" يقوله..="" وهذا="" دليل="" على="" ضعف="" معلومات="">
< والعجيب..="" أنه="" يتحدث="" بعد="" ذلك="" عن="" "مبدأه="" الهام"="" الذي="" لن="" تقوم="" مصر="" من="" كبوتها="" إلا="" بتفعيله..="" وهو="" "مشاركة="" الشعب="" في="" تحمل="" المسئولية"..="" وكأنه="" يقدم="" اختراعا="" سحريا="" لم="" يكتشفه="" من="" سبقوه..="" أو="" أنه="" لا="" يدرك="" أن="" ما="" يعتبره="" هو="" "ترديا="" للأوضاع="" المعيشية"="" ما="" هو="" إلا="" نوع="" من="" تلك="" "المشاركة="" الشعبية"="" التي="" يتحملها="" الناس="" راضين="">
•• الأعجب
أن يختزل "الرئيس المنتظر" بعد ذلك كل رؤيته الإصلاحية في إقامة "نظام سياسي واقتصادي تعددي يحترم الدستور والقانون والحقوق والواجبات ويحافظ على روح العدالة وعلى قيم النظام الجمهوري ومبدأ تقاسم السلطة بين مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية"..!!
وهذا هو تماما ما تنص عليه كتب "التربية القومية" و"المطالعة الرشيدة" منذ بداية خمسينات القرن الميلادي السابق وحتى الآن.. فما الجديد الذي يتوهم الفريق أن الناس سوف ينتخبونه من أجله..؟!
•• وتبقى كلمة
قالها الزميل الكاتب الصحفي عبد الله كمال ورحل ـ رحمه الله ـ وهي:"إنني مستعد أن أعطي صوتي للفريق سامي عنان.. إذا كشف لكل المصريين ماذا جرى في الساعة التي سبقت ركوبه الطائرة عائدا الى مصر من واشنطن في أحداث يناير 2011".
فهل يستطيع "عنان" أن يكشف لنا ذلك الآن.. وهو يعلم أنه إذا كذب فإن هناك من لديه كل الحقائق كاملة ويستطيع إعلانها.. إذا اقتضت الضرورة ذلك..؟!