لله والوطن
أفريقيا والمؤامرة القطرية الإسرائيلية
فى المسألة السودانية.. لا يتحمل الرئيس البشير وحده مسئولية هذا التأزيم والتصعيد الحادث فى علاقات الدولة الشقيقة مع مصر.. ابتداءً بإثارته المفاجئة لقضية حلايب وشلاتين.. ومروراً بموقفه من مسألة سد النهضة.. وتصريحاته الاستفزازية التى زادت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة.. وانتهاءً بما أعلنه الخميس الماضى.. وبشكل رسمى.. أن السودان «يتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا».
نقول: إن الرئيس البشير لا يتحرك وحده.. وإن هناك أصابع «ليست خفية» تتلاعب بخيوط ما يصدر عن الخرطوم من مواقف وتصريحات وأفعال.. إنها دون أدنى شك أصابع نظام الدويلة الإرهابية المارقة.. قطر.
< لماذا="">
بين أيدينا تقرير مهم وخطير.. استطاع أن يرصد سلسلة من التحركات القطرية الداعمة لجماعات الإرهاب.. والهادفة لإثارة الفوضى والاضطرابات السياسية والأمنية فى مجموعة من دول أفريقيا.. تستطيع بنظرة واحدة إلى خريطة القارة السمراء اكتشاف أن هذه الدول يربطها ببعضها علاقة وثيقة وذات دلالة «جيوسياسية» عميقة.. وهى أنها تشكل حزاماً ممتداً من أقصى الشرق حيث مضيق باب المندب إلى أقصى الغرب بالقرب من مضيق جبل طارق.. جنوبى دول شمال أفريقيا العربية.. مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب تحديداً.
وهذا الحزام الأفريقى يشمل بشكل محدد إريتريا وجيبوتى والسودان والصومال على الساحل الغربى للبحر الأحمر جنوب مصر.. ثم يتجه غرباً مروراً بتشاد والنيجر ومالى ونيجيريا.. وصولاً إلى الساحل الغربى على المحيط الأطلنطى.. وتحديداً فى موريتانيا والسنغال.
< على="" سبيل="">
يرصد التقرير المساعدات التى قدمتها قطر للرئيس الصومالى السابق حسن شيخ محمود وحركته «الإصلاح - الدم الجديد»، التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى.. كما يرصد تقديم الدوحة دعماً مالياً لحركة «الإصلاح الإسلامى» التابعة للتنظيم الدولى للإخوان وعدة حركات متطرفة أخرى فى الصومال.. كذلك وفرت الدوحة دعماً للمعارضة المسلحة فى تشاد بهدف إسقاط النظام هناك بالتعاون مع الميليشيات الإرهابية فى ليبيا.
كما مولت قطر التنظيمات الإرهابية فى مالى.. والنيجر «حركة التوحيد والجهاد».. وإريتريا «حركة الجهاد والحزب الإسلامى وجبهة التحرير وجبهة الإنقاذ» بهدف إسقاط الرئيس أسياس أفورقى.. وعمل النظام القطرى على تصعيد النزاع بين إريتريا وجيبوتى.. وأيضاً يقوم بدعم الفصائل المتطرفة لإسقاط الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز، ونشر الفكر المتطرف فى الدولة عن طريق العميل الإرهابى محمد المختار.. كما تدعم الدوحة حركة «بوكو حرام» الإرهابية المتطرفة فى نيجيريا والدول المجاورة لها.. بهدف إسقاط الأنظمة المعتدلة فى هذه الدول، وتمكين المتطرفين من الحكم.
< السؤال="">
لماذا يفعل حاكم الدوحة ذلك؟
بالتأكيد.. هو لا يتحرك بمفرده.. ولا يؤهله حجم دولته «سياسياً»، ولا ثقله الدولى ولا إمكانياته، ولا تفكيره المحدود لممارسة هذه التحركات التآمرية الخبيثة بمفرده.. وليس له مصلحة مباشرة فى ذلك.. إذ إن قطر كما هو معلوم ليست دولة كبرى تبحث عن مصالح استراتيجية أو تحركها أهداف توسعية استعمارية.. أو لها مساعٍ للسيطرة على مصادر النفط والماء والثروات.
< وهذا="" يعنى="" شيئاً="" واحداً..="" وهو="" أن="" قطر="" بدورها="" تحركها="" قوة="" عالمية="" أكبر..="" ذات="" مصالح="" مباشرة="" فى="" إشعال="" هذا="" الحزام="" الأفريقى="" الاستراتيجى..="" فمن="" تكون="" هذه="" القوة="" «الشريرة»="" غير="" إسرائيل="" وحلفائها="" الأمريكان؟!="">