لله والوطن
يتشابه الاستبداد والسقوط واحد
ليس هناك فرق كبير بين «حالة حكم الإخوان المسلمين» الفاشل.. الفاشي.. في مصر.. و«حالة حكم الملالي» القمعي الديكتاتوري في إيران.. العقول متشابهة والجذور الفكرية متشابهة.. والممارسات متشابهة أيضاً.. عنوانها «الاستبداد باسم الدين» وإن اختلفت المذاهب.. وبالتالي فإن المصير واحد.. وهو «السقوط السياسي» أمام إرادة الشعوب المتعطشة للحرية والعدل والسلام.
المصريون أسقطوا حكم الإخوان المستبد بعد عام واحد قضاه في الحكم وكشف خلاله عن وجهه الإرهابي السافر.. والإيرانيون ربما يكونون في طريقهم الآن لإسقاط حكم الملالي المذهبي القمعي إذا ما صمدوا في انتفاضتهم الحالية وتوحدوا تحت قيادة قوية وحددوا هدفا واضحا لحراكهم.
< الإخوان="" سقطوا="">
لأنهم بعد أن وصلوا الى الحكم في ظرف تاريخي لن يتكرر أبدا لم ينسوا أنهم ظلوا لنحو 85 عاما يعملون «تحت الأرض» كتنظيم سياسي يختفى خلف عباءة الدين.. فأرادوا أن يظلوا على نفس حالهم.. تنظيم يحكم دولة ويناصب مؤسساتها العداء.. ويستفز شعبها ويتعالى عليه.. ويكفِّره.. وكان كل هم هذا «التنظيم الحاكم» هو الانتقام من مؤسسات الدولة وتفكيكها وإعادة تشكيلها و«أخونتها».. فاصطدم بهذه المؤسسات ودخل في معارك عنيفة معها على كل الجبهات.. القضاء والإعلام والنقابات والأمن.. والجيش أيضا.. باعتبار أنهم خصوم له يسعون الى إسقاطه وزحزحته عن الحكم.. كما خسر تعاطف وتأييد الشعب له.. عندما قصر خطابه على «عشيرته» و«كتائبه» التي ظلت تمارس محاولات فرض سطوتها على المجتمع.. بالعنف والترهيب.
ولذلك.. كان سقوط الإخوان سهلا عندما تحركت الملايين في جميع المحافظات رافضة «استبداد الجماعة».. واستجابت لهذا التحرك قيادة الجيش مدعومة بتأييد شعبي.. لتعزل الرئيس الإخواني وتنهي «حكم الجماعة».
< في="">
الوضع يختلف.. فمنذ بداية «ثورة الخميني» استطاع الملالي فرض سيطرتهم الكاملة على كل مفاصل الدولة.. وخاصة مؤسساتها العسكرية والأمنية التي تمت السيطرة عليها عن طريق «الحرس الثوري».. كما نجح الملالي في إقصاء كل خصومهم.. وارتكبوا من أجل ذلك مذابح وعمليات قتل وقمع وسلب للحريات سجلها التاريخ.. وحولوا سلطات مؤسسات الدولة الى سلطات شكلية.. حيث «الكلمة الأخيرة في جميع إدارات الدولة تكون للمرشد الأعلى الذي يمتلك كل الصلاحيات».. باعتباره الولي الفقيه «الذي ينوب عن الإمام الغائب في قيادة الأمة لحين ظهور المهدي المنتظر» وفقا للمعتقدات الشيعية.. وذلك في أوضح صورة للاستبداد المذهبي.. والديكتاتورية الدينية «الفاشية».
< ورغم="">
فإن قطاعات ليست قليلة من الشعب الإيراني لم تستسلم لهذا الوضع.. وشهدت إيران المئات من الحراكات الشعبية المناهضة لحكم الملالي واستبدادهم.. وهو ما واجهه النظام الديكتاتوري بالقمع والقتل والإعدامات والاعتقالات.. وكانت هذه الحراكات دائما «مطلبية» في الأساس.. أي تتعلق بمطالب اقتصادية أو معيشية.. لكن الواضح أن الحال قد تغير الآن.. فالإيرانيون يخرجون اليوم هاتفين بسقوط المرشد وبسقوط «الدولة الإسلامية».. مطالبين بالحرية وبالإصلاح السياسي وتغيير نظام الحكم.. وهو ما يثير رعب النظام الحاكم وربما يزيده عنفا وتسلطا.. ودموية ضد شعبه قد تدفعه الى الهاوية والسقوط في نفس مصير «الإخوان».. إن عاجلا أو آجلا.