بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لله والوطن

.. وبدأت حرب تصفية الحساب

 

 

 

 مارست الإدارة الأمريكية سياسة الصمت تجاه مصر.. منذ أن قدمت إلى مجلس الأمن مشروع القرار الخاص بالقدس الذى أيدته كل الدول الأعضاء بالمجلس وأجهضه الفيتو الأمريكي.

لم يوجه الأمريكان تهديداتهم بشكل مباشر إلى القاهرة.. صاحبة مشروع القرار.. لكن المؤكد أن المندوبة الأمريكية نيكى هايلى عندما ذكرت جملتيها الشهيرتين بأن «ما حدث يمثل إهانة لن تنساها الولايات المتحدة» وأنها «سوف تبلغ الرئيس ترامب بأسماء الدول التى ستصوت لصالح مشروع القرار».. مع تلويحها بورقة المعونات والمساعدات المالية التى تتلقاها هذه الدول.. إنما كانت تقصد مصر تحديدا فى طليعة الدول المقصودة بالتهديد.

•• وكعادتهم

لا يظهر الأمريكيون ما يضمرونه من شر تجاه خصومهم.. ولا يعدمون الأدوات والأساليب الملتوية والدنيئة.. التى يلجأون إليها لتصفية حساباتهم مع من يتجرأ ويسبب لهم الإزعاج.. فما بالك بمن تسبب لهم فى هذه الفضيحة المدوية والخسارة المعنوية والسياسية المشهودة؟!

وراء الصمت الأمريكي.. المؤقت.. كان هناك أمر يدبر فى الخفاء لتصفية الحساب «الثقيل» مع القاهرة.. وغيرها ممن توعدتهم واشنطن من الدول.. الأمريكيون لا يصرحون بالطبع بفرضهم عقوبات مباشرة على هذه الدول بسبب موقفها من التصويت فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. لكنهم يأتون من الأبواب الخلفية.. كاللصوص وقطاع الطرق.

•• وهذا ما يفعلونه الآن

فمنذ ساعات.. بدأت حملة إعلامية ممنهجة ومكثفة.. للتمهيد للقرار القادم بمنع المساعدات الأمريكية عن مصر.. وليتهم يفعلون.. وتتركز هذه الحملة.. كالمعتاد وبالأسلوب الفج والعتيق الذى تنتهجه واشنطن دائما.. فى إثارة الانتقادات والاتهامات حول ملف حقوق الإنسان فى مصر.. وخاصة فيما يتعلق بأوضاع الأقباط وحقوقهم الدينية.. وما يتعلق أيضا بمزاعم «الاختفاء القسري» لأشخاص ينتسبون غالبا إلى تنظيمات إرهابية متطرفة.

فجأة.. بدأت «منظمة العفو الدولية» المشبوهة الممولة من قطر ومن الولايات المتحدة نفسها.. تبث رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعى لأشخاص تزعم أنهم اختفوا فى مصر أو اعتقلتهم أجهزة الأمن.. وتطلب مساعدة أسرهم بالمعلومات عنهم.

•• وفجأة أيضًا

بدأت «الميديا» الأمريكية العبث بملف «اضطهاد الأقباط فى مصر».. بالتزامن مع الإعلان عن نية مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى إثارة هذه القضية مع المسئولين المصريين الذين سيلتقى معهم خلال زيارته المرتقبة للقاهرة ضمن جولته بالمنطقة.

وفى تصورنا.. أن ما حدث قبل يومين فى «أطفيح» من اعتداء بعض «الخراف» و«المهاويس» على مركز الخدمات الكنسية فى قرية «كفر الواصلين» بزعم التصدى لتحويله إلى كنيسة.. لم يكن بمعزل عن هذه الحملة الخبيثة التى نقصدها.. ولا بد أن هناك من دبره عمدا فى هذا التوقيت بالذات.

•• للأسف

سينجح الأمريكيون فى مقصدهم.. وسيقطعون المساعدات.. فى ستين داهية.. لا نريدها.. لكن يبقى القول: إنه من العيب أن تظل قضية حقوق الأقباط شوكة فى ظهورنا يتلاعب بها أعداؤنا.. فى ظل غياب قانون يفرض عقوبات رادعة على جرائم التمييز والاضطهاد والعنصرية والاعتداء على حرمات المنشآت الدينية.. وهذه قضية آن الأوان لتحتل صدارة أجندة التشريع.. الحكومية والبرلمانية.