بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لله والوطن

سؤال لـ«الجهابذة» .. و«الفتايين»

سؤال واحد نريد أن نوجهه إلى من يتنطعون بالقول كذبًا وافتراءً: إن مصر تعمدت صياغة مشروع القانون الذي قدمته إلى مجلس الأمن بشكل يعطي الفرصة للولايات المتحدة لاستخدام «الفيتو» لإجهاض تبني المجلس لهذا القرار.

سؤالنا لهؤلاء «الجهابذة والفتايين» هو: إذا كان جائزًا على حد زعمكم إيجاد صياغة تمنع دولة دائمة العضوية بمجلس الأمن من استخدام «حق النقض».. فلماذا لم يحدث ذلك مرة واحدة طوال 71 عامًا استخدمت خلالها هذه الدول الفيتو 243 مرة.. بينها 10 مرات استخدمته روسيا في مواجهة قرارات تخص سوريا رغم أنها طرف مباشر في الصراع ولها قوات تحارب في الأراضي السورية؟!

 

<>

أنكم لا تمتلكون ردًا منطقيًا مقنعًا لهذا السؤال.. وأنكم ما قصدتم بمزاعمكم وسفسطتكم الفارغة هذه إلا الإساءة لمصر.. بينما أنتم ترتكبون جرمًا كبيرًا بشغلكم للناس بأمور هامشية.. لينصرفوا عما هو أهم وأجدى بالانشغال.. وهو كيفية استثمار المكاسب السياسية والمعنوية التي تحققت بالرغم من الفيتو الأمريكي.. وأهمها تأكيد دول العالم كله على المركز القانوني للقدس بصفتها أرضًا محتلة.. وكذلك التأكيد على أن ما تتخذه سلطات الاحتلال من إجراءات في القدس غير قانوني.. وكذلك ما أقدمت عليه إدارة ترامب من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل غير قانوني أيضًا ومخالف لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية.

 

<>

أن القرار الذي تبنته الأمم المتحدة بشأن القدس.. والمبني على مشروع القرار الذي قدمته مصر الى مجلس الأمن وأجهضه الفيتو الأمريكي.. لا يمكن النظر إليه باعتباره قرارًا عاديًا مثل غيره من القرارات السابق صدورها في الشأن الفلسطيني.. فهو قرار «استثنائي».. وفريد.. وإن لم يكن ملزمًا شأنه شأن كل قرارات الجمعية العامة.. نظرا لما أحاط به من ظروف «استثنائية» أيضًا.. حيث تابعنا أغلبية تتعدى 75% من الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية.. وبينهم جميع الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة.. صوتوا جميعاً لصالح القرار في تحدٍ فريد وشجاع للبلطجة والغطرسة والصفاقة والوقاحة الأمريكية.. والتي وصلت إلى حد التطاول على الدول الأعضاء وعلى المنظمة الدولية نفسها.. وتهديدهم بالعقوبات المالية والحرمان من «العطايا والهبات».. والتصريح علنًا بأن هذه الأموال التي يدفعونها في صورة معونات للدول أو تمويلات للهيئات الدولية ما هي إلا «استثمارات» لهم في شراء الضمائر والمواقف بما يخدم مصالح واشنطن وحليفتها الاستعمارية المدللة «إسرائيل».. ورغم ذلك تحدت دول العالم تهديدات «ترامب» وصوتت ضد إرادته.. وفقدت أمريكا مع هذا التصويت هيبتها واحترام العالم كله لها.. وانفضح وجهها العنصري القبيح.

 

<>

نرى أن هذه المعركة الدبلوماسية التي دارت في الأمم المتحدة مؤخرا.. قد كشفت بشكل صارخ عورات ما يسمى بـ«النظام العالمي» الذي تهيمن عليه الدول الكبرى سياسيًا واقتصاديًا وتتخذه سبيلًا لإدارة العالم وفق مصالحها وأهوائها.. بينما فشل هذا النظام في تحقيق الهدف الأساسي الذي تشكل من أجله.. وهو حفظ الأمن والسلم الدوليين.. وهو ما يطرح الحاجة إلى ضرورة تأسيس نظام عالمي جديد أكثر عدلًا وحيادًا وفاعلية.