لله والوطن
المغزى التاريخي لشهادة «التَرَّاس»
ما قاله الفريق الدكتور عبدالمنعم التراس أمس الأول في لقائه ببعض الأئمة الدعاة يجب التوقف أمامه كثيراً.. لأن الذي يتحدث هنا هو الفريق التراس.. وما أدراك من هو الفريق التراس.. ولأن الذي قاله لم يصدر من قبل من مسئول رسمي في مثل هذه المكانة والحيثية.
•• لمن لا يعلم
الفريق التراس هو أحد القيادات الأبرز في القوات المسلحة في فترة تاريخية دقيقة ومهمة جدا.. فترة الثورتين- 25 يناير و30 يونيه- كما أنه كان مسئولاً بشكل خاص عن التفاوض مع قيادات الإخوان وباقي التيارات الإسلامية إبان اعتصام ميداني «رابعة العدوية والنهضة».. وهو يشغل الآن منصباً رفيعاً كمستشار عسكري لرئيس الجمهورية.
•• قال الفريق التراس
إن ثلاثة خلافات أساسية حدثت بين الجيش والمعزول محمد مرسي.. هي التي اضطرت وزير الدفاع آن ذاك عبدالفتاح السيسي والمجلس العسكري إلى اتخاذ القرار بإنهاء حكم الإخوان المسلمين.. وتمثلت هذه المخالفات فيما يلي:
اكتشاف مخطط «مرسي» لتوطين 12 ألف فلسطينى بسيناء.. فقام السيسي بإصدار قرار بمنع التملك لمسافة 5 كيلومترات من الحدود الشرقية لسيناء.
اعتزام الإخوان منح قطر امتياز استغلال مشروع إقليم قناة السويس لمدة 99 عامًا بالمخالفة لقوانين الدولة.
إخطار مرسي لقيادات المجلس العسكري بأن التنظيم الدولى للإخوان اجتمع فى قطر وقرر أن تمول قطر «الجيش السورى الحر» الذي يحارب جيش الدولة السوري.
•• ماذا يعني ذلك؟
يعني أن الفريق التراس قدم شهادة تاريخية ودليلاً دامغاً على المؤامرة الكاملة التي دبر لها الإخوان.. ليس بمفردهم.. ولكن بمشاركة أطراف دولية عديدة.. هي التنظيم الدولي و«حماس» وقطر وإسرائيل.. وخلفهم الولايات المتحدة بالطبع.. لابتلاع جزء من أرض سيناء وضمه إلى غزة.. ولتوريط مصر بشكل مباشر في الصراع الطائفي والمذهبي في سوريا وغيرها من دول المنطقة.. بتمويل قطري.. ويكون مشروع إقليم قناة السويس هو الثمن الذي تحصل عليه الدوحة نظير هذا التمويل.
ومالم يقله التراس صراحة هو: مع من اتفق مرسي على خطة التوطين؟ ولماذا؟ وهما سؤالان اجابتهما معلومة للجميع.
•• والآن
هل مازال لدى أي عاقل أدنى شك فيما كان سيئول إليه مصير الدولة المصرية على أيدي خونة التنظيم الإرهابي؟.. وهل علم الجميع من الذي كان يريد التفريط في الأرض وبيعها؟ ولحساب من؟ ثم من الذي حمى هذه الأرض ومازال يحميها.. رغم ما يحاول الخونة إلصاقه اليوم بالدولة من افتراءات وأباطيل وتهوين من حجم الحرب التي يخوضها الجيش المصري على أرض سيناء؟
•• ثم.. هل لا يزال هناك شك في أن سيناء هي المعركة الحقيقية الكبرى لكل المصريين.. وأن مصر تخوض حرباً حقيقية ليس فقط ضد قوى الإرهاب.. ولكن أيضا ضد قوى عالمية استعمارية يحركها مخطط دولي لتدمير الدولة المصرية والدفع بشعبها الى مصير إخواننا في العراق وسوريا وليبيا واليمن.. لا قدر الله؟!