بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لله والوطن

اسمعوا صوت مصر

 مرة أخرى.. من لا يملك يعطي من لا يستحق.. وعد بلفور الجديد.. اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني هو احتلال جديد لأرض فلسطين العربية.. نكبة جديدة كنكبة 1948 عام الإعلان عن قيام دولة الاحتلال.. وحلقة أخرى في مسلسل هدم معالم المجتمع الفلسطيني.. وتشريد وإبادة شعبه العربي واغتصاب وطنه لصالح إقامة الدولة اليهودية.

•• حينما

صدر وعد بلفور المشئوم في عام 1917.. مقررا تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود على أنقاض الدولة الفلسطينية.. كان تعداد اليهود لا يزيد على 5% من مجموع عدد السكان بحسب المراجع التاريخية.. واليوم قد يصل عددهم الى نحو 8 ملايين يشكلون ما يزيد قليلا على 50% من تعداد السكان.. بحسب الاحصائيات الرسمية الاسرائيلية.

وحتى عام 1948 كان ثلثا سكن القدس من العرب الفلسطينيين.. حسب مراجع تاريخية عربية..  ووفقا للإحصائيات الاسرائيلية  يشكل اليهود الآن أغلبية تزيد على نحو 59% من السكان.. في ظل تجاهل أكثر من 140 ألف فلسطيني يعيشون في مخيمات اللاجئين بمناطق تعتبر تابعة للقدس.

•• القصد من ذلك

هو أنه مع وعد بلفور .. ثم نكبة 1948.. كان تعداد اليهود يتزايد في القدس وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وهنا تكمن خطورة القرار الأمريكي الجائر.. وما يمهد له من ابتلاع كامل للمدينة المقدسة.. وتهويدها وطرد الفلسطينيين خارجها.. وطمس كل معالمها الاسلامية والمسيحية.. لتبقى لهم مدينة يهودية خالصة.

•• ولنعلم جميعا

ان ترامب ما كان ليجرؤ على قراره هذا المجنون.. لو لم يستشعر ضعف الأمة العربية.. وانقسام دولها.. وتآمر بعضها على البعض.. حتى تفتتت وتهدمت دول بأكملها مثلما حدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا.. التي زالت جيوشها وخارت قواها.. حتى أنه لم يعد للعرب كلهم الا جيش مصر الوحيد الباقي درعا وسيفا للأمة كلها.

وأيضا ما كان ترامب ليجرؤ لو لم تساعده حالة التشرذم والانقسام الفلسطيني.. المستمرة حتى اليوم رغم الفرصة الكبيرة التي تتيحها مصر لتوحيد الصف الفلسطيني باعتباره السلاح الأمضى في مواجهة الاحتلال الصهيوني.. ولم يكن دور مصر في ذلك تفضلا أو تزيدا.. انما هو من منطلق إيمان مصر بأن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى التي خاضت من أجلها الحروب وضحت بآلاف الشهداء.. وتحملت بسبب ذلك أزمات اقتصادية واجتماعية ومعيشية طاحنة.  

•• حسنا

يفعل الفلسطينيون الآن.. بإشعالهم النيران الانتفاضة في أراضيهم المحتلة.. وبإعلانهم إلغاء تفاهمات «أوسلو» بكل ما يترتب عليها من التزامات.. وبقرارهم اللجوء الى المحكمة الدولية لإلغاء قرار ترامب وحث المجتمع الدولي على إدانته.

•• لكن يبقى على إخواننا الفلسطينيين وكل العرب ضرورة الاستماع الى صوت مصر.. صوت العقل الذي ينادي بالمصالحة والاصطفاف ونبذ الخلافات والمؤامرات ودحر الفتن.. ففي ذلك وحده تكمن قوتنا الحقيقية التي يخشاها الأعداء.