بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مدرسة الدكتور شاكر!

ماقامت به شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء، قبل أيام، كان الوزير الدكتور محمد شاكر، هو أول مَنْ دعا إليه، بعد مجيئه إلى الوزارة بأسابيع! 

كان الوزير شاكر قد قال وقتها، إن إطفاء لمبة واحدة فى كل بيت، كفيل تمامًا بأن يظل البلد بعيدًا عن مواجهة أى أزمة فى تدفق التيار، الذى كنا نواجه فيه مشكلة كبيرة فى ذلك الوقت. 

ولأن الدكتور شاكر قادم من القطاع الخاص، ولأنه أراد منذ البداية نقل نجاحه من إطار عمله الخاص، إلى نطاق العمل العام، فإنه دعا المواطنين منذ يومه الأول إلى أن يقتصدوا فى استهلاك الكهرباء، ليس طبعًا بإطفائها والعيش فى الظلام، ولكن بإضاءة البيوت حسب حاجة كل مواطن فى مكانه! 

لقد اعتاد المصرى على أن يكون متواجدًا فى صالة بيته، بينما لمبة المطبخ.. مثلًا.. مُضاءة لساعات، وربما لمبات أخرى معها، وتكون النتيجة أن البيت يستهلك من الطاقة ما يكفى لمبتين، أو أكثر، رغم أن الحاجة الحقيقية فيه هى إلى لمبة واحدة!!.. وهكذا.. وهكذا.. فى باقى البيوت! 

وكان قصد الوزير يوم أطلق دعوته بإطفاء لمبة فى كل بيت، أن يحرص كل مواطن فى بيته، على أن يكون استهلاكه على قدر حاجته بالضبط، ليتحقق هدفان فى وقت واحد: هدف له هو كمواطن، بخفض حجم استهلاكه، وبالتالى قيمة فاتورته، ثم هدف آخر للدولة عندما يتراجع ضغط الاستهلاك العام على محطات الإنتاج! 

وفى الفترة من أول يناير إلى آخر يونيه الماضى، دعت شركة شمال الدلتا إلى مسابقة بين المواطنين، فى محافظات دمياط، والدقهلية، وكفر الشيخ، وكان الهدف ترشيد الاستهلاك، وكانت المكافأة تحويل بيوت الفائزين إلى الإضاءة بلمبات ليد الموفرة على نفقة الشركة.. وقد فاز ١١ مواطنًا فى المحافظات الثلاث، أضاءت الشركة بيوتهم باللمبات الموفرة على حسابها! 

وكان المعنى أن المصرى إذا قرر ترشيد استهلاكه، فإنه سيجد فى اللحظة نفسها مَنْ يكافئه، ومَنْ ينشر صورته فى الإعلام، باعتبار أن ما قام به موضع تقدير! 

إننى أدعو الدكتور شاكر إلى أن يعمم تجربة شمال الدلتا، على شركات التوزيع بامتداد الجمهورية، وأن ترصد الشركات مكافآت أخرى بخلاف لمبات ليد، لتكون حصيلة المسابقة أعلى وأوفر! 

يتعلم المواطن فى الخارج ثقافة الترشيد فى كل شىء، من خلال المدرسة منذ الصغر، وإلى أن تنهض مدارسنا بمهمتها فى هذا الاتجاه، لا بديل عن أن تكون وزارة الكهرباء هى المدرسة فى نطاقها!