بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

لغة الرياض!

كان للمملكة العربية السعودية أن تعلن، أن أداء فريضة الحج هذا العام، مُتاح أمام أي مواطن قطري، إذا ما وصل إلى الأراضي المقدسة بطريقته، كما يفعل أي مسلم قادم من أي بلد في العالم. 

ولم يكن أحد يستطيع أن يلوم المملكة، إذا تصرفت بهذه الطريقة.. وكيف يلومها وهي تضع أمام مواطني قطر الراغبين في الحج، ما تضعه أمام كافة المسلمين دون تمييز، رغم أن علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مقطوعة مع الحكومة القطرية منذ الخامس من يونية الماضي؟! 

بل كان في مقدور الحكومة السعودية أن تتذرع إذا أرادت، بأن السياسات القطرية أضرت بها على مدى سنين، وأن الحجاج القطريين يمكن أن يقعوا تحت تأثير الأزمة مع بلادهم، ويمكن أن يتصرفوا بالتالي بما لا يليق داخل نطاق الحرمين، وأنها لهذا السبب سوف تُخضع كل حاج قطري لإجراءات خاصة. 

ولو بادرت الرياض إلى خطوة كهذه، ما كان لأحد أن يلومها أيضاً، لأن مبررها معقول، وهو الرغبة في الحفاظ على أمن باقي الحجاج! 

ولكنها لم تفعل شيئاً من هذا كله.. وإنما فعلت عكسه لتقول بوضوح إن المشكلة القائمة هي مع حكومة مشاكسة في الدوحة، وليست مع شعب شقيق يعيش في قطر! 

وأعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنه متكفل بنقل الحجاج القطريين جميعاً على نفقته الخاصة، من مطار «حمد» إلى مطار جدة، على متن الخطوط السعودية.. فالخطوط القطرية محظور عليها منذ بدء الأزمة ، التحليق في الأجواء السعودية، وإذا أراد أي مواطن قطري الوصول إلى الأراضي المقدسة، فليس أمامه إلا أن يأتي على طائرة غير قطرية، عبر أجواء دول أخرى مجاورة، أو عن طريق منفذ سلوى البري الذي يربط البلدين، والذي تم فتح أبوابه مؤقتاً خلال أيام الحج. 

وكانت مبادرة الملك «سلمان» تقول إن خادم الحرمين، لا يريد أن يشق على المواطن القطري، ولا يرغب في أن يكون الأمر صعباً عليه، ويعرض أن ينقله على نفقته، ويريد أن يوفر له وجوه الراحة. 

وأعلنت الخطوط السعودية أنها جهزت سبع طائرات من الحجم الكبير لهذا الغرض، وأنها في انتظار الإذن لها بدخول الأجواء القطرية لتنفيذ التوجيهات الملكية. 

لم يعجب العرض حكومة قطر.. ولم تشأ أن تفتح أجواءها! 

تكلمت الرياض لغة تدل على حُسن نية في الأزمة كلها.. وكان رد الدوحة خالياً من حُسن النية!