رؤوس ضحاياه!
لو أن المعلومة نفسها جاءت على لسان رجل آخر، بخلاف الدكتور محمد معيط، نائب وزير المالية، ما كنت قد صدقتها، وما كنت قد توقفت أمامها!
المعلومة تقول إن خسائر السكة الحديد فى العام المالى المنتهى، بلغت ثلاثة مليارات وسبع مئة مليون جنيه!!.. والله وحده أعلم بما سوف تصل إليه الخسائر هذا العام!
وكان الدكتور سعد الجيوشى، وزير النقل الأسبق، هو أول مَنْ أطلق عبارة تفسر هذا الرقم المخيف، الذى أعلنه الدكتور معيط على صفحات المصرى اليوم، فى اليوم التالى مباشرة لحادث قطار الإسكندرية!
قال الدكتور الجيوشى إن القطار فى مصر يخسر، وإن الميكروباص فى المقابل يكسب، مع أن القطار وسيلة نقل، والميكروباص وسيلة نقل!
ولكن الفرق أن الأول وسيلة نقل عامة، والثانى وسيلة نقل خاصة، بما يعنى أن مال الثانى له صاحب يسأل عنه، ويتابعه، ويديره، ويحاسب نفسه وغيره عليه، بينما الأول يفتقد هذا كله!
وأظن أن الوزير الجيوشى كان يملك القدرة على تغيير الحال فى السكة الحديد، إلى ما هو أفضل، لولا أن الذين يريدون بقاءها على حالها قد سعوا إلى إخراجه من المنصب، ونجحوا بكل أسف!
وكانت قناعته أن السكة الحديد قادرة على أن تكون فى مستوى سكك حديد العالم، وأن ذلك فى حاجة فقط إلى شىء من الحكمة فى إدارة أصولها، ثم شيء بل أشياء من العقل، قبل الحصول على دولار واحد قرضًا لها من أى جهة فى الخارج!
ولم يكن تفكير كهذا، يعجب الذين أدمنوا الاقتراض فى كل صباح، وإضافة أعباء بعد أعباء على كاهل البلد فى كل يوم!
وفى كل المرات السابقة دون استثناء، كنا مع كل حادث قطارات جديد، نُعفى رئيس الهيئة من منصبه، وهو تمامًا ما حصل بعد حادث قطار الإسكندرية الذى وقع الجمعة الماضية، وتطايرت رؤوس ضحاياه وتناثرت فى الزراعات المجاورة!.. وقد ثبت بالتجربة، مرة بعد مرة، أن إعفاءه ليس حلًا، ومع ذلك أعفيناه هذه المرة أيضًا!
إننا نفعل الشيء نفسه، ثم نتوقع نتيجة مختلفة!!