بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وساطة مجروحة!

وزراء خارجية الدول الأربع الكبرى الذين تقاطروا على الخليج، عاد كل واحد منهم إلى بلده، دون أن يقدم شيئًا في  اتجاه حل الأزمة التي بدأت في الخامس من يونيو الماضي!

الأزمة بدأت بقرار من القاهرة، والرياض، وأبوظبي، والمنامة، أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، بين العواصم الأربع، وبين الدوحة!

ورغم أن الأزمة بدأت رباعية الأطراف هكذا، إلا أن أطرافها ما لبثت حتى تعددت، وسارعت أكثر من عاصمة عربية وأفريقية، إما بقطع علاقاتها مع العاصمة القطرية، وإما بتخفيف مستوى التمثيل الدبلوماسي القطري لديها، كما فعلت الأردن على سبيل المثال!

وكان الأمل، ولايزال، أن تدرك الحكومة القطرية أنه لا يمكن أن تكون كل هذه الدول على خطأ، وتكون هي على صواب.. لا يمكن.. وعندما تم تسريب اتفاق الرياض الذي جرى توقيعه عام ٢٠١٤، بين السعودية وبين قطر، بحضور الكويت، كان الهدف أن يقال للطرف القطري إنه سبق ووقع اتفاقاً، ثم تحلل منه ولم يلتزم بأي بند من بنوده، وإنه في حاجة هذه المرة أن يتعامل مع الموضوع بشكل مختلف، لأن الذين سكتوا على تحلله من الاتفاق السابق، لن يكرروا خطأ السكوت عليه!

وعندما أعلن وزير خارجية بريطانيا بدء زيارته إلى الرياض، لم أتفاءل، ليس لأني ضد جهود الوساطة البريطانية في الأزمة، أو أي جهود أخرى، ولكن لأني أعتقد، أولاً، أن الأزمة عربية خالصة، ولا بد أن تظل في هذا الإطار، وأن يكون حلها عربياً بالتالي، ولأني أرى ثانياً، أن بريطانيا كانت منحازة منذ أول لحظة الى الطرف القطري، ولذلك، فوساطتها مجروحة!

وكذلك كان الحال مع وزير الخارجية الأمريكي، الذي دار في الخليج دورة كاملة، ثم غادر بغير أن يقطع خطوة واحدة إيجابية!

ولم يختلف الحال مع وزير خارجية المانيا في البداية.. ولا مع وزير خارجية فرنسا.. فكلهم جاءوا، وكلهم عادوا، بينما القضية التي جاءوا من أجلها في مكانها، بل ومرشحة للتصاعد!

ولم يحدث ذلك لأن كل طرف من طرفي الأزمة، متمسك بمطالبه وبوجهة نظره، بقدر ما حدث لأن وزراء الخارجية الأربعة الذين سعوا الى الوساطة، واحداً وراء الآخر ، لم يكونوا فيما أظن صادقي النية!.. لقد طار كل وزير منهم من عاصمة بلاده، ليوظف الأزمة.. لا ليحلها!