فكرة من السويد!
تتفنن عواصم العالم فى جذب السياحة إليها بأى طريقة مبتكرة، ولا تكاد فكرة جديدة تبرق فى أى ذهن حاضر فى العالم، حتى تكون قد تجسدت أمام الناس فى اليوم التالى!
طبعًا.. ليس من الضرورى أن يكون الترويج للسياحة، هو الهدف الأساسى من وراء تنفيذ مثل هذه الأفكار.. ولكن.. مَنْ منا يمكن أن يكون فى السويد على سبيل المثال، ويسمع هناك عن أن عندهم متحفًا للفشل، فلا يفكر على الفور فى زيارته متجولًا فى أنحائه؟!
ففى السويد واحد من علماء النفس اسمه صمويل ويست.. هذا الرجل فكر فى تشييد متحف للفشل يزوره المواطنون والأجانب، فشرع فى تنفيذ الفكرة، ونفذها فعلًا!
وكانت فكرته أن منتجات كثيرة لا تصادف رواجًا، ولا حتى قبولًا من الناس، عند طرحها عليهم لأول مرة، وأن أصحابها يسحبونها فى هدوء، ولا يعود أحد يسمع عنها بعد ذلك، مع أنها كانت الطريق الممتد إلى منتجات أخرى نجحت ولاقت رواجًا وصارت فى كل يد!
تقدير صمويل ويست أن نسبة مثل هذه المنتجات، إلى الأخرى التى راجت، كبيرة.. بل كبيرة جدًا.. وأنها تصل تقريبًا إلى تسعين فى المائة!.. والمعنى أن العالم إذا كان قد عرف عشرة منتجات ناجحة، ورائجة، ففى مقابلها تسعون من المنتجات التى لم تصادف نجاحًا، والتى تحسست طريقها إلى الأسواق، ثم إلى المزاج العام للناس، ولكن دون جدوى!
الفكرة إذن هى أن المطلوب منا، ليس أن نذهب لنتفرج فى المتاحف، على سجل الإنجازات عبر التاريخ، ولا على صفحات النجاح على مدى القرون من الزمان.. وحتى إذا كان هذا هو المطلوب، فالمطلوب أكثر منه، أن نتطلع إلى الوجه الآخر مما عرفناه من وجوه التطور، وأن نظل نتعلم مما كان من المفترض أن يكون خطوة إلى الأمام، ثم لم يكن لأسباب ليست فى الغالب فى يدنا!
أنشأ السويدى ويست متحفه، وقرر أن يكون شعاره عبارة عن جملة مرفوعة على لافتة عند مدخله تقول: إن التعلم هو الطريقة الوحيدة لتحويل الفشل إلى نجاح!
إننى إذا وجدت نفسى فى السويد ذات يوم، فسوف يكون هذا المتحف، أول مكان أسعى إلى زيارته، واعتقادى أن زيارة كهذه ستمثل رغبة حقيقية لدى كثيرين!