بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مجرد كلمة

سباق.. على رضاء السلطة

عندما تفرغ المعارضة لأى نظام حكم فى العالم من مضمونها ومن رسالتها ومبادئ وثوابت أحزابها، وتتحول بقدرة قادر مؤيدة اكثر من أتباع أنظمة الحكم أنفسهم ومبررة لأفعاله التى تتناقض تماماً مع ما جرى عليها واستقر عرف العمل السياسى المحترم.. هناك تكون قد فسخت العقد المبرم بينها وبين الأمة.. هنا وهنا فقط يبحث الناس عن البديل، بديل الأحزاب والمعارضة التى تفرغت من مضمونها. اتحدث عن التاريخ القريب جداً فى السنوات التى سبقت ثورة 25 يناير، فبعد أن أصبح رجال الأحزاب ينافسون أتباع الوطنى فى الخضوع، انصرف عنهم الشعب وبدأت من هنا تتشكل الحركات الثائرة والغاضبة من حجم الفساد والاستبداد فى ظل صمت تام وخضوع للأحزاب... فنشأت كفاية و6 أبريل وحركات التغيير وغيرها وكانت هى وغيرها من جموع الشعب.

المصرى طليعة ثورة 25 يناير التى عصفت بالنظام. وحينها تبخر أعوان الوطنى ومريدوه وأبواقه من القاهرة والمحافظات والمراكز والذين بلغوا حسب تعدادهم ثلاثة ملايين عضو ولم تلبث أيام إلا واستدعى هؤلاء بطولاتهم فى أحلام نومهم مؤكدين أنهم كانوا من المطالبين بوقف جرائم النظام، وأنهم كانوا ضد هذه الأفعال وغيرها مما ارتكبه النظام... المعارضة يا سادة ليست الجالسة لتلقى تليفون من حضرة الباشا.... المعارضة هى التى تهز البرلمان باستجوابات مشفوعة بالوثائق والمستندات.. المعارضة يا سادة هى التى ترفض وبكل قوة ما يمس الشعب المطحون من قرارات دافع فاتورتها الأول هو المواطن الأشد فقراً.. المعارضة يا سادة هى التى تواجه انتهاك مواد الدستور... المعارضة يا سادة هى التى تتصدى للاعتداء على الحريات العامة وانتهاك حقوق الإنسان.. المعارضة يا سادة هى الحامية بدورها للدولة المصرية المنصوص عليه فى الدستور... والدولة المصرية ونظامها لا يعنى بأى شكل الدفاع عن سياسات فاشلة لنظام الحكم أو سياسات استبدادية... المعارضة هى القادرة على توصيل رأيها وخطابها السياسى من خلال مواقفها الى الشعب.. المعارضة لو فعل دورها المنصوص عليه فى برامجها ولوائحها لدفعت أى نظام حكم للإصلاح السياسى والاقتصادى.. وأقولها كلمة إن نظام حكم مبارك لو استجاب للتصدى لجرائم طرحت فى استجوابات المعارضة ما قامت 25 يناير.. أكثر من 95 فى المائة من هذه الاستجوابات هى عناوين ثورة 25 يناير، وهى أيضاً نفس النسبة من موضوع المحاكمات وهى أيضاً نفس اللصوص الذين أعادوا جزءا ضئيلا من هذه الأموال المنهوبة سواء فى الداخل أو الخارج... المعارضة القوية هى سند الوطن والأمة. ينطلق دورها من واقع حماية الأمة فى كرامتها وحرياتها واقتصادها ووضع رؤيتها انحيازاً للشعب.. وليس من واقع منافسة حملة مباخر وأعوان النظام فى السهر على إيجاد تبريرات لفشل النظام واستبداده طمعاً فى إغلاق ملفات... هنا وهنا فقط يكون الشعب قد سحب البساط من تحت أقدام المعارضة. وبحث عن بديل.. وأرى أن أسوأ أنواع المعارضة بل أخطرها على المجتمع والمعارضة والدولة، هى تلك التى تسابق المنافقين فى رضاء السلطة.