بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اسمحوا لى

من يدعم من؟

دعوة ادعموا المصرى، دعوة براقة ينفعل بها الكثير هذه الأيام تجعلنا نتساءل هل يا ترى انصرف الشعب المصرى عن صناعته الوطنية بمزاجه وبكيفه؟ وهل الصناعة الوطنية توفرت فى حالة جيدة وسعر مناسب ولم تجد من يشتريها؟ والحقيقة أن الذى يستحق الدعوة إلى تدعيم المصرى هى الحكومة المصرية، التى ضربت الصناعة الوطنية بسياساتها الفاشلة والمتضاربة على مدار سنين طويلة، والذى ضرب الصناعة الوطنية هو السياسة حينما قررت القيادة السياسية أن الاستيراد هو الحل، والذى ضرب الصناعة الوطنية فساد القطاع العام الذى سيطر عليه أصحاب المصالح المعينين بالواسطة دون أى كفاءة أو دراية بطبيعة الأماكن التى يديرونها، وسيطرة الموظفين على القطاع الخاص أيضاً، الذين سمحوا له بشروطهم البسيطة جداً وهى أنا وأنت على الشعب المصرى المهم أن يستفيد كل صاحب سلطة أو توقيع، وبعد ذلك يفعل القطاع الخاص كل ما يناسبه لتحصيل أكبر قدر من الأرباح فيمارس رفع الأسعار، مع منتج يتدنى يوماً بعد يوم، دون حسيب أو رقابة حقيقية على الأسواق تردع الفاسد أو المنتج الردىء، والذى ضرب المنتج المصرى هو إغراق السوق المصرية بزبالة الصين وغيرها، حيث لم تقف الحكومة المصرية للتجار وقفة حاسمة حتى تحمى المنتج المصرى من توحش التجار ومافيا الاستيراد.

أما القطاع الخاص الوطنى والمشاريع الصغيرة، فهى تعامل من الحكومة كأنها بنت الجارية وتعانى من القوانين الظالمة حتى لا تجد لها مكاناً فى السوق المصرى.

إننا ندور من سنين طويلة فى نفس الدائرة ونفس الشعارات. والحقيقة أنه لا إصلاح لمنتج مصرى دون تدعيم الإنسان المصرى وذلك بتعليم جيد يضعه على طريق المعرفة والعلم حتى يستطيع أن يكون قادراً على العمل والمبادرة، وبإعطائه الفرصة لإقامة مشاريع صغيرة دون أعباء ضريبية، والعمل فى سوق مفتوح شفاف لا يسيطر عليه أفراد بعينهم ومع التخلص من القوانين التى تتيح للحكومة ومن يعمل فيها أن يخنق المبادرات الصغيرة والفردية.

لقد كان لدينا فى الماضى صناعة هامة وعظيمة تقدم منتجاً فنياً يعزز مكانتنا فى المنطقة هى السينما المصرية فأين هى الآن؟ لقد أممت الحكومة الاستوديوهات ودور العرض، ثم فى عصر آخر تم هدم دور العرض وبنى مكانها عمارات ومولات، وكبلوها بالضرائب المغالى فيها حتى انصرف كل المنتجين الكبار من السوق، وغضوا النظر عن سرقة الفيلم المصرى على النت وعلى قنوات معروفة عينى عينك. ويا ريت تسألوا الفنانة الشابة هالة سميرة لطفى حينما قدمت فيلمها الجميل الذى نالت عنه الجوائز فى الخارج كم تعبت حتى تستطيع عرضه ومن دعمها أساساً هى وغيرها. ادعموا الإنسان المصرى أولاً فهو الأهم.