بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حكاوى

صرخة ضد الخراب والدمار

تحدثت أمس عن الخراب الذى حل بقطاع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وحالة الانهيار الشديدة التى حلت بإحدى قلاع الصناعة الوطنية، وقد تلقيت مؤخراً عدة رسائل من عاملين بهذه القلعة، أكدوا فيها أن كل العنابر والماكينات قد توقفت بشكل يدعو إلى الخزى والعار، وقلنا إن السبب الرئيسى فى ذلك الخراب هو الفساد، الذى استشرى على مدار عقود طويلة، وأنه آن الأوان بعد الثورتين العظيمتين لأن تلتفت الدولة لهذه القلعة الصناعية الكبرى التى كانت فى وقت من الأوقات مفخرة للمصريين، وتمد المصريين باحتياجاتهم من الملابس والعملات الأجنبية.

إصلاح هذه القلعة لن يكلف الدولة كثيراً، وهناك دراسات كثيرة ورائعة تقدم بها أهل الخبرة والعلم في هذا الشأن، ولذلك وجب على حكومة المهندس شريف إسماعيل أن تلقى نظرة وتفتح هذا الملف الخطير وفى أسرع وقت ممكن، لأنه فعلاً من العار أن تظل هذه القلعة الصناعية بهذا الخراب الشديد.. لابد من البحث عن وسائل حديثة بشأن الماكينات المعطلة، ولا يمنع فى ذلك من الاستعانة بالخبرات الأجنبية العلمية بشئون الماكينات بهدف إعادة تشغيلها مرة أخرى.

إضافة الى أهمية أن يكون هناك تنسيق مع وزارة الزراعة بشأن زراعة القطن وإمداد هذه القلعة وخلافها بالأقطان المطلوبة لتدب الحركة من جديد داخل الشركة، لن نبكى على الأطلال فيما مضى من الزمان، وليس هذا وقته، كما أن البكاء لن يحل الأزمة أو يعالج هذا الدمار، إنما المطلوب الآن هو ضرورة بدء تحرك الحكومة، وفتح جميع الملفات الخاصة بالشركة من أقطان وغزول وماكينات.

لو أقدمت الدولة على هذه الخطوة، ستعود لهذه القلعة الصناعية مكانتها القديمة التى كانت بحق مفخرة مصرية.

الجديد فى الأمر أن هذه القلعة ستفتح أبواب رزق واسعة أمام أهالى الوجه البحرى، كما كانت فى السابق، وما أشد الحاجة الآن إلى توفير فرص عمل للشباب العاطل اللاهث وراء فرصة عمل حقيقية، وأؤكد مرة أخرى أن علاج أزمات مصانع غزل المحلة لن تكلف الدولة كثيراً، سوى الاهتمام والإصرار الشديد على خوض تجربة الإصلاح، إضافة إلى عقد العزم والإرادة على العودة بمكانة الشركة إلى سابق عهدها القديم، وهذا شىء سهل تحقيقه فى ظل تطور تكنولوجي حديث، وفى ظل رغبة أكيدة لضرب الفساد وأهله الذي تآمر أصحابه على هذه القلعة الوطنية.

هذه صرخة أطلقها للمسئولين لبدء إصلاح ما أفسده المفسدون وليس الأمر وحده ينطبق على مصانع المحلة، بل هناك أيضاً قلعة أخرى فى كفر الدوار ليست بأحسن حال من المحلة، بل الكل فى الخراب والدمار سواء.. وعلى الدولة أن تنتفض فى أسرع وقت، فى ظل الحاجة الشديدة والماسة.. لإحياء هذه القلاع التى أصابها الدمار والخراب.

[email protected]