بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

نظرة تأمل

بعد أربع سنوات مازال السؤال قائماً؟

أربع سنوات مرت  على أحداث ستاد بورسعيد ومازال أهلها يتساءلون لماذا ظلمت المدينة التي قدمت لمصر ما لم يقدمه غيرها؟ نقول قدمت بورسعيد عن طيب خاطر وبوطنية صادقة في 56 و67 و69 و73 وأخذت بجريرة الآخرين كان عطاء بورسعيد من منطلق انتماء أبنائها لهذا الوطن بدليل أن فريقها لكرة القدم لم يتسم سوى باسم «المصري» تاكيداً لمشاعر الحب والانتماء لثرى مصر الطاهر لكن أهل المدينة أخذوا بذنب لم يرتكبوه وعاقبهم البعض على جرم لم يقترفوه ففي الأول من فبراير عام 2012 كان يوماً ينتظره عشاق كرة القدم من الجماهير للقاء بين الناديين العريقين الأهلي والمصري وعادة ما تكتسب لقاءاتهم زخما و حرارة لما للفريقين من تاريخ عريق منذ فجر ظهور الكرة المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي وفي ظل هذا الاحتشاد من جماهير الناديين الكبيرين كان من الطبيعي أن يناصر أنصار كل فريق ناديه.

وأي قارئ لتاريخ لقاءات المصري والاهلي يجد أن معظم لقاءات الفريقين السابقة سواء في بورسعيد او في القاهرة كانت نتيجتها لصالح الأهلي ومن هنا ربما توقع البعض أن تكون نتيجة هذه المباراة أيضاً لصالح الفريق الضيف وهو في اعتقادي يعطي مبرراً منطقياً يساعد على إحكام تخطيط المؤامرة التي تحاك خيوطها من قبل بدء المباراه التي شهدتها المدينة في هذا اليوم بغض النظر عمن هم المتآمرون؟ وماهو هدفهم؟

يظل السؤال لماذا في هذا التوقيت بالذات الذي يخيم فيه الضباب على الحياة السياسية المصرية ولم يعد في البلاد من مؤسسات مستقرة غير الجيش والشرطة وهذه الأخيرة استطاعت ان تخرج من أزمة 2011 ويعاد بناء الجهاز الأمني بشكل أقرب ما يكون الى نبض الشارع المصري ولكن يبدو أن البعض كان يستكثر على مصر الامن والاستقرار!!

إذن وضح الهدف مما يحاك أن تذبح مصر من خلال توريط بورسعيد وأهلها في جريمة سقط فيها أكثر من سبعين شهيدا مصريا هذه الحقيقة التي لم يجرؤ اي منصف للحقيقة أن يقولها طوال السنوات الماضية  خاصة ان مشجعي الاهلي والمصري مصريون ويظل الهدف المرجو هدم عوامل استقرار الدولة المصرية وتحديداً جيش وشرطة مصر حتى يظهرا أمام العالم أنهما غير قادرين على حماية البلاد!!

بالفعل كانت الجريمة مخططة ومدبرة وموجهة الى قلب مصر كانت بوادرها فى الاسماعيلية وكانت المواجهة خارج الاستاد أثناء عودة جماهير الأهلى وفشلت المؤامرة لتدخل الأمن وتكرر الموقف فى المحلة  ومعلوم أن جماهير المحلة تشجع الاهلى ومع ذلك كادت تحدث المأساة لولا تدخل الجيش والشرطة وعمل نطاقات أمن فاصلة داخل الملعب وبين الجماهير وفشلت المؤامرة ولكن المتآمرين كانوا مصرين على إحداث كارثة  والتجمعات فى مباريات كرة القدم تقدم وضعاً نموذجياً لإحداث كارثة ووقوع كثير من الضحايا واستهدفت المؤامرة إحراج المجلس العسكرى وإخراجه من المشهد لتخلو الساحة للإخوان ومن سوء طالع بورسعيد أن تنجح المؤامرة على أرضها وأصبح واضحاً أنه من مصلحة النظام الحاكم في ذلك الوقت والمتمثل في جماعة الإخوان تحقيق ذلك الهدف الخبيث من خلال هذا العمل الآثم لكي تصبح السيطرة الامنية كاملة بأيدي الجماعة بل دعونا نقول بأيدي التنظيم الدولي للإخوان الذي كان يتحكم في مكتب الإرشاد بمصر.

وكان السيناريو المخطط من قبل المتآمرين ان يهزم النادي المصري في المباراة فيتم إثارة جماهير المصري ضد فريقهم وضد النادي الاهلي وتحدث المفاجأة المصري يفوز على الاهلي وهكذا ينتفي مبرر الصدام بين جمهور الناديين الذي يمكن ان يمرر الحادث بشكل طبيعي وهنا تحرك الفكر الشيطاني ودبر بسرعة الجريمة  بشكل معاكس ومختلف كما لو جاء رداً على فرحة أنصار النادي المصري بفوزهم على الأهلي حيث تدخلت أيادي الغدر فحدث تدافع ولم يحدث صدام وسقط الشهداء من جماهير الناديين دون أي تفرقة بين الأحمر والأخضر ولكن في النهاية حدث الانقلاب على أهل بورسعيد الذين ظلمتهم أحداث مباراة كانت يمكن أن تحدث  في أي مدينة اخرى!!