بعد الشعب : الحكومة تبحث عن فضيحة
فى مثل هذه الأيام من كل عام يتسابق الفلكيون وقراء الطالع فى سرد توقعاتهم ونبوءاتهم عما سوف يشهده العام القادم من أحداث..
وبعيداً عن نبوءات العرافين، وتوقعات قراء الطالع وفاتحى المندل نؤكد أن الايام القادمة ستشهد حدثاً كبيراً سوف يهز مصر كلها.
وما نقوله ليس نبوءة ولا رجماً بالغيب وإنما حقيقة يؤكدها تاريخ أهل الحكم فى مصر.
فمن يدقق النظر فى تاريخ هؤلاء ويعرف طريقة تفكيرهم وأسلوب إدارتهم للبلاد لابد أن يضع يده على قلبه - الآن، والآن تحديداً - ويسأل الله اللطف فيما ستجرى به مقادير الأيام القادمة!
فعلى مدى تاريخهم - المديد - اعتمد أهل الحكم فى مصر على سياسة إشعال الحرائق لشغل الناس بأمور هامشية يفرغون فية طاقتهم، وينسون بها أموراً مصيرية تتصدر المشهد السياسى.
والمتوقع بعد المهازل والفضائح التى شهدتها انتخابات مجلس الشعب الأخيرة أن يسعى أهل الحكم إلى طريقتهم المفضلة - إشعال حرائق هنا وهناك - لكى ينسوا المصريين ما حدث فى الانتخابات الأخيرة، والنسيان لن يحدث إلا بأن ينشغل المصريون بقضية أخرى ،وهذا ما ستسعى إليه أجهزة الحكم خلال الأيام القادمة.
وخلال العقود الثلاثة الأخيرة، كانت أكثر الحرائق التى أشعلها نظام الحكم لإلهاء المصريين، هى الفتنة الطائفية ويأتى بعدها الفضائح "الـ سى دي" ثم الفضائح الأخلاقية.. فكم من فتنة طائفية تم إشعالها بشكل مريب، ومظاهرات كاميليا شحاتة، وأحداث العمرانية ليست ببعيدة.
وبالطبع لا ينسى أحد ما شهدته قضية نواب القروض التى اتهم فيها وزراء وكبراء.. ولا ننسى تسريب CD جنسى لرجل أعمال شهير وراقصة أكثر شهرة.. ولا ننسى شبكة الآداب التى تم القبض على أفرادها ،وكان بينهم فنانتان شهيرتان وجميعها قضايا شغلت بال المصريين أسابيع وشهوراً وانتهت جميعاً إلى لا شىء!
والمتوقع أن يلجأ الحزب الحاكم إلى ذات الأسلوب ونفس الأدوات لكى يشغل المصريين أياماً وليالى لعلهم ينسون مهازل الانتخابات، ولهذا نتوقع أن تشهد البلاد خلال الأيام القادمة حادثة طائفية مروعة أو فضيحة أخلاقية لمشاهير أو أزمة اقتصادية فى إحدى السلع، أو جريمة جنائية مرعبة.
ويتوقع هانى الجزيرى رئيس مركز المليون لحقوق الإنسان ألا تلجأ الحكومة إلى إشعال فتنة طائفية جديدة.. لإخفاء مهازل الانتخابات التى
ويضيف: "أتوقع أن تلجأ الحكومة إلى تفجير أزمة سياسية مع دولة أجنبية مثل إيران مثلاً أو أن تعلن عن كشف شبكة آداب أو تُسرب CD فاضح لأحد المشاهير".
ويتفق معه الناشط القبطى ممدوح رمزى ويؤكد أن الحكومة لابد أن تفجر أزمة ضخمة خلال الأيام القادمة لتلهى الناس عما جرى من مهازل فى انتخابات مجلس الشعب ولكنه يقول إن إشعال فتنة طائفىة هو الاحتمال الأقرب للحدوث.
ويضيف: "أتوقع أن تتفجر أحداث طائفية تشعلها الحكومة فى أحد محافظات الدلتا لتشغل الناس بها عن مهازل الانتخابات وما شهدته من تزوير لإرادة الأمة وعبث بالأقباط".
ويضيف: "مثل هذه الأحداث ستحدث قريباً جداً خاصة أن فى الصفوف الأولى للحزب الوطنى الآن قيادات حمقاء سياسياً ولا يهمها سوى مصالحها الشخصية والبقاء فى قمة الهرم السياسى حتى ولو تم ذلك بإشعال النار فى جسد المجتمع".
انتهى كلام ممدوح رمزى.. ونتمنى أن نكون مخطئين فى توقعاتنا، وأن تمر الأيام القادمة برداً وسلاماً على كل المصريين.. وعندها سنكون - رغم خطأ توقعاتنا - أكثر الناس سعادة.