بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

هل تُفسد كذبة أبريل صيام رمضان؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 كذبة أبريل هي مناسبة تقليدية في عدد من الدول توافق اليوم الأول من شهر أبريل من كل عام ويشتهر بعمل خدع في الآخرين، وهذا اليوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.

 

اقرأ أيضًا: "كذبة أبريل" .. القصة الكاملة وراء الاحتفال بها

 

 تعد هذه المزحة مُنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف الثقافات، وجاء آراء الباحثين على "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الشائعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الشائعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل".

 

وفي هذا الصدد، ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول صاحبه هل الكذب يفسد الصوم؟.. وأجاب الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلًا: إن الكذب محرم شرعًا غير أنه لا يبطل الصيام والواجب على المسلم الصائم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة التي منها ترك الكذب ولو حتى على سبيل الهزار والمزاح، فى إشارة إلى ولوج شهر أبريل المشهور عنه وسط المجتمعات بأنه "كذبة أبريل".

 

وتابع أمين الفتوى: "الكذب متفق على حرمته، ولو على سبيل المزاح، ولا يرتاب أحد في قبحه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال «من علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان».

 

من جانبه قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن قضية الكذب فى أول أبريل، بدعة منكرة، والأفضل أن يحتفل فى أول أبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب.

 

وأضاف جمعة، فى تصريح سابق  له أن الكذب من الكبائر، ومن الأمور التى نهى عنها رسول الله ﷺ نهيًا تامًا، سواء أكان كذبًا مفردًا، أو كمنهج، لأن هناك من المناهج ما هو كاذب، وما هو يعتمد عليه الكذب فى ذاته.

 

وأوضح جمعة أن الرسول الكريم قال: "لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب صديقًا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابًا .. ويقال: الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك".

 

وحذر عضو هيئة كبار العلماء من أنه قد يصل الأمر في الكذب إلى مرحلة كبيرة وهي الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والذي قال: «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار».

 

ونبه على أن "الكذب يخل بالتشريع، ففيه افتراء على الله سبحانه وتعالى، لأن الله خلق واقعة معينة، والإنسان بالكذب يقول لا، هناك واقعة أخرى، ولم يخلقها الله، كأنه افترى على الله، ومن هنا كان الكذب محرمًا في كل الديانات بكل ألوانه وأشكاله، أما قضية الكذب اليوم في أول أبريل فهي بدعة منكرة، والأفضل أن نحتفل في

أول أبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب".

 

ومن جانبه قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إلى أن الحق سبحانه بين صفات المفسدين والبغاة، ومنها: الكذب، والتدليس ؛ حيث يقول تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد"، ويقول تعالى: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"، ويقول تعالى :"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا".

 

وقد بين القرآن الكريم جزاء بغاة الفتنة والمفسدين في الدنيا، ومصيرهم في الآخرة، حيث يقول سبحانه: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"، ويقول (عز وجل): "الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار"، ولا يظن باغ أو مفسد أنه إن نجا أو أفلت من حساب الناس فإنه سيفلت من حساب الخالق (عز وجل).

 

جاءت الرخصة في الكذب في ثلاثة مواضع، كما في الحديث الذي رواه الترمذي (1939) وأبو داود (4921) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ»، والمراد بالحديث بين الزوجين هو عن الحب الذي يساعد على دوام العشرة.

 


طالع المزيد من الأخبار على موقع alwafd.news