بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

البابا تواضروس يحدد مسارات تقود إلى «شهادة الفم» فى صوم الميلاد

بوابة الوفد الإلكترونية

تدق الكنائس الغربية أجراسها فى 25 ديسمبر سنويًا لتعلن احتفالها بعيد الميلاد، وتختلف عن نظيرتها القبطية الأرثوذكسية التى تحتفل 7 يناير، لأسباب فلكية وجغرافية فضلًا عن تفرد الكنيسة المصرية بتاريخ جعل لها تقويمًا خاصًا، لكنهم يجتمعون على أهمية تمجيد ذكرى مولد السيد المسيح مُخلص الأمة من عصور الظلم والاضطهاد.

 

سبب اختلاف الكنائس الغربية والشرقية فى موعد الاحتفال بعيد الميلاد

«لا علاقة لهذا الاختلاف بالإيمان أو العقيدة أو فى المناسبة، بل هو اختلاف فلكى جعل وجود فارق ١٣ يومًا بين الكنائس الغربية والشرقية فى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد»، هكذا استهل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اجتماع الأربعاء، فى كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوى بالمقر البابوى بالكاتدرائية العباسية، بعدما قدم التهنئة للكنائس المسيحية بدوم هذه المناسبة التى تحمل مكانة خاصة لدى الجميع مؤكدًا أن الاحتفال بهذه المناسبة ولو تباينت مواعيده هو احتفال واحد فى العالم وتجتمع الطوائف المسيحية بأهمية «الكريسماس» وإحياء هذه الذكرى.

 

الحلقة الرابعة من سلسلة حكمة الأصوام فى الكنيسة القبطية

تناول البابا تواضروس، الحلقة الرابعة من السلسلة التعليمية خلال الصوم والتى تحمل عنوان «حكمة الأصوام فى الكنيسة»، استهلها بالإصحاح الأول فى سفر أعمال الرسل والأعداد (١–٨)، وأشار إلى أن صوم الرسل يقوم على صوم الفم، وتقوم فكرة هذا الصوم على الآية «تَكُونُونَ لِى شُهُودًا» (أع ١: ٨)، والتى تشير إلى أهمية أن يكون المسيحى شاهدًا للمسيح ويتقدم فى المراحل حتى يصير شهيدًا.

البابا تواضروس يوضح مفهوم «شهادة الفم» خلال صوم الميلاد

أوضح قداسته عددا من الصور التى تعكس مفهوم «شهادة الفم» ويأتى فى المقدمة «الفم واللسان» أن يشهد الإنسان للمسيح بالكلام والوعظ والتعليم، كما فعل بطرس الرسول فى يوم الخمسين، وبولس الرسول عندما ذهب إلى كورنثوس حسب ما ذكره الكتاب المقدس (١كو ٢: ٤ - ٥) «وَكَلاَمِى وَكِرَازَتِى لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ».

 

ويأتى «الفم واليدين معًا» فى المرتبة الثانية من صور الشهادة وتتمثل فى شهادة الإنسان للمسيح بما يقدمه وما يصنعه بيديه، مقدمًا مثالًا لـ«طابيثا» التى كانت تقوم بأعمال الحياكة من أجل الناس، ومثال أكيلا وبريسكلا اللذان كانا يقومان بصناعة الخيام بالأيدى من أجل الآخرين، وأخيرًا «الفم والقدمين معًا» وهذا يعنى أن يشهد الإنسان للمسيح بما يفعله من سعى من أجل الخدمة، مثال خدمة المحتاجين وافتقاد البعيدين، كما كان يفعل القديس أبونا بيشوى كامل.

 

سُبل «شهادة الفم» فى صوم الميلاد

وضح قداسة البابا سُبل تساعد فى صناعة الشهادة بالفم والعبور إليها عن طريق 4 مسارات يأتى فى مستهلها «الصلاة» وتكمن فى تقديمها خلال الصلوات، وهو ما فعله السابقون ومن أبرزهم النبى يونان الذى لجأ للصلاة هو فى بطن الحوت، فأنقذه الله، ودانيال فى جب الأسود، ومن أجل تحقيق هذا الشرط يجب أن يكون اللسان مقدسًا دائمًا بالصلوات السهمية، حسبما ورد فى (مز ١٢٠: ١-٣)، «إِلَى الرَّبِّ فِى ضِيْقِى صَرَخْتُ فَاسْتَجَابَ لِى. يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِى مِنْ شِفَاهِ الْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ. مَاذَا يُعْطِيكَ وَمَاذَا يَزِيدُ لَكَ لِسَانُ الْغِشِّ».

 

وهناك سبيل آخر يمكن للإنسان العبور من خلاله وهو «التسبيح» أن تُقدم التسابيح كما تفعل الكنائس فى شهر كيهك للسيدة العذراء مريم من أجل أنها حملت المسيح وكان لسانها يلهج بالوصايا، «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» (يو ٢: ٥)، ويأتى «التعليم» فى المرتبة الثالثة أن يقوم الإنسان بالدراسة والبحث والتعمق والتأمل ليكون التعليم صحيحًا، وبالتوعية من خلال التعليم فى الصغر، «امحو الذنب بالتعليم»، كما تعلّم موسى النبى من أمه، وتيموثاوس تلميذ بولس الرسول الذى تعلّم من أمه وجدته، وأيضًا بالتشجيع والمساندة، «قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ» (مت ١٢: ٢٠).

 

الحكمة فى الحديث تصنع شهادة من قلب صحيح

وأخيرًا «الحكمة» وتتمثل فى الحديث بعد حكمة كما كان الآباء الرسل الذين بلغت أقوالهم كل المسكونة، ومن سير الآباء: سؤل أحد الآباء عن أيهما أفضل، الكلام أم الصمت؟ فأجاب «إذا الكلام من أجل الله فهو حسن وإذا كان الصمت من أجل الله فهو حسن»، وينبغى أن تكون الكلمة حكيمة، فتنبع الشهادة من القلب الصحيح ومن الحياة السليمة.