مأساة زوجة مغتربة
قصة حب من زمن الأساطير عاشتها فتاة وشاب كتب لهما القدر أن يكونا سويا منذ نشأتهما الأولى فقد تربيا معا بحكم تجاور أسرتيهما وكانا معا طوال الوقت بحكم الجيرة بينهما وارتباط أسرتيهما، ومع مرور الزمن كبر الاثنان وبعد تخرجهما فى الجامعة ختما قصة حبهما بالزفاف فى حفل عائلى كبير باركه الجميع وكانت السعادة تغمر أسرتى العروسين والجيران وقال الجميع ما أجملها نهاية لقصة حب كانت تحت نظر ورعاية الأسرتين والجيران.
ظنت الفتاة أنها ستعيش حياة زوجية سعيدة فلمَ لا وهى مع من تمنته طوال حياتها، خاصة أنه هو الآخر يعشقها حد الجنون ولا يمل من محادثتها أو التقرب إليها، ففى لحظات صفائهما كانا يجلسان سوياً لاسترجاع ذكريات حبهما ليحكى كل منهما للآخر كيف كانت تمر الدقائق والساعات فى اشتياق حتى يرى الطرف الآخر. وكان حديثهما لا ينتهى وشوقهما دائم رغم زواجهما.
لم تدم السعادة الزوجية كثيراً، فبعد 60 يوماً من الزواج أخبرها الزوج بأنه يريد أن يسافر للعمل بالخارج لتوفير حياة كريمة لها ولأبنائهما فى المستقبل، رفضت الزوجة وأبدت اعتراضها فهما تزوجا ليكونا بجوار بعضهما وهو الآن يخبرها بأنه سيبتعد بحجة العمل.
حاولت معه كثيراً ألا يفترقا وأن ثمن الغربة دائماً ما يكون باهظاً وربما أكبر من العائد ولكن الزوج طمأنها وأنه بمجرد استمراره فى الغربة فسوف يأتى بها إليه.
مرت عدة ليالٍ عليهما. تخلد الزوجة إلى النوم كل يوم ودموعها تسيل على خديها، على أمل أن يرجع زوجها عن فكرته لكنه كان قد حدد مصيره وعقد العزم والنية، فما كان منها غير الاستسلام لقراره وأن تصبر على فراقه، وتدعو له بالتوفيق وأن يجمعها الله به سريعاً.
سافر الزوج بعد أن أنهى تجهيزات السفر بحثاً عن حياة كريمة ولقمة عيش لأسرته، وعادت الزوجة إلى شقتها تسترجع الذكريات والأيام قبل سفر زوجها وكانت كلما اشتاقت إليه تحدثه على أمل أن يلين قلبه ويعود، لكنها طلبت أن تسافر هى إليه والعمل لمساعدته فوافق على طلبها وفى خلال أيام كانت بجوار زوجها لتبدأ فصلاً جديداً من حكايتها.
مر ما يقرب من 10 سنوات على وجودهما فى الغربة يعمل
شاطت الزوجة غضباً وكانت صدمتها لا توصف ومر شريط الذكريات أمام عينيها سريعاً لتنهار فى البكاء بعدها غير مصدقة خيانة زوجها طوال تلك السنوات التى ذاقت فيها مرار الغربة والبعد عن أسرتها ووفرت له الكثير من الأموال فى سبيل البقاء بجواره.
وبعد ان واجهته لم ينكر علاقته بها ورفض تطليقها فدخلا سوياً فى خلافات زوجية انتهت بطرده لها فى الشارع رغم تواجدهما فى الغربة، ولم يراعِ أنه لا يوجد لها من تذهب إليه هى وطفلها ونسى كل شىء: حبهما، زواجهما، طفلهما، بل نسى طفولتهما وشبابهما والذكريات التى جمعت بينهما طوال حياتهما.
ولم يكن أمام الزوجة سوى التوجه إلى السفارة المصرية لحفظ حقوقها، ولمساعدتها على العودة إلى مصر. عادت الزوجة تجر أذيال الخيبة والصدمة فى زوجها وشريك حياتها والدموع كانت رفيقاً.
عادت إلى منزل اسرتها. عانت طويلاً حتى تستوعب صدمتها وبعد محاولات فاشلة من الأهل والجيران فى التواصل مع الزوج للصلح بينهما وإعادة الحياة بينهما ولكنه أصر على فعلته.
توجهت الزوجة إلى محكمة الأسرة لحفظ حقوقها هى وطفلها.
وما زالت تنتظر.