بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

صفقة الوفد‮!!‬

مع انتهاء الجولة الثانية من مهزلة انتخابات مجلس الشعب تكشفت حقائق كثيرة،‮ ‬وانجلي‮ ‬الغموض عن أمور أخري‮ ‬كانت مثار جدل كثير من وسائل الاعلام والرأي‮ ‬العام المهتم بالشأن السياسي‮..
‬من بين هذه الحقائق مسألة الصفقة التي‮ ‬صدعتنا بها وسائل الاعلام منذ فترة طويلة في‮ ‬شكل أخبار أو انفرادات أو مقالات وتحليلات لبعض الكتاب،‮ ‬ويأتي‮ ‬في‮ ‬مقدمتها صحيفة المصري‮ ‬اليوم التي‮ ‬ساقت هذه الشائعة في‮ ‬صدر صفحتها الاولي‮ ‬نقلاً‮ ‬عن مقال كتبه الدكتور عمار علي‮ ‬حسن‮..

‬وقتها نفي‮ ‬حزب الوفد هذه الشائعة،‮ ‬وتأكيداً‮ ‬لدحض ما‮ ‬يتردد من أقوال مرسلة لا أساس لها اضطر الوفد الي‮ ‬تقديم بلاغ‮ ‬ضد الصحيفة والكاتب حتي‮ ‬لا تترسخ هذه الفكرة في‮ ‬أذهان المواطنين،‮ ‬إلا أن بعض وسائل الاعلام سارت في‮ ‬نفس النهج واستمرت في‮ ‬ترديد هذه المزاعم،‮ ‬حتي‮ ‬جاءت الانتخابات وجرت بشكل لم‮ ‬يتوقعه أكثر المتشائمين للحياة السياسية في‮ ‬مصر،‮ ‬وشهدت جميع الجرائم والمخالفات التي‮ ‬لم‮ ‬يتوقعها أحد،‮ ‬وانتهت بنتائج أقل ما توصف به انها لا تعبر بأي‮ ‬حال من الاحوال عن ارادة الشعب المصري‮ ‬أو عن حالة الحراك السياسي‮ ‬التي‮ ‬تشهدها البلاد منذ فترة،‮ ‬وجاءت معبرة بدقة عن ارادة من‮ ‬يجريها والمسئول عنها‮..

‬كما أكدت النتائج انه لا توجد صفقة ولا‮ ‬يحزنون لان الحداية لا ترمي‮ ‬كتاكيت،‮ ‬ولم‮ ‬يحصل الوفد وكل القوي‮ ‬المشاركة في‮ ‬الانتخابات علي‮ ‬جزء ضئيل من حقوقها المشروعة،‮ ‬مما دفع حزب الوفد للانسحاب من الجولة الثانية ومقاطعة هذا البرلمان باعتباره فاقداً‮ ‬للشرعية ولا‮ ‬يعبر عن توجهات الشعب المصري‮ ‬وبالتالي‮ ‬أصبح منعدم الجدوي‮. ‬انتهاء الانتخابات بهذه الصورة والنتيجة‮ ‬يطرح سؤالاً‮ ‬هاماً‮ ‬علي‮ ‬وسائل الاعلام التي‮ ‬ابتدعت مسألة الصفقة وهو‮.. ‬

أما آن الأوان لان‮ ‬يعترف هؤلاء بخطئهم ويعودوا لتصحيحه علي‮ ‬اعتبار ان الواقع قد كذب بشكل قاطع كل ما ساقوه سابقاً‮.. ‬وعلي‮ ‬اعتبار أيضاً‮ ‬ان بعضهم قد حدد سابقاً‮ ‬بشكل قاطع أسماء بعض قيادات الوفد التي‮ ‬سوف تدخل هذا البرلمان مما شكل إساءة بالغة لهذه الاسماء التي‮ ‬لم تشارك من الاساس في‮ ‬الترشح،‮ ‬والبعض مما شارك

تم إسقاطه،‮ ‬وهذا في‮ ‬حد ذاته دليل دامغ‮ ‬علي‮ ‬أن كل من ساقوا هذه الشائعة وجروا وراءها قد جانبهم الصواب سواء كان بحسن نية أو عن سوء قصد،‮ ‬وفي‮ ‬كل الاحوال فان الامانة تقتضي‮ ‬أن‮ ‬يعتذر هؤلاء للوفد وإعادة تصحيح خطئهم‮.

‬أما الحقيقة الثانية التي‮ ‬كشفتها هذه الانتخابات وخروجها بهذه الصورة هي‮ ‬صحة وجهة النظر التي‮ ‬طالبت بمقاطعة هذه الانتخابات عندما دعيت الجمعية العمومية للوفد ـ الهيئة الوفدية ـ للتصويت علي‮ ‬المشاركة أو المقاطعة للانتخابات وجاءت نسبة الموافقة علي‮ ‬المشاركة بـ‮»‬54٪‮« ‬في‮ ‬مقابل‮ ‬46٪‮ ‬طالبت بمقاطعة الانتخابات وهو ما‮ ‬يشير الي‮ ‬أن النسبة المطالبة بمقاطعة هذه الانتخابات رغم أقليتها إلا انها كانت أكثر حنكة ودراية بالواقع السياسي‮ ‬وألاعيب النظام واستخدامه لكل الطرق الملتوية وجاءت النتائج لتؤكد صحة وجهة نظرها‮.. ‬بينما كانت وجهة نظر الموافقين علي‮ ‬المشاركة مبنية علي‮ ‬حسن النوايا والطموحات والامنيات بعيداً‮ ‬عن الواقع الحقيقي‮. ‬

أما الحقيقة الثالثة التي‮ ‬كشفتها هذه الانتخابات هي‮ ‬انها تمت بطريقة الاحتكار مثلها مثل كل الاعمال الاحتكارية في‮ ‬مصر حيث استخدم الحزب الوطني‮ ‬كل الوسائل والاساليب المشروعة وغير المشروعة لاحتكار مقاعد البرلمان بدءاً‮ ‬من ترشيح أكثر من شخص علي‮ ‬المقعد الواحد ومروراً‮ ‬باستخدام المال والبلطجة وانتهاء بتسخير كل أجهزة وسلطات ومرافق الدولة لفوز مرشحيه وهدم منافسيه حتي‮ ‬انتهينا الي‮ ‬هذه النتيجة المخزية وبرلمان مطعون في‮ ‬شرعيته‮.‬