بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أبنــــاء إبليـــس.. والثــــأر

المتهمين
المتهمين

قبل 8 سنوات دب الخلاف بين عائلتين فى محافظة قنا فسقط رجل قتيلا نتيجة الاعتداء عليه، وفشلت مساعى الصلح بينهما حقنًا للدماء والحفاظ على أبناء العائلتين، خاصة بعد ضبط الشرطة المتهم بالواقعة.
 

طوال تلك المدة انتظر أبناء القتيل فى معركة الدم بالصعيد القصاص من قاتل والدهم كى تهدأ الدماء التى تغلى فى عروقهم، حتى جاء الحكم على المتهم بالسجن المؤبد 25 سنة.
 

ورغم صدور الحكم إلا أنه  لم يرض أهل القتيل وبدأوا في التخطيط للثأر.
 

فبعد أيام وليالٍ طوال من البحث عن من سيقع عليه الاختيار ليكون الضحية التالية فى صراع العائلتين الذى بدأ عام 2014، تم اختيار شقيق القاتل ليكون هو الكبش الذى سيدفع ثمن الثأر، لكن تم وضع خطة شيطانية للقضاء عليه يصعب على إبليس أن ينفذها.
 

نجح الشقيقان فى الحصول على رقم هاتف الضحية وطلبا من ساقطة التواصل معه للإيقاع به بعد تهيؤ الوضع له وإقناعه بممارسة الرذيلة معها داخل شقة مستأجرة فى منطقة العشرين بفيصل، ونجحت السيدة فى إيقاع الشاب العشرينى فى هواها وجعلته يتلهف لرؤيتها من أجل العلاقة المحرمة.
 

فى الميعاد المتفق عليه بينهما جهز الشاب نفسه لعلاقة حلم ليالي بها، رن جرس الشقة معتقدا أن الأحضان والأشواق فى انتظاره، لكنه لم يكن يعلم بأنه لن يخرج على قدميه كما دخل لعش الرذيلة، وفى لحظات معدودة فتحت السيدة للشاب الباب وأذنت له بالدخول لمواجهة مصيره النهائي.
 

«تشرب إيه» جملة قصيرة نطقت بها السيدة اللعوب ليجيبها الشاب «عايز شاي» فأسرعت إلى المطبخ لتكمل ما تبقى من قصة الغدر والخيانة ووضعت مخدرا داخل المشروب وقدمته للضحية الذى ظل يتناوله دون أن يشعر بطعمه فعينه مازالت متعلقة بالسيدة يكاد لعابه يسيل عليها كلما مرت من أمامه.
 

دقائق معدودة وجد المجنى عليه نفسه غير متزن وعندما بدأ فى فقد الوعى ظهر باقى المتهمين، وأجبروه

على تناول دواء للقلب ثم حقنوه بجرعة أنسولين؛ للتأكد من وفاته إلا أنه كان مازال حيًا فكتموا أنفاسه حتى فارق الحياة وتم التخلص من جثته وإلقاؤها فى صحراء أكتوبر.
 

داخل قسم شرطة أول أكتوبر كانت الأمور تسير بصورة طبيعية حتى ورد بلاغ من شرطة النجدة بالعثور على جثة شاب عشرينى ملقاة فى المنطقة الصحراوية بدائرة القسم.

هرع رجال الشرطة لكشف تفاصيل البلاغ الذى قطع حالة الهدوء داخل القسم، وبالمعاينة لجثة الضحية تبين انه شاب عشرينى تظهر عليه علامات التعذيب، ولا توجد به إصابات ظاهرية فتم إخطار النيابة العامة، التى قررت نقله لمشرحة زينهم؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة بإجراء عملية التشريح والتصوير؛ لتعميم نشرة بمواصفاته على أقسام الشرطة بالجمهورية.
 

من خلال التحريات التى أشرف عليها اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة للمباحث تم التوصل إلى هوية المجنى عليه وتحديد هوية الجناة حيث تبين إنهم شقيقان خططا للواقعة بسبب خلافات حول الثأر بينهما واستخدما سيدة للإيقاع بالضحية التى نفذت دورها كما رُسم لها.
 

ونجحت قوة أمنية ترأسها المقدم إسلام المهداوى رئيس مباحث أكتوبر أول، فى ضبط المتهمين الذين اعترفوا بتفاصيل الجريمة كاملة، تم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل للنيابة العامة التى قررت حبسهم على ذمة التحقيقات.