الهدف من حرق محمد فراج. . صناعة "العدو السوبر"
ما بين الحقيقة وإضافة بعض الخيال إليها، تدور أحداث مسلسل «العائدون» المستوحى من أحداث حقيقية، مستعرضاً عدداً من العمليات السرية...الحلقة الثانية من المسلسل ركزت على إحراق «داعش» لأحد العناصر التى تحارب ضدها، إلى جانب استخدامها تلك الأساليب لإرهاب العالم من خلال سيطرة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعى.
كانت شخصية محمد فراج المتعاون مع جهاز المخابرات المصرية هو النموذج الذى يشير لاستشهاد الطيار الأردنى معاذ الكساسبة. وكان التنظيم قد بث مقطع فيديو لإعدام الطيار الكساسبة حرقاً وهو حى على يد عناصر تنظيم داعش يوم 3 يناير 2015، حيث كان يقف داخل قفص حديدى مغلق.
ثمة عمليات أخرى استخدمها داعش لإحراج الدول المعادية له وبالأخص مصر، حيث قامت مواقع تابعة لتنظيم داعش برفع صور ومقطع فيديو لعملية الفيديو الوحشى الذى صور إعدام تنظيم داعش لـ 21 مصرياً ذبحاً فى ليبيا، والفيديو ذو تقنية عالية رغم أنه أول فيديو دعائى لفرع التنظيم فى ليبيا.
كلا الفيديوهين بمثابة إحدى وسائل الحرب الإلكترونية التى برع فيها «داعش»، وأشارت الشخصية التى تمثل أبوبكر البغدادى ضمن أحداث المسلسل إلى أن تلك الوسيلة أشد فتكاً وضراوة من الحروب العادية لأنها تدخل إلى مخدعك، وتتسرب دون أن تدرى إلى عقلك وروحك، وهو المطلوب تحقيقه من أبالسة القرن الحالى «داعش» ومن سيأتى على شاكلتهم، فما زال بجراب الحاوى الكثير!
منذ سنوات ومع بداية غزو قنوات التواصل الاجتماعى لحياتنا اليومية، انتبه المحركان الأساسيان لتنظيمى القاعدة وداعش إلى أهمية استخدام هذا السلاح، لكونه أكثر تأثيراً وفتكاً من الأسلحة المعتادة، وهو السلاح الفعال فى الجيل الخامس من الحروب، وإرهابيو «داعش» جنرالات فى تلك الحروب الإلكترونية مستعنون بالإنترنت ووسائل التواصل من أجل الترويج لأفكارهم واستقطاب عناصر جديد.. وصناعة «العدو السوبر».
تنظيم «داعش» استغل شبكات الإنترنت لترهيب وتخويف الناس واستقطاب الجهاديين وتجنيدهم، كما أنه استخدمها فى الدعاية والترويج لعمليات قطع الرؤوس، ووصل الحال بالتنظيم الإرهابى ليرسل أكثر من 40 ألف تغريدة يومياً. استطاع داعش فى حروبه الإلكترونية استخدام البروباجندا الممنهجة باستخدام كل الوسائل الحديثة للحروب الإعلامية. الاستغلال الأمثل للفضاء الإلكترونى يسبب الارتباك وغرس الخوف وتعميم الإرهاب، وبث الرعب، ومن أهم أهداف GW5 خلق دوامة من العنف وهو مجانى للجميع حتى استغلال الإحباط وعدم وضع أى خطط متماسكة للمستقبل؛ خاصة أن «داعش» ومثيلاته من الجماعات الإرهابية يستفادون