بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أمن المستشفيات‮ ‬يطلب‮ "‬الرعاية المركزة‮"‬

مسلسل الانفلات الأمني‮ ‬والبلطجة مازال مستمرا داخل مستشفيات مصر رغم التعزيزات والنقاط الأمنية التي‮ ‬أصبحت متواجدة بعد قرار وزير الداخلية بذلك وبناء علي‮ ‬توجيهات رئيس الوزراء

إلا أن أطباء ومديري‮ ‬تلك المستشفيات أكدوا لـ»الوفد‮« ‬أن تلك التعزيزات التي‮ ‬يتراوح عددها ما بين فردين وثلاثة شرطة داخلية و2‮ ‬شرطة عسكرية‮ ‬غير كافية لمواجهة موجات البلطجة والانفلات الاخلاقي‮ ‬والأمني‮ ‬التي‮ ‬تتعرض لها مستشفيات مصر وأكد بعض مديري‮ ‬المستشفيات أنها قد تكون إحدي‮ ‬خطط فلول النظام لإشاعة الفوضي‮ ‬داخل أخطر قطاع وهو القطاع الصحي،‮ »‬الوفد‮« ‬قامت بجولة داخل بعض المستشفيات ورصدت الواقع الأمني‮ ‬الذي‮ ‬تعيش المستشفيات فيه الآن‮.‬

جولة‮ »‬الوفد‮« ‬داخل المستشفيات رصدت حالة من الرعب ليس بين الأطباء ومديري‮ ‬المستشفيات فقط ولكن بين المرضي‮ ‬أنفسهم فالأعداد‮ ‬غفيرة داخل المستشفيات وأعداد الأطباء قليلة مقارنة بعدد المرضي‮ ‬وامتناع العديد منهم من العمل خوفا من التعرض للبلطجة واتخاذ البعض الآخر منهم ما حدث حجة للمطالبة بحقوقهم في‮ ‬كادر خاص للأطباء والمطالبة بجميع حقوقهم من رفع للمرتبات أشاع في‮ ‬نفوس المرضي‮ ‬الحقيقيين الذين‮ ‬يعانون المرض والألم الخوف من أن‮ ‬يستمر مسلسل البلطجة في‮ ‬المستشفيات ويستمر معه مسلسل اغلاق الاستقبال والطوارئ أمام المرضي‮ ‬الحقيقيين ومصابي‮ ‬الحوادث،‮ ‬وأكد أحد المرضي‮ ‬بمستشفي‮ ‬أم المصريين أنه وأثناء إغلاق الاستقبال بمستشفي‮ ‬أم المصريين كان الاستقبال الوحيد المفتوح في‮ ‬ذلك الوقت هو مستشفي‮ ‬الساحل التعليمي‮ ‬ولكن للأسف ونظرا لكثرة المرضي‮ ‬رفض الأطباء هناك استقباله واقتصروا فقط علي‮ ‬أهالي‮ ‬المنطقة والمناطق المجاورة‮.‬

وأكدت مريضة أخري‮ ‬لـ»الوفد‮« ‬أنهم‮ ‬يرفضون ما تتعرض له المستشفيات من بلطجة ومن معاملة سيئة للأطباء ولكنهم في‮ ‬نفس الوقت‮ ‬يرفضون المعاملة السيئة من جانب بعض الأطباء للمرضي‮ ‬الحقيقيين مؤكدة أنه ليس كل ما‮ ‬يتردد علي‮ ‬أن المرضي‮ ‬مدعون صحيح فهناك مرضي‮ ‬يتألمون أشد الألم والمعاناة ولا‮ ‬يجدون من‮ ‬يسعفهم من الأطباء‮!! ‬

وأشار مريض آخر أن الأحوال في‮ ‬المستشفيات قبل الثورة كانت سيئة جدا وكان المرضي‮ ‬يعاملون أسوأ معاملة وهذا ما رسخ في‮ ‬نفوس البعض أنهم لن‮ ‬يأخذوا حقهم إلا بالبلطجة ولكن هناك مرضي‮ ‬يعانون الألم ولا‮ ‬يجدون من‮ ‬ينقذهم من البلطجية في‮ ‬المستشفيات ولكن الإهمال من الأطباء أيضا موجود‮!!‬

سرقة في‮ ‬أم المصريين

من داخل مستشفي‮ ‬أم المصريين أكد الدكتور أمين صبحي‮ ‬زهران مدير الطوارئ بالمستشفي‮ ‬أن التعزيزات الأمنية‮ ‬غير كافية وأن المستشفي‮ ‬مازال بحاجة لمزيد من أفراد الأمن الشرطي‮ ‬من الداخلية والشرطة العسكرية خاصة أن المستشفي‮ ‬يقع في‮ ‬منطقة محاطة بالبلطجية والذين‮ ‬يقومون بالاعتداء علي‮ ‬المستشفي‮ ‬من وقت لآخر لسرقته وسرقة محتوياته حدث ذلك أكثر من مرة ودخلوا وكسروا الدواليب وأخذوا الأمبولات واعتدوا علي‮ ‬الحكيمات ورفعوا عليهن السنج والمطاوي‮ ‬وأصيبت إحدي‮ ‬الممرضات بطعنة نافذة في‮ ‬جانبها‮!!‬

وقال‮: ‬المحافظ نفسه محافظ الجيزة عندما رأي‮ ‬بنفسه هذه البلطجة أثناء زيارة له بالمستشفي‮ ‬أي‮ ‬أن البلطجية لم‮ ‬يعد‮ ‬يهمهم أي‮ ‬أحد‮.. ‬فنحن هنا في‮ ‬أم المصريين نعاني‮ ‬ونتعرض لجميع أنواع البلطجة ورغم وجود أيضا الأمن الداخلي‮ ‬للمستشفي‮ ‬وعلي‮ ‬الفور قام المحافظ من‮ ‬يوم الخميس‮ ‬4‭/‬28‮ ‬ومع الدكتور عبدالرحمن المهدي‮ ‬والدكتور عبدالحليم البحيري‮ ‬بعمل اجتماع مع موظفي‮ ‬الأمن بالمستشفي‮ ‬والموظفين العاديين وعملنا منهم فرقة تأمين خاص وخاصة أنهم من أهل المنطقة ويستطيعون التعامل معهم أكثر من‮ ‬الأطباء‮!!‬

ثم قام المحافظ بالاتصال بوزير الداخلية الذي‮ ‬عزز الأمن بـ3‮ ‬أفراد من الشرطة العسكرية و4‮ ‬أمناء شرطة داخلية هذا بالإضافة الي‮ ‬أمن المستشفي‮ ‬الذي‮ ‬وصل الي‮ ‬20‮ ‬فرد أمن ولولا أننا وعدناهم بزيادة في‮ ‬الراتب ما قاموا بالعمل‮!‬

وتتدخل الدكتورة عزيزة إبراهيم عبدالعال المدير المسئول بالمستشفي‮ ‬ومدير العيادات في‮ ‬الحديث لتؤكد لـ»الوفد‮« ‬أنه وبالرغم من هذا العدد من أفراد أمن المستشفي‮ ‬الخاص وتعزيزات الشرطة،‮ ‬والشرطة العسكرية إلا أن ذلك‮ ‬غير كاف لمواجهة موجات البلطجة والانفلات الأمني‮ ‬والأخلاقي‮ ‬التي‮ ‬تتعرض لها المنطقة موجودة وأن المستشفي‮ ‬مازال في‮ ‬حاجة لمزيد ومزيد من التعزيزات الأمنية لحماية الأطباء والمرضي‮ ‬الحقيقيين وليس مدعي‮ ‬المرض الذين‮ ‬يترددون علينا الآن في‮ ‬الاستقبال ووصل الأمر لمطالبتها بوجود دبابة علي‮ ‬باب كل مستشفي‮ ‬حتي‮ ‬تكون رادعا لمن تسول له نفسه ممارسة البلطجة علي‮ ‬الأطباء والعاملين بالمستشفيات‮!!‬

وقالت‮: ‬الطبيبات والأطباء الشبان في‮ ‬حالة رعب تام ومعهم حق فعمل الطوارئ والاستقبال صعب وهم‮ ‬يتحملون كل الضغوط،‮ ‬ضغوط العمل فما بالنا بالبلطجة التي‮ ‬جدت علينا‮!‬

وأضافت‮: ‬نحفزهم ونجلس معهم في‮ ‬الطوارئ بأنفسنا كمديرين ومسئولين في‮ ‬المستشفي‮ ‬حتي‮ ‬نحفزهم علي‮ ‬العمل‮! ‬ونشيع الطمأنينة في‮ ‬نفوسهم‮!‬،‮ ‬وطالبت الدكتورة عزيزة بمنع الأعداد الكبيرة التي‮ ‬تصاحب المرضي‮ ‬ويشيعون أن‮ ‬يكونوا السبب في‮ ‬إشاعة البلطجة والفوضي‮ ‬وقالت‮: ‬يكفي‮ ‬أن‮ ‬يصاحب المريض فرد واحد ونحن سنقوم بواجبنا معه وهذا هو عملنا ولكن كيف‮ ‬يطلب مني‮ ‬أن أمارس عملي‮ ‬وحياتي‮ ‬مهددة بمطواة أو سنجة أو حتي‮ ‬شومة‮.‬

وأشارت أن هذه النوعية من المرضي‮ ‬البلطجية والمنفلتين أخلاقيا ليسوا بالجديد علي‮ ‬المستشفي‮ ‬ولكنهم طوال الوقت موجودون وطوال الوقت نتعرض في‮ ‬الاستقبال للسخافات والمهانة والشتائم ولكن لم تكن بهذه الفظاعة والفجاجة في‮ ‬التعامل والصورة مأساوية والأطباء فعلا في‮ ‬كل ربوع مصر في‮ ‬حالة رعب كبيرة فهم الفئة الوحيدة المظلومة وأقلهم دخلا ولا‮ ‬يقارن مثلا بزملائهم في‮ »‬البترول أو البنوك‮« ‬أو حتي‮ ‬العاملين في‮ ‬مجال الإعلام‮!!‬

شمال القاهرة‮ .. ‬مرعوبة‮!‬

أما الدكتور محمد جمال محيي‮ ‬الجراح الشاب بمستشفي‮ ‬شمال القاهرة فأكد أن التعزيزات الأمنية منتشرة الآن في‮ ‬المستشفيات الكبيرة أما المستشفيات الصغيرة فمازالت تعاني‮ ‬من نقص أفراد الأمن الشرطة والشرطة العسكرية وأن ذلك مازال‮ ‬يهدد حياة العاملين بتلك المستشفيات بالرعب والقلق‮!‬

وروي‮ ‬لـ»الوفد‮« ‬تفاصيل ما تعرض له شخصيا من بلطجة وعنف عندما قام أحد البلطجية بوضع المطواة علي‮ ‬رقبته من أجل أن‮ ‬يعالج أحد أصدقائه قبل مريض آخر‮ ‬يعاني‮ ‬من نزيف خطير بوحدة الاستقبال بالمستشفي،‮ ‬وقال‮: ‬فوجئت منذ حوالي‮ ‬10‮ ‬أيام أثناء وجودي‮ ‬في‮ ‬وحدة الاستقبال للحالات الطارئة في‮ ‬المستشفي‮ ‬لمعاينة مريض‮ ‬يعاني‮ ‬من إصابة حرجة إثر تعرضه لطعنة في‮ ‬الصدر بدخول شخصين أحدهما‮ ‬يعاون الآخر علي‮ ‬السير وقال ورغم انشغالي‮ ‬بمتابعة الحالة الخطرة واستعدادي‮ ‬لدخول‮ ‬غرفة العمليات الملحقة بالوحدة فإن الشخص الذي‮ ‬دخل طلب مني‮ ‬إسعاف صديقه علي‮ ‬وجه السرعة‮.‬

وأضاف‮: ‬قررت معاينة حالة صديقه علي‮ ‬عجل لتقييم مدي‮ ‬خطورتها مستغلا لحظات نقل المريض الأول الي‮ ‬غرفة العمليات نظرا لانشغال زملائه بمهامهم ورأيت أن الحالة لا تستدعي‮ ‬التدخل السريع حيث إن الرجل مصاب بجرح قطعي‮ ‬في‮ ‬فروة الرأس‮.. ‬فطلب من الممرض أن‮ ‬يضع له ضمادة علي‮ ‬رأسه علي‮ ‬سبيل الإسعاف الأولي‮ ‬لإيقاف النزيف لحين فراغ‮ ‬أحد الأطباء من عمله وخياطة الجرح ولكن صديق المريض لم‮ ‬يعجبه ذلك،‮ ‬وقام بإشهار المطواة في‮ ‬وجهي‮ ‬ووضعها علي‮ ‬عنقي‮ ‬وعندما حاولت الاستنجاد بزملائي‮ ‬أوأمن المستشفي‮ ‬كان بلطجية آخرون‮ ‬يصاحبون الجريح‮ ‬يمنعون أي‮ ‬شخص من الدخول مما اضطرتي‮ ‬الي‮ ‬الرضوخ للأمر وقمت بخياطة الجرح واستغرق ذلك نحو ربع ساعة مرت عليّ‮ ‬كالسنين الطوال قدر عمري‮ ‬في‮ ‬المهنة البالغ‮ ‬10‮ ‬سنوات لاكتشف بعد ذلك من إحدي‮ ‬الممرضات موت المريض الذي‮ ‬كان‮ ‬ينزف أي‮ ‬أن البلطجية أودوا بحياة مريض بريء لا ذنب له وتركتني‮ ‬لضميري‮ ‬لأنني‮ ‬لم أستطع نجدته وطالب بمزيد من التعزيزات الأمنية‮!!‬

الصغار‮ .. ‬والكبار في‮ ‬الدمرداش

وبالرغم من تعرض مستشفي‮ ‬الدمرداش الجامعي‮ ‬للاعتداءات مما أدي‮ ‬الي‮ ‬غلق الاستقبال به إلا أن الدكتور رأفت المدير المسئول بالمستشفي‮ ‬رفض التحدث مع الوفد مؤكدا أن ذلك مسئولية الدكتور عادل الناظر مدير المستشفيات وأنه في‮ ‬اجازة إلا أن أحد الأطباء بداخل المستشفي‮ ‬من أطباء الاستقبال أكد لنا أن المستشفي‮ ‬يتعرض لكل صنوف البلطجة والأمن‮ ‬غير متواجد به والتعزيزات الأمنية‮ ‬غير كافية وأن الأطباء الكبار‮ ‬يتركون الصغار‮ ‬يتعرضون للمهانة والبلطجة ولا‮ ‬يتدخلون وطالب الداخلية بزيادة التعزيزات الأمنية بالمستشفي‮ ‬نظرا لكبر مساحته بها وعدد المترددين عليها‮!!‬

تتعرض لهجمات‮ »‬منظمة‮« ‬من الخارجين علي‮ ‬القانون‮!‬

مدير بولاق العام نقل مكتبه لقسم الاستقبال لطمأنة‮ »‬الأطباء‮«!‬

قصة البلطجة بأقسام الطوارئ والاستقبال بالمستشفيات المصرية أصبحت صورة متكررة في‮ ‬الآونة الأخيرة مما هدد بتوقف العمل بالفعل في‮ ‬تلك الوحدات عن العمل وإسعاف مرضي‮ ‬الطوارئ‮.. ‬فبعد تكرار حوادث الاعتداءات والبلطجة عليها توقف العمل كليا وجزئيا في‮ ‬وحدات الاستقبال ببعض المستشفيات الكبري‮ ‬مثل قصر العيني‮ ‬والدمرداش وأم المصريين وبولاق العام والمطرية نظرا لعدم توفير الحماية الكافية لأطقم العمل بها من جهة وخشية المصابين من التوجه الي‮ ‬تلك الوحدات حتي‮ ‬لا‮ ‬يصيبهم مكروه من جهة أخري‮!!‬

وكان أبرز تلك الحوادث تعرض مستشفي‮ ‬المطرية التعليمي‮ ‬شمال القاهرة‮ ‬يوم‮ ‬19‮ ‬من ابريل الماضي‮ ‬لتدمير شبه تام وذلك إثر استقباله حالة مصابة في‮ ‬مشاجرة حيث تعدي‮ ‬حوالي‮ ‬400‮ ‬بلطجي‮ ‬ومسجل خطر علي‮ ‬المستشفي‮ ‬في‮ ‬محاولة للتفتيش عن المصاب لعقابه علي‮ ‬إيذاء أحد أنصارهم وخلال ذلك قاموا بالتعدي‮ ‬علي‮ ‬الأطباء والمرضي‮ ‬وتدمير أجهزة ومعدات المستشفي‮ ‬كما قاموا بإخراج خصمهم من‮ ‬غرفة العمليات وضربه حتي‮ ‬الموت‮!‬

اعتصامات

الأطباء من جانبهم قاموا بعمل اعتصامات فئوية أكدوا فيها رفضهم العمل في‮ ‬ظل تلك الظروف وعبرت حركة أطباء بلا حقوق عن ذلك بإصدار بيان طالبت فيه‮ ‬برفض قرارات الجمعية العمومية الأخيرة للنقابة والتقي‮ ‬أعضاء من الحركة برئيس الوزراء الدكتور عصام شرف الذي‮ ‬وعد خلال لقائه بهم بدراسة الأمر وتأمين المستشفيات بصورة فعالة وقام بالاتصال بوزير الداخلية اللواء منصور العيسوي‮ ‬وطالبه بتوفير قوة أمن ثابتة مسلحة بأسلحة نارية للمستشفيات الكبري‮ ‬وطلب من وفد الأطباء متابعة تنفيذ تلك الاجراءات علي‮ ‬أرض الواقع،‮ »‬الوفد‮« ‬من جانبها قامت بجولة علي‮ ‬بعض المستشفيات وأكدت الجولة عدم كفاية تلك النقاط الأمنية ومطالبة مديري‮ ‬المستشفيات والقائمين عليها والأطباء بمزيد من التعزيزات‮!!‬

فلول النظام‮!!‬

من داخل مستشفي‮ ‬بولاق العام بمحافظة الجيزة وجدنا الدكتور سيد‮ ‬غزالة مدير عام المستشفي‮ ‬يجلس في‮ ‬وحدة الاستقبال والطوارئ بهدف تحفيزوتأمين أطبائه وتلاميذه وأبنائه العاملين بالمستشفي‮ ‬علي‮ ‬العمل بعد حالة الرعب التي‮ ‬أصابت جميع العاملين بعد التعديات التي‮ ‬تعرض لها المستشفي‮ ‬منذ حوالي‮ ‬أسبوع هذا بالرغم من وجود نقطة أمنية داخل المستشفي‮ ‬وشرطة عسكرية أيضا وأمن خاص‮ ‬يستأجره المستشفي‮ ‬بالإضافة الي‮ ‬أمن المستشفي‮ ‬إلا أن كل ذلك ووفقا لتأكيدات الدكتور سيد لـ»الوفد‮« ‬مازال‮ ‬غير كاف‮!!‬

وأضاف‮: ‬نمطالب بمزيد من التعزيزات الأمنية فمستشفي‮ ‬بحجم مستشفي‮ ‬بولاق والمنطقة التي‮ ‬يقع

فيها لا‮ ‬يكفي‮ ‬أن‮ ‬يكون به فردان فقط من الشرطة العسكرية و3‮ ‬أفراد من شرطة الداخلية فهذا لا‮ ‬يوازي‮ ‬حجم البلطجية والمسجلين خطر الذين‮ ‬يترددون ليل نهار علي‮ ‬المستشفي‮ ‬ويشيعون الفوضي‮ ‬والرعب في‮ ‬نفوس أبنائي‮ ‬الأطباء العاملين بالاستقبال‮.‬

وأضاف‮: ‬تعرض المستشفي‮ ‬منذ أيام قليلة لاعتداءات من البلطجية أقارب أحد المرضي‮ ‬الذين حاولوا إشاعة الرعب بالمستشفي‮ ‬لسرقته وسرقة ما بداخله،‮ ‬مما اضطرنا إلي‮ ‬غلق الاستقبال حتي‮ ‬قمنا بإعادة ترتيب أوراقنا وقمت بالاستعانة بأمن إحدي‮ ‬الشركات الخاصة،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬أمن المستشفي‮ ‬نفسه حتي‮ ‬جاءت التعزيزات الأمنية من الشرطة العسكرية وشرطة الداخلية والتي‮ ‬مازالت‮ ‬غير كافية ونطالب وزير الداخلية بمزيد من التعزيزات لإشاعة الاطمئنان بداخل نفوس الأطباء،‮ ‬خاصة أن حالة عدم الاستقرار مازالت تؤثر علي‮ ‬نفوس الأطباء وتجعلهم‮ ‬يشعرون بالرعب عند ممارسة أعمالهم مما‮ ‬يضطرني‮ ‬إلي‮ ‬النزول للجلوس معهم في‮ ‬الاستقبال لتحفيزهم علي‮ ‬العمل‮.. ‬إلا أنني‮ ‬تعرضت أنا شخصياً‮ ‬للإهانة والسب والقذف والانفلات الأخلاقي‮ ‬الذي‮ ‬أصبح السمة السائدة للمرضي‮ ‬المترددين علي‮ ‬المستشفي‮ ‬والذي‮ ‬أؤكد وأنا مسئول عن حديثي‮ ‬أنهم ليسوا بمرضي‮ ‬ولكنهم فلول النظام القديم الذين‮ ‬يريدون إشاعة الفوضي‮ ‬والبلطجة في‮ ‬قطاع من أخطر القطاعات في‮ ‬مصر وهو القطاع الصحي‮.. ‬فالهجوم من جانب المرضي‮ ‬البلطجية وقع في‮ ‬كل المستشفيات في‮ ‬وقت واحد وتزامن واحد في‮ ‬مستشفي‮ ‬قصر العيني‮ ‬والدمرداش وبولاق وأم المصريين والمطرية التعليمي،‮ ‬البلطجية لم‮ ‬يستثنوا مستشفي‮ ‬جامعي‮ ‬أو تعليمي‮ ‬أو عام‮.. ‬البلطجة طالت الجميع والتكسير والتحطيم في‮ ‬محتويات تلك المستشفيات تم في‮ ‬وقت متقارب ومتزامن إلي‮ ‬حد ما مما‮ ‬يؤكد أن هناك مخططا لذلك‮.. ‬مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬أنه شخصياً‮ ‬يعاني‮ ‬ذلك داخل المستشفي‮ ‬حيث إن هناك بداخل المستشفي‮ ‬من‮ ‬يشيع الرعب والفزع بنفوس الأطباء ويؤكد لهم أن الطبيب فلان تعرض للضرب وآخر تعرض للسرقة،‮ ‬وثالث للإهانة وعندما أذهب لاستبيان الأمر أجده في‮ ‬النهاية مجرد كلام وعندما أسأل هؤلاء الأطباء الذين ذكرت أسماؤهم بتعرضهم لضرب أو سرقة أو سب وقذف‮ ‬يؤكدون أن شيئا من هذا لم‮ ‬يحدث ولا‮ ‬يعرفون سبب ما أشيع‮!! ‬هذا بالنسبة للداخل والكلام للدكتور سيد‮ ‬غزالة مدير عام مستشفي بولاق العام‮!!‬

بلطجة منظمة‮!!‬

وقال أما بالنسبة للخارج من المستشفي من وقت لآخر وبالرغم من وجود التعزيزات الأمنية التي‮ ‬اعيد وأؤكد انها مازالت ليست كافية نفاجأ بحملة منظمة من بعض المرضي الذين‮ ‬يدخلون المستشفي لا لشيء سوي تقديم السباب والشتائم بأحط الألفاظ للأطباء ويكون من بينهم فتيات وآنسات مما‮ ‬يخدش حياءهن ويجعلني‮ ‬أقف عاجزاً‮ ‬امام عدم حمايتهن من هذا الانفلات الاخلاقي‮ ‬الذي‮ ‬يتعرض له المستشفي وتعرضت له أنا شخصيا عندما جاءت احدي الممرضات الي الاستقبال وطلبت مني‮ ‬الكشف عليها لأنها تعاني‮ ‬من ضيق في‮ ‬التنفس وقمت بالكشف عليها وعملت لها رسم قلب ووجدتها بصحة جيدة وفوجئت بها تسألني‮ ‬اين الاشعات والتحاليل وعند سؤالي‮ ‬لها لماذا اشعات وتحاليل قامت بسبي‮ ‬وقذفي‮ ‬بأحط الألفاظ فماذا نفعل؟‮!‬

وطالب الدكتور سيد‮ "‬الدكتور أشرف حاتم‮" ‬وزير الصحة بسرعة التدخل وانقاذ الاطباء مما‮ ‬يتعرضون له،‮ ‬مؤكدا ان الاستقبال والطوارئ المفترض أنهم للحوادث فقط وليس للمرضي العاديين ممن‮ ‬يعانون السخونة او الضغط وأن ذلك من شأن العيادات الخارجية وإذا جاءت حادثة فالمفترض ان الطبيب‮ ‬يصب اهتمامه بها وليس بمدعي‮ ‬المرض،‮ ‬وأؤكد ان‮ ‬95٪‮ ‬من المترددين علي الاستقبال ليسوا مرضي ولكنهم‮ ‬يترددون عليه لأنه مجاني‮ ‬ولو أصبح الكشف فيه بجنيه فلن‮ ‬يتردد أحد عليه هذا لمدعي‮ ‬المرض اما مريض الحادثة الطوارئ فقط فمعفي‮ ‬تماما‮!! ‬

أكد مدير مستشفي بولاق الدكرور بعد الثورة كل المرضي‮ ‬يتوجهون للاستقبال لعلمهم انهم جاني‮ ‬ويطلبون كتابة علاج علي أي‮ ‬ورقة ويأخذون العلاج وهم ليسوا بحاجة اليه ولكن الاطباء‮ ‬يكتبون لهم الدواء تحت تهديد السلاح‮!!‬

وأضاف‮: ‬حتي‮ ‬العيادات الخارجية اصبحت لعنة المريض‮ ‬يطلب‮ ‬3‮ ‬تذاكر باطنة وجراحة وعظام في‮ ‬وقت واحد،‮ ‬ويأخذ علاجا لثلاث تذاكر وهذا اهدار للمال العام بخلاف زيادة عدد المترددين فطاقتنا مثلاً‮ ‬يومياً‮ ‬الكشف علي‮ ‬150‮ ‬مريضا باطنة فقط‮ ‬يتردد الآن‮ ‬350‮ ‬مريضا‮ ‬يدخل‮ ‬يوميا اكثر من‮ ‬200‮ ‬مريض وطاقة اجدع طبيب‮ ‬25‮ ‬حالة في‮ ‬اليوم بمعني‮ ‬أنني‮ ‬بحاجة الي‮ ‬10‮ ‬اطباء علي الاقل للكشف علي هذا العدد وفي‮ ‬حالة توافر الاطباء في‮ ‬ظل تلك الظروف أين الاماكن التي‮ ‬يتم الكشف عليهم فيها ثم أين الاماكن التي‮ ‬سيجلسون فيها‮!!‬

وطالب في‮ ‬النهاية بمزيد من التعزيزات الأمنية داخل ليس مستشفي‮ ‬بولاق فقط ولكن كل مستشفيات مصر لحماية الأطباء العاملين بالمستشفيات،‮ ‬مع تنظيم العمل داخل طوارئ واستقبال والعيادات الخارجية للمستشفيات،‮ ‬ومناقشة وسائل الإعلام للموضوع باستفاضة،‮ ‬فالاستقبال عندنا مثلاً‮ ‬تكدس بدل المرة‮ ‬10‮ ‬مرات والعناية المركزة أيضاً‮ ‬فمسلسل البلطجية في‮ ‬الاستقبال مازال مستمراً‮!! ‬مع ضرورة ضبط العمل بطوارئ المستشفيات فالطبيب الذي‮ ‬يجلس‮ ‬8‮ ‬ساعات‮ ‬يذوق فيها الأمرين لا‮ ‬يصلح أن تكون النوبتجية له بـ‮ ‬6‮ ‬جنيهات‮!! ‬فهذا ليس مرتبا أو كادرا خاصا‮.. ‬ولو قضي‮ ‬هذا الوقت في‮ ‬مستشفي‮ ‬خاص سيتقاضي‮ ‬200‮ ‬إلي‮ ‬300‮ ‬جنيه فلابد من تحسين أوضاع أطباء الاستقبال وخاصة أن طبيب الطوارئ‮ ‬يأخذ‮ ‬700‮ ‬٪‮ ‬اللي‮ ‬هو أساساً‮ ‬تخصص طوارئ‮.. ‬ونحن لدينا‮ ‬3‮ ‬أطباء طوارئ في‮ ‬المستشفي‮ ‬وعلي‮ ‬مستوي‮ ‬مصر كلها حوالي‮ ‬25‮ ‬طبيباً‮ ‬فقط تخصص طوارئ،‮ ‬ومع انخفاض هذا العدد وزيادة نسب البلطجة في‮ ‬المستشفيات علينا بتحفيز الأطباء العاملين بالاستقبال وعلي‮ ‬الأقل‮ ‬يأخذون‮ ‬700٪‮ ‬مثل أطباء الطوارئ‮.‬

 

أبوالريش يستقبل‮ ‬1500‮ ‬طفل يومياً‮.. ‬ويطلب‮ ‬20‮ ‬فرد أمن مسلحاً‮ »‬علي الأقل‮«!‬

داخل مستشفي أبوالريش للأطفال جلست الأمهات بصحبة أطفالهن المرضي في انتظار أدوارهن في الكشف لتخفيف آلام لا تطاق،‮ ‬لكنهن أكدن أن معاناتهن الكبري أيضاً‮ ‬تتمثل في مخاوفهن من التعرض لأعمال البلطجة التي يسمعن عنها‮.. ‬وأكدت أكثر من أم أن قصص قريباتها مع التعرض لبلطجية ترعبهم والضرورة هي التي أجبرتهن للخروج لعلاج أبنائهن‮.. ‬وطالبن بتكثيف التواجد الأمني علي المستشفيات وتأمين المرضي والأطباء الذين لا يستطيعون تقديم خدماتهم بدون تأمين‮.‬

قابلنا الدكتورة ماجدة بدوي‮ - ‬مديرة مستشفي أبوالريش للأطفال‮ - ‬وطالبت وزير الداخلية بمزيد من التعزيزات الأمنية للمستشفيات،‮ ‬خاصة خارج المقر الجامعي باعتبارهم قريبين من منطقة يكثر فيها البلطجية والمسجلون خطر ويسودها الانفلات الأمني‮.. ‬وأكدت أن وجود أفراد أمن‮ ‬غير مسلحين معرضون لهجمات من البلطجة في كل وقت مما يضطرهم إلي زيادة أعداد أفراد الأمن لأكثر من عشرين فرداً‮.‬

وقالت‮: ‬إن فريق العمل بالمستشفي مازال يعيش حالة من عدم الأمان،‮ ‬خاصة أن هناك بعض الأهالي الذين يقومون بسب الأطباء والممرضين في حالة تأخر الطبيب عن الكشف علي أطفالهم والسبب دائماً‮ ‬يكون خارج إرادة الأطباء،‮ ‬خاصة أنه معروف لدي القاصي والداني أن مستشفي أبوالريش يستقبل يومياً‮ ‬ما يفوق الـ‮ ‬1500‮ ‬حالة من الأطفال ويحتاج إلي مزيد من الجهد والهدوء النفسي لدي جميع العاملين بالمستشفي لأداء واجبهم علي أكمل وجه‮.‬