بيان قضايا المرأة في اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث
تحتفل مؤسسة قضايا المرأة المصرية اليوم 6 فبراير باليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا مع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة بالقرار 146/67 في 20 ديسمبر 2012 ودعت فيه إلى الاحتفال بهذا اليوم من كل عام، والتركيز في هذا اليوم على حملات رفع الوعي بهذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة لإنهائها.
ولما كانت مصر من أعلى الدول التي تنتشر فيها هذه الجريمة لاعتبارات ثقافية ومجتمعية، وبالرغم من جهود المجتمع المدني المستمرة للحد من هذه الممارسة وكذلك ما تقوم به الدولة من جهود موسعه لإنهاء ظاهرة الختان، إلا أنه لا زالت تُمَارَس هذه العادة بشكل كبير، فأول مسح سكاني صحي تناول معدل انتشار ختان الإناث كان عام 1995 وكانت النسبة 97% في الفئة العمرية من 15 : 49 سنة، وفي تقرير مسح الجوانب الصحية عام 2015 لنفس الفئة العمرية من 15: 49 سنة كانت النسبة هي 87% ، أما الفئة العمرية من 15: 17 سنة ففي عام 2005 كانت النسبة 76.5% وفي عام 2014 كانت النسبة 61.1%. وبالنسبة للفئة العمرية من 13 : 14 سنة ففي عام 2005 كانت النسبة 68.8% وفي عام 2014 كانت النسبة 50.3%. وعلى الرغم من تناقص النسب الملحوظة، فإنها لا تزال نسب عالية لتحتاج لاستمرار العمل وتقييم الجهود السابقة للقضاء على هذه الظاهرة.
وتعمل مؤسسة قضايا المرأة المصرية على مناهضة الختان منذ نشأتها عام 1995، إذ ركزت العمل مع المجتمع القاعدي من النساء والرجال على التوعية بالآثار النفسية والصحية للختان وما ينتج عنه من عنف زوجي قد ينتهى بالطلاق، أيضًا عملت المؤسسة مع الأئمة والدعاة على دحض التفسيرات الدينية المغلوطة التي تستخدم كذريعة لاستمرار هذه الممارسة، والاسترشاد بصحيح الأحاديث من السنة والصحابة حول الختان في الشريعة الإسلامية، إضافة إلى العمل مع الإعلام لخلق إعلام إيجابي يساعد في رفع الوعى المجتمعي بمخاطر هذه الممارسة والمسئولين والمعنيين لإيجاد آليات قانونية جادة وفعالة تساعد في الحد من هذه الظاهرة وكذلك انطلاقا من اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد النساء (السيداو) فقد عملت المؤسسة على تنفيذ بنودها وعلى رأسها مناهضة الممارسات الضارة كالختان.
وقد سعت الدولة للتصدي للختان سواء عن طريق الحملات الإعلامية أو حملات المدارس أو تغليظ العقوبات القانونية على الجاني والاهل، إلا أننا نختلف مع تغليظ العقوبات على الاهل لأن تغليظ العقوبات عليهم لا يساعد في حل المشكلة بل يزيد تعقيدها واخفاء المعلومات عن هذه القضية لعزوف الفتيات عن الإبلاغ عن أهليهن من البداية أو لعزوف الأهل عن الإبلاغ عن مرتكبي الختان؛ لأنه سيتم معاقبتهم بدلا من اعتبارهم شهودا، ونحن إذ نختلف مع العقوبة على الأهل ليس للدفاع عن مرتكبي الجرائم ولكن من أجل التشجيع على الإبلاغ وتقليل نسب الختان لا بد من استثناء
إن ختان الإناث عادة ثقافية ومجتمعية بغيضة فقدنا بسببها الكثير من الفتيات نتذكر منهن سهير الباتع وغيرها من الفتيات اللاتي دفعن أرواحهن ثمنا لجريمة مجتمعية منتشرة تمارس من أجل الإبقاء على ثقافات وعادات مجتمعية سلبية ومغلوطة.
وبالتزامن مع الاحتفال بهذا اليوم ستقوم المؤسسة بعقد ندوة حول الختان في قرية الديسمي بالجيزة ونشرها عبر موقع الفايسبوك وسيتم خلالها التوعية بالآثار الاجتماعية و القانونية والنفسية للختان على النساء والفتيات وكيف تأثرت حياتهن بعد خضوعهن لهذه الجريمة وكيف يؤثر الختان فى انتشار معدلات العنف الزوجي وارتفاع حالات الطلاق.
وفي الختام:
تأمل المؤسسة القضاء التام على هذه الظاهرة بكل أشكالها والوقوف بشكل رادع ضد كل من يروج أو يتقدم أو يمارس أو يشجع على هذه الجريمة ونطالب بإجراء تقييم للاستراتيجية مكافحة ختان الإناث 2016- 2020 والتي انتهت منذ عامين ولم يتم تقييم للاستراتيجية وما حققته من نجاحات وما واجهها من اخفاقات للبناء على هذه الخبرات ووضع خطط فعالة وجادة وقابله للتطبيق والمتابعة، إضافة إلى عمل رصد دوري لمعدلات ختان الإناث وفقا لاستراتيجية تمكين المرأة 2030 في محور الحماية والتي كانت من المفترض أن تقل النسب في 2020 للنساء اللاتي سبق لهن الزواج وتم ختانهن إلى 78% وأن تقل نسبة الفتيات أقل من 19 سنة والمتوقع ختانهن إلى 40% ولكن نظرا لعدم التقييم لا يوجد أية إحصائيات صادرة بهذا الشأن، وأيضًا التوسع في برامج جبر الضرر سواء من خلال عمليات الترميم أو التأهيل النفسي أو التثقيف الجنسي أو رفع الوعي في المدارس وإعلاميا وعن طريق الدراما، والتشجيع على الإبلاغ وضرورة حماية بيانات المبلغين والشهود في هذه الجريمة.