المغربي فؤاد زويريق: أهل مصر معجونون بالكرم
تبقى مصر دائما ملهمة الشعراء والفنانين في العالم , عاش فيها فى الشاعر اللبنانى خليل مطران حتى لقبوه بشاعر القطرين-مصر ولبنان- وهو اللقب الذى منحته إياه جماعة "أبلو" للشعر بتزكية من أمير الشعراء أحمد شوقى .
كتب"مطران" الكثير من قصائده يتغزل فى مصر وشعبها وجمالها, بل انخرط فى العمل الأدبى والصحفى فى مصر , فقد عمل رئيسا لتحرير صحيفة الأهرام العريقة,ومديرا للمسرح القومى.
والشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى عاش فى مصر ونشر أجمل أشعاره فيها , و كذلك المبدعين ميخائيل نعمية, والعراقى مهدى الجواهرى الذي عاش سنوات فى مصر فترةالستينات وبداية السبعينات , ثم عاد إليها مرة أخرى ليحيا بها سنوات حياته الأخيرة, وكتب فيها أكثر من قصيدة, وحظي بالحفاوة والتكريم.
واليوم موعدنا مع الكاتب المغربى عاشق مصر حتى النخاع فؤاد زويريق:يقول فى البداية "تعالى واحنا نشيلك فوق راسنا''، ''ان ما شالتك الارض نشيلك فوق راسنا''... عبارات سمعتها كم من مرة من أصدقاء وهم يوجهون لي دعوة لزيارة مصر مجددا، عبارات تذكرني بكرم المغاربة أيضا عندما يقولون لضيف ما ''مرحبا بك غير آجي نحطوك/نهزوك فوق راسنا'' كلها عبارات تشير الى عظمة الضيف وقيمته عند هذين الشعبين، فأن تحمل مجازا ضيفا فوق رأسك وفي قعر بيتك فهذا لا يدل على الدونية أو الخنوع بقدرما يدل على قيمة الضيافة كحالة من الحالات الانسانية القائمة على العطاء والسخاء وغنى النفس قبل الجيب، هي عبارات تستمد قيمتها من قيمة المجتمع نفسه، فالمجتمع المحترم القائم على أسس أخلاقية وإنسانية سليمة لن يكون سوى مجتمعا كريما مضيافا منفتحا على الآخر، فكما نقول في لغة التسويق ''الزبون ملك''، ف''الضيف ملك'' أيضا لدى أهالينا في المغرب ومصر، فدائما ما نسمع مغرب الكرم، ومصر الكرم، وهي صفات لم يتميزا بها هكذا اعتباطا ومن فراغ بل من تجارب واحتكاكات باقي الأفراد والشعوب بأهل هذين البلدين.
أخذتني الصدفة اليوم الى سوبر ماركت في مدينة لاهاي الهولندية، دخلت أبحث عن سلعة معينة، لم أجدها، فاتجهت أسأل عنها عاملة من العمال المنتشرين في المكان، دلتني على المكان، من ملامحها ظننتها مغربية، سألتها إن كانت كذلك