بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

التعدديه النقابة المهنية فوضي‮ أم حوار


التعددية النقابية‮ ‬قد تكون مظهرا من مظاهر الديمقراطية والتنوع في‮ ‬اي‮ ‬مجتمع‮ ‬وتعبر عنه وعن كافه اطياف القوي‮ ‬العمالية‮ ‬ومع سقوط نظام مبارك‮ ‬اصبحت التعددية النقابية‮ ‬حلماً‮ ‬قريب المنال‮ ‬وسمعنا عن قيام عدة نقابات عمالية اطلقت علي‮ ‬نفسها نقابات مستقلة‮ ‬والتعددية النقابية في‮ ‬المجال العمالي‮ ‬امر مقبول دوليا‮ ‬وفقا لمعايير منظمة العمل الدولية خاصة اذا عرفنا ان الاساس في‮ ‬العمل النقابي‮ ‬العمالي‮ ‬هو اللجنة النقابية وهي‮ ‬القاعدة‮ ‬التي‮ ‬يقوم عليها التظيم النقابي‮ ‬سواء كان موحدا او متعددا‮ ‬ومصر عرفت التنظيم النقابي‮ ‬الواحد علي‮ ‬المستوي‮ ‬العمالي‮ ‬منذ بداية ظهور النقابات في‮ ‬مصر حتي‮ ‬اعلان اتحاد عمال مصر في‮ ‬منتصف الاربعينيات‮ ‬ولكن الحركة العمالية المصرية سرعان ما خضعت تحت سيطرة السلطة بعد ثورة‮ ‬1952‮ ‬وأصبحت اداء من ادوات حماية ثورة‮ ‬يوليو‮ ‬ثم جزءاً‮ ‬من الاتحاد الاشتراكي‮ ‬ثم لجنة‮ ‬من لجان الحزب الوطني‮ ‬المنحل‮ ‬وتحول رؤساء الاتحاد الي‮ ‬مجموعة من المنافقين حتي‮ ‬ان احد رؤساء هذا الاتحاد اعترف رسميا بانه‮ ‬ينافق الرئيس من اجل العلاوة‮ ‬وتحول حق العمال علي‮ ‬ايديهم الي‮ ‬تسول،‮ ‬كما اصبحت قيادات الاتحاد مليونيرات ونسوا العمال وقضايهم ومشاكلهم‮ ‬خاصة ان جميع الانتخابات العمالية كانت تزور عيني‮ ‬عينك‮ ‬وامام مرأي‮ ‬ومسمع من كل الناس‮ ‬وكان النظام طوال السنوات الستين الماضية‮ ‬يحمي‮ ‬المزورين‮ ‬ويصعد بهم الي‮ ‬اعلي‮ ‬السلم الانتخابي،‮ ‬كما تخلي‮ ‬قيادات الاتحاد عن قانون النقابات العمالية لصالح رجال الاعمال‮ ‬الجدد‮ ‬الذين‮ ‬رفضوا تشكيل لجان نقابية داخل منشآتهم فتقلص عدد‮ ‬المنضمين تحت لواء اتحاد العمال‮ ‬من‮ ‬6‮ ‬ملايين عامل في‮ ‬نهاية الثمانينات الي‮ ‬اقل من‮ ‬2‭ ‬مليون عامل مع قيام ثورة الشباب في‮ ‬25‮ ‬يناير وكان هذا الوضع السيئ مبررا للجوء من هم خارج التنظيم النقابي‮ ‬الي‮ ‬المبادرة الي‮ ‬انشاء نقابات عمالية‮ ‬ورفع شعار التعددية النقابية‮. ‬

ولكن الخطورة في‮ ‬هذه القضية هو التعددية النقابية في‮ ‬المجال المهني‮ ‬خصوصا ان النقابات المهنية تختلف من حيث التكوين عن العمالية‮ ‬فالنقابة العمالية تضم جميع العاملين في‮ ‬المنشأة مع اختلاف التخصصات والدرجات التعليمية والفنية والادارية فالمهندس والعامل اعضاء في‮ ‬النقابة العمالية‮ ‬عكس النقابة المهنية التي‮ ‬تضم فقط اهل الاختصاص الواحد مثل‮ ‬الاطباء والمهندسين والمعلمين،‮ ‬كما ان النقابة العمالية في‮ ‬مقر المنشأة اما النقابة المهنية خارج اطار المنشأة وهو ما جعل المشرع منذ ظهور‮ ‬النقابات المهنية المصرية الاخذ بنظام وحدة جميع اعضاء المهنة في‮ ‬نقابة واحدة‮ ‬منذ انشاء نقابة المحامين المصرية وهي‮ ‬اقدم نقابة في‮ ‬مصر‮ ‬والوحدة جاءت بسبب ان النقابة المهنية‮ ‬تملك سلطة منح ترخيص مزاولة المهنة لاعضائها وتأديبهم،‮ ‬مما جعل الانضمام الي‮ ‬النقابات المهنية امرا اجباريا علي‮ ‬كل مهني‮ ‬عكس النقابات العمالية فالعضوية فيها اختيارية وفكرة التعددية النقابية في‮ ‬المجال المهني‮ ‬تحتاج الي‮ ‬وقفة مع النفس اولا من دعاة‮ ‬التعددية وانا منهم‮ ‬وثانيا من المشرع في‮ ‬مصر‮

‬فاذا كان‮ ‬المشرع‮ ‬يتجه الي‮ ‬التعددية النقابية المهنية فعليه ان‮ ‬يسحب فورا من هذه النقابات حق منح رخصة مزاولة المهنة و تأديب الاعضاء‮ ‬ومنحها الي‮ ‬مجالس عليا لكل مهنة‮ ‬يكون علي‮ ‬رأسها‮ ‬شخصيات مهنية مستقلة ومحترمة ولا تنتمي‮ ‬الي‮ ‬اي‮ ‬تيارات سياسية او اي‮ ‬احزاب وتكون كرست عمرها المهني‮ ‬في‮ ‬خدمة المهنة والارتقاء بها‮ ‬وان‮ ‬يعطيها الحق في‮ ‬تنفيذ العقوبات التي‮ ‬توقعها علي‮ ‬الاعضاء وعلي‮ ‬المؤسسات التي‮ ‬يعملون بها‮ ‬فهذه المحالس موجودة في‮ ‬الدول التي‮ ‬اخذت بنظام التعددية النقابية المهنية‮ ‬واخضاع مزاولي‮ ‬المهن الي‮ ‬اختبارات وتقييم جدي‮ ‬وموضوعي‮ ‬للحصول علي‮ ‬الرخصة ولا‮ ‬يكتفي‮ ‬بالشهادة الحاصل عليها ثم‮ ‬يختار العضو اي‮ ‬نقابة‮ ‬يريد الانضمام اليها ان اراد‮ ‬ونرجع الي‮ ‬الاصل وهو الاختيار‮. ‬

وحتي‮ ‬تحدث‮ ‬هذه الوقفة والحوار حولها‮ ‬فلابد من وقف اي‮ ‬محاولة لانشاء نقابة مهنية موازية‮ ‬وفي‮ ‬طرح القضية علي‮ ‬طاوله الحوار المجتمعي‮ ‬الذي‮ ‬دعا اليه رئيس الوزراء‮ ‬خاصة مع احترامي‮ ‬إلي‮ ‬الذي‮ ‬يقول انها ليست اولوية ملحة‮ ‬ويمكن ارجاؤها حتي‮ ‬يتم انتخاب برلمان وحكومة ورئيس جديد للبلاد وهنا‮ ‬يأتي‮ ‬دور المجلس العسكري‮ ‬الذي‮ ‬يحكم مصر فعليه حسم الامر فورا‮ ‬فإما حواراً‮ ‬بين ابنا المهن‮ ‬او فوضي‮ ‬عارمة لن تحمد عقباها‮ ‬فسنجد طبيبا ليس خريجا من كلية الطب ومهندسا‮ ‬يحمل شهادة متوسطة‮ ‬وصحفيا لايجيد القراءة والكتابة ومحاسبا‮ ‬يحمل دبلوم صنايع ومحاميا لا‮ ‬يحمل ليسانس حقوق‮ ‬وهكذا‮ ‬ووقتها سيحتاج الامر الي‮ ‬عشرات السنين‮ ‬لعلاجآاثاره‮ ‬ولكن‮ ‬لو طرحتا القضية‮ ‬لنقاش واسع ومنظم‮ ‬سنبني‮ ‬نظاما نقابيا مهنيا‮ ‬يحتوي‮ ‬كل الغاضبين والحانقين والفوضويين‮ ‬وهذا الحوار لابد ان‮ ‬يشارك فيه وبقوة مجالس النقابات المهنية الحالية وخبراء و ممثلو‮ ‬المهن والنقابات الجديده المسماة بالموازية انها قضية تهم‮ ‬يا سادة اكثر من‮ ‬10‮ ‬ملايين مهني‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬فلا‮ ‬يجوز المماطلة فيها ويجب حسمها فورا دون ابطاء او تأخير‮. ‬