بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‬شرف ‬يتورط في الاستعانة بفلول الوطني


التشكيل الحالي‮ ‬لمجلس إدارة الرقابة المالية الذي تم الإعلان عنه مؤخراً‮ ‬قوبل بردود فعل‮ ‬غاضبة في‮ ‬مجتمع سوق المال لوجود أسماء‮ ‬غير مرغوب فيها،‮ ‬ومن وثيقي الصلة وأصحاب الولاءات للنظام السابق‮ .. ‬كانت هذه آخر فقرة اختتم بها موضوع العدد الماضي،‮ ‬لتكون بذلك بداية تطهير الرقابة المالية والتفتيش في‮ ‬المسكوت عنه داخل الهيئة‮.. »‬الوفد الأسبوعي‮« ‬تواصل فتح ملفات الفساد الإداري في‮ ‬الرقابة المالية مستمراً‮ ‬بذلك في‮ ‬حملاته الناجحة التي‮ ‬حققها طوال الأسابيع الماضية في‮ ‬ملف الأوراق المالية‮.. ‬والتي‮ ‬لاقت ردود فعل قوية في‮ ‬مجتمع سوق المال‮.. ‬الأسماء التي‮ ‬شملها مجلس الرقابة الجديد ضم المستشار محمد الدكروري،‮ ‬وهو الذي أثار جدلاً‮ ‬واسعاً‮ ‬في‮ ‬وسط سوق المال،‮ ‬ليس لكونه محامي الرئيس السابق‮ »‬مبارك‮« ‬وإنما اختياره ضمن المجلس فتح ملف القيل والقال،‮ ‬بل راح المتابعون إلي‮ ‬أبعد من ذلك بكثير واتهموا عصام شرف رئيس الوزراء ونائبه‮ ‬يحيي الجمل بالتورط في‮ ‬هذه اللعبة السخيفة والتصديق علي‮ ‬اختيار هذه الأسماء رغم كونها فلول وذيول النظام السابق،‮ ‬وتسكينها في‮ ‬إدارة تعد أخطر إدارات القطاع المالي،‮ ‬ويكفي‮ ‬أن الشعب اكتوي بأخطائه وولاء أعضاء المجلس لأبناء الرئيس السابق‮ »‬مبارك‮«‬،‮ ‬وغض الطرف عن الكثير من مخالفاتهما في‮ ‬السوق من خلال شركة‮ »‬هيرمس‮« ‬التي‮ ‬تدير ثروة‮ »‬آل مبارك‮«.

‮»‬الدكروري‮« ‬سقط بالباراشوات علي‮ ‬مجلس الرقابة الجديد ويبدو أن اختياره سيكون لمهمة رسمية من الأبواب الخلفية قد تكون لإنهاء ملفات تتعلق برجال الأعمال أو عائلة‮ »‬مبارك‮« ‬أو من ذلك القبيل،‮ ‬وإلا فلما الاختيار‮.. ‬الجميع‮ ‬يعلم أن المستشار‮ »‬الدكروري‮« ‬الذي ظل‮ ‬يتباهي‮ ‬لسنوات طويلة بأنه محامي الرئيس رغم أنه لم‮ ‬يعمل بالمحاماة،‮ ‬ولكن وطأت قدماه مجلس الشعب ضمن المعينين ببرلمان‮ ‬2005،‮ ‬وبين‮ ‬غمضة عين وانتباهتها وجد نفسه مستشاراً‮ ‬برئاسة الجمهورية لمراجعة مشروعات القوانين التي‮ ‬يتم رفعها لرئيس الجمهورية قبل عرضه علي‮ ‬مجلس الشعب‮.‬

وبسرعة البرق استطاع‮ »‬الدكروري‮« ‬الجمع بين أكثر من وظيفة بدءاً‮ ‬من كونه عضواً‮ ‬باللجنة التشريعية بمجلس الشعب المنحل ومستشار قانونياً‮ ‬بمجلس الشوري،‮ ‬ثم مستشاراً‮ ‬لوزير التجارة الخارجية،‮ ‬وأخيراً‮ ‬عضوية الرقابة المالية،‮ ‬والسؤال الذي‮ ‬بات‮ ‬يشغل سوق المال‮.. ‬هل الرجل في‮ ‬مهمة رسمية لا‮ ‬يعرف طبيعتها أحد رغم أنه لم‮ ‬يظهر علي‮ ‬الساحة إلا مع توكيل الرئيس السابق‮ »‬مبارك‮« ‬له ليتقدم بأوراق ترشيحه في‮ ‬الانتخابات الرئاسية السابقة،‮ ‬ويبدو أنه تمر في‮ »‬الدكروري‮« »‬العيش والملح‮«‬،‮ ‬حينما أدي‮ ‬دور الترزي‮ - ‬كما‮ ‬يقول الكتاب‮ - ‬في‮ ‬حياكة التعديلات الدستورية الأخيرة في نهاية رحلة النظام السابق،‮ ‬ويكفي‮ ‬ردوده علي‮ ‬نواب المعارضة مراراً‮ ‬وتكراراً‮ ‬بأن التعديلات تتفق مع الديمقراطية وأنها لمصلحة البلاد،‮ ‬ومن هذا القبيل،‮ ‬ورغم تعارض المصالح وتوليه أكثر من منصب إلا أن‮ »‬الدكروري‮« ‬يبدو‮ »‬فلتة زمانه‮« ‬القانونية وإلا لماذا عين عضواً‮ ‬بمجلس إدارة الرقابة المالية؟‮!‬

عبدالحميد إبراهيم أحد أعضاء الهيئة الذين تم اختيارهم هم أيضاً‮ ‬وهو كان‮ ‬يعمل مستشاراً‮ ‬للدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق ورفيق الدرب في‮ ‬ملف الخصخصة الفاشل،‮ ‬والذين باعوا‮ »‬البلد بتراب الفلوس‮«‬،‮ ‬لا أحد‮ ‬يعلم لماذا تم اختياره،‮ ‬وإذا كان للخبرة،‮ ‬فإن الدكتور منير هندي صاحب قوانين سوق المال في‮ ‬مصر وغيره،‮ ‬قادرون علي‮ ‬إفادة الدولة والارتقاء بقانون سوق المال،‮ ‬ويكفي نزاهتهم وخبرتهم الطويلة كأحد الخبراء وأساتذة الاقتصاد وسوق المال،‮ ‬وغيرهم من شرفاء هذا الوطن أصحاب الخبرات القانونية والمالية،‮ ‬وأعتقد أنهم خير من فلول النظام السابق الذي لا‮ ‬يعلم أحد سبب وجودهم‮.‬

ولعل من كوارث‮ »‬إبراهيم‮« ‬الدور الذي لعبه بحنكة والقيام بدور‮ »‬السنيد‮« ‬لوزير الاستثمار السابق في‮ ‬برنامج الصكوك الخاص بخصخصة بعض شركات القطاع العام الذي‮ ‬تبناه مع‮ »‬محيي

الدين‮« ‬في‮ ‬نهاية عام‮ ‬2009‮ ‬وسخرت الحكومة كل قنواتها الإعلامية والدعائية لإنجاح البرنامج الذي حمل‮ »‬سهماً‮ ‬في‮ ‬اليد‮« ‬وراح‮ »‬عبدالحميد‮« ‬يصفق لكل خطوة‮ ‬يقدم عليها‮ »‬محيي الدين‮«‬،‮ ‬بل تحول الرجل إلي‮ ‬مسئول إعلامي‮ ‬مهمته الإدلاء بالتصريحات حول البرنامج ولعل ما صرح به لوكالات الأنباء وقتها حول تحديد نحو‮ ‬4‮ ‬آلاف مكتب بريد لتوزيع صكوك الخصخصة علي‮ ‬المواطنين،‮ ‬بخلاف ما سيتم توزيعه علي‮ ‬الموظفين البالغ‮ ‬عددهم‮ ‬6‭.‬5‮ ‬مليون في‮ ‬مجال عملهم خير شاهد علي‮ ‬ولاء الرجل‮ »‬لمحيي الدين‮« ‬وتحول بعد ذلك إلي‮ »‬سنيد‮« ‬ولم‮ ‬يكن أفضل حالاً‮ ‬في ردود الفعل الغاضبة التي‮ ‬ظهرت ضده في‮ ‬مجتمع سوق المال اعتراضاً‮ ‬علي‮ ‬قرار تعيينه،‮ ‬لكن لا حياة لمن تنادي‮.‬

‮»‬حازم‮ ‬ياسين‮« ‬أستاذ المحاسبة وأحد الأعضاء في‮ ‬المجلس الجديد،‮ ‬ويتردد أنه شريك أساسي لحازم حسن الذي ضرب كل القواعد والأعراف المعمول بها في‮ ‬عمله تعارض المصالح،‮ ‬ويكفي‮ ‬أنه ظل فترة طويلة عضو بالبنك المركزي‮ ‬ولايزال،‮ ‬وبخلاف عمله مراقباً‮ ‬لحسابات الشركات والبنوك المقيدة بالبورصة،‮ ‬وهذا‮ ‬يعد أعلي‮ ‬درجات تعارض المصالح،‮ ‬ليفتح الباب حول سر تعيينهم،‮ ‬لمصلحة من؟‮!‬

الدكتور أشرف الشرقاوي‮ ‬الذي كان وراء تعيينه الدكتور محمود محيي الدين بعد صدور قرار الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بتعيين‮ »‬الشرقاوي‮« ‬نائباً‮ ‬لرئيس الهيئة العامة للرقابة المالية لتتوالي‮ ‬المفاجآت،‮ ‬حين اختير رئيساً‮ ‬لم‮ ‬يكن من فراغ،‮ ‬رغم أن الشرقاوي كل ما‮ ‬يربطه بالرقابة ملف السفريات للخارج والتعامل مع المؤسسات الخارجية،‮ ‬ويعمل الشرقاوي أستاذاً‮ ‬بكلية التجارة جامعة القاهرة ومنذ عام‮ ‬2008‮ ‬وهو‮ ‬يشغل منصب مستشار رئيس الرقابة المالية ثم عين خلفاً‮ ‬للدكتور زياد بهاء الدين لرئاسة الرقابة في‮ ‬عهد حكومة أحمد شفيق‮.. ‬ومنذ تولي الشرقاوي وردود الفعل‮ ‬غاضبة في‮ ‬وسط المستثمرين،‮ ‬باعتباره أحد رجال الدكتور أحمد سعد كبير مستشاري الرقابة المالية،‮ ‬والذي‮ ‬يلقي كراهية كبيرة من جانب المستثمرين،‮ ‬واتهاماتهم الدائمة له بتخريب السوق،‮ ‬وأنه أحد أركان الخراب الذي تشهده الرقابة المالية‮.‬

ولاتزال عودة محمود عبدالقادر لإدارة الإعلام مرة أخري‮ ‬تمثل علامات استفهام بين العاملين بالرقابة المالية،‮ ‬خاصة أنه ترك هذه الإدارة منذ سنوات ولكن‮ ‬يبدو أن العودة من منطلق الإرضاء،‮ ‬منعاً‮ ‬للمشاكل والاضطرابات‮.‬

أصابع الاتهامات تشير إلي‮ ‬تورط‮ »‬شرف‮« ‬و»الجمل‮« ‬في اختيار الاسماء التي‮ ‬لقيت رفضاً‮ ‬تماماً‮ ‬من جانب المستثمرين والعاملين في‮ ‬سوق المال‮.. ‬أما لوبي‮ »‬سعد‮« ‬في الرقابة المالية والمخالفات المالية وثرواتهم فهذا ما سنكشفه الأسبوع القادم‮.‬