بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

سؤال واحد إلي الأقباط في عيدهم‮!!‬

أول عيد يأتي علي أقباط مصر بعد سقوط النظام البائد،‮ ‬ولا شك أنهم يضعون أيديهم علي قلوبهم خوفاً‮ ‬من المستقبل ،‮ ‬ويتوجسون من الغد ومعهم حق في كل ذلك،‮ ‬ولكن إذا تطرق أحدهم قائلاً‮: ‬إن نظام الرئيس المخلوع كان أفضل بالنسبة لنا‮.. ‬قاطعته علي الفور قائلاً‮: ‬لا يا سيدي أنت‮ ‬غلطان‮ ‬100٪‮ ‬في حكم هذا الفرعون وهو بإذن الله آخر فراعنة مصر لقي الأقباط الكثير من العنت،‮ ‬وتمثل ذلك في أمرين،‮ ‬فلم تنقطع الحوادث الطائفية وكان آخرها تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية،‮ ‬ويقال إن وزارة الداخلية لها يد فيها،‮ ‬والأمر الثاني يتمثل في حرمانهم من حقوقهم المشروعة،‮ ‬خاصة بناء الكنائس والمساواة في الوظائف ومختلف مناحي الحياة‮!! ‬ولم يتحقق شيء من ذلك برغم كل الوعود المعسولة‮.‬

بل إن الحزب الحاكم الذي تم حله رفض ترشيح الأقباط علي قوائمه في الانتخابات التي جرت وكان ترشيحه لقبطي استثناء بكل المقاييس مثل وزير المالية السابق الدكتور بطرس‮ ‬غالي،‮ ‬فكيف يتحسر أحد من المسيحيين بعد ذلك علي نظام مبارك المخلوع؟

وإذا انتقلنا إلي المستقبل فإنني أحلم بعصر ذهبي للأقباط يشبه تلك الفترة التي بدأت بعد ثورة‮ ‬1919‮ ‬وحتي قيام الجيش بالاستيلاء علي السلطة سنة‮ ‬1952‮ ‬وتلك السنوات شهدت وصول المسيحيين إلي أعلي المناصب سواء في البرلمان أو الوزارات المختلفة،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن تمتعهم بحريات واسعة وشعورهم الكامل بالأمان فلم تعرف مصر حوادث طائفية كتلك التي نشهدها اليوم‮!‬

ومن حق أصدقائي الأقباط الاعتراض علي ما أقول قائلين‮: ‬يا عمنا‮.. ‬أحلامك هذه لن تتحقق إلا في المشمش‮!! ‬فهذا العصر تميز بالليبرالية فلم تكن هناك جماعات دينية ولا إخوان‮!‬،‮ ‬وحتي تحقق أحلامنا فلابد من وجود دولة مرجعيتها مدنية لا وجود فيها للشريعة‮! ‬ولا الإسلام دين

الدولة‮!!‬

وأرد عليهم قائلاً‮: ‬ومع احترامي لهذا الرأي إلا أنني اختلف معه تماماً،‮ ‬وذلك لعدة أسباب أولها أن دستور سنة‮ ‬1923‮ ‬كان ينص علي أن الإسلام دين الدولة،‮ ‬ولم يمنع هذا النص الأقباط من نيل كل حقوقهم،‮ ‬وأفهم أن يتم الاعتراض علي الشريعة الإسلامية إذا كانت تحول دون تحقيق المساواة بين أبناء الوطن الواحد‮! ‬ونبي الإسلام يقول في معاملة‮ ‬غير المسلمين لهم ما لنا وعليهم ما علينا‮.. ‬وهنا أطرح علي المسيحيين أصحابي سؤالاً‮ ‬واحداً‮: ‬أيهما أفضل لكم ولمصر كلها‮.. ‬بقاء الشريعة في الدستور وفي ظلها يكون المصريون جميعهم علي قدم المساواة دون تفرقة بين مسلم وقبطي؟‮.. ‬أم الدخول في نزاع عنيف مع الأغلبية المسلمة لإلغاء تلك المادة بحجة المساواة؟‮.. ‬وهي بالتأكيد لن تتحقق ما دام كل طرف يتربص بالآخر والبلد مقسومة نصفين‮!!‬

أرجو من الأقباط أن يفكروا في سؤالي هذا وأقول لهم كل سنة وأنتم بخير وسلام يا أصدقائي وإذا سألني أحدهم‮: ‬وما العمل إذا لم تتحقق المساواة الكاملة التي ننشدها في ظل الشريعة؟‮.. ‬أقول لهم علي الفور‮: »‬يبقي فيه حاجة‮ ‬غلط‮« ‬في التطبيق وسأنحاز لكم في إصلاح هذا الخلل‮.‬