بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

اهدموا صنم أبو الهول وضريح الفراعنة بالأهرامات ..!

 

أحذر أهالى نزلة السمان ، وسكان منطقة الهرم ، والمناطق المجاورة لهم ، وأحملهم المسئولية كاملة عما قد يحدث لأبو الهول والأهرامات ، إذا ما صحونا يوما لنجد أبو الهول قد اختفى أو تهدم فتاتا ليلحق بأنفه المجدوع على يد مدفعية نابليون بونابرت ، او نجد أحجار الاهرامات قد تناثرت وصارت هباء منثورا ، تحت زعم أن أبو الهول صنم له صلة بعهد الوثنية ووجوده على أرض مصر حرام ، وزيارته نوع من الشرك ، وأن الاهرامات ليست إلا أضرحة للفراعنة الكفرة ، وزيارتها والالتفاف حولها للتأمل فى قوة أجدادنا وعظمتهم  نوع من التبرك بها والشرك بالله " والعياذ بالله ، وأحذر أهالى نزلة السمان أو العاملين بتلك المنطقة ، أحذرهم من الصلاة بالقرب من الأهرامات " أضرحة الفراعنة " ، فإذا ما حان وقت الصلاة ، عليهم الهرولة بعيدا بعيدا لأدائها ، وإلا صارت صلاتهم باطلة .

وهذا بلاغ منى لمن يهمه الأمر ، أن يعملوا على حماية أبو الهول والأهرامات ، وكافة المعابد الفرعوينة الأثرية فى مصرنا الحبيبة ، مع تصاعد تلك الأنشطة المريبة على أرض مصر ، بما ينذر بإمكانية التعدى على تلك الأماكن من اخوانا إياهم ، كما تعدوا على أضرحة الشيوخ وأولياء الله ، لأن بهذه المعابد  أوثانا وأصناما عفوا أقصد تماثيل فرعونية  من الاحجار ، وهى رجس من عمل الشيطان ، ولا استثنى من ذلك طريق الاكباش ، والمومياوات بالمتاحف وغيرها ، فقد بتنا نتوقع اى شئ وكل شئ فى هذا الوقت الذى اختلطت فيه الرؤي ، واختلط الحق بالباطل ، وخرج علينا هؤلاء  بأفكارهم التى كانوا يخبئونها ليهدونا إياها احتفالا بعهد الثورة .

نعم ، لن اهدأ حتى يهدأوا ، سأظل ألاحقهم بالكلمات ما شاء لى الله حتى للرشد يعودون ، سألاحق منكرهم انا وغيرى من المسلمين المعتدلين بأقلامنا وألسنتنا بالوسطية التى أمرنا بها الله ورسوله ، لأننا أمة وسط ، فلا نصل الى أضعف الايمان لنحارب منكرهم بقلوبنا  وبالصمت الخائف المهين ، عسى أن نوقف فتنتهم قبل أن تحترق مصر بها ، لا يهمنى تطاولهم وسبهم أو لعنهم لى عبر الرسائل المجهولة أو المعلومة ، لا يهمنى ويلات الثبور التى يتوعدونى بها وغيرى ممن يناوئون أفكارهم الغريبة ويكشفون عنفهم ، لأن الله وحده فى يده مقاديرنا ، أعمارنا ، خيرنا أو ايذائنا ولو اجتمع الجن والإنس على عكس ذلك .

واسأل هؤلاء ، أين كانوا فى عهد مبارك ، لماذا لم يخرجوا من قبل لهدم الأضرحة أو الإضرار ببيوت أولياء الله او مساجد آل البيت ، هل كان وجود مبارك وعصبته هو المانع لهم والحامى لتلك الاضرحة ، أم أنهم كانوا يخافون بطش السلطة ولم يعودوا الآن يخافون اى قانون ، ام لعلهم أيد خفية للعهد البائد دون أن ندرى ، ينفذون تهديد مبارك للشعب بالفوضى وغياب الأمن إذا ما رحل ،  عندما كان يلفظ أنفاس سلطته الأخيرة ، فاذا هم فى عهد الثورة يتحولون لأذرعة لمبارك وعصابته ينفذون تلك الفوضى ويهددون أمن المصريين جميعا وليس فقط المسلمين  .ان ما يحدث لا يمكن تصنيفه خارج كونه مؤامرة ، مؤامرة تتماشى مع تهديدات مبارك لنا ، مؤامرة تطرح ألف سؤال وسؤال حول النوايا الحقيقية وراء تصرف هؤلاء ، ولن اسميهم سلفيين او غير سلفيين ، لأن السلفية ترجع الى اوائل المسلمين ، والمسلمين الاوائل محبون لآل البيت ولأولياء الله الصالحين ، وهم براء مما يرتكبه هؤلاء تحت مسمى السلفيين  أو أى مسمى آخر يتخذونه  ستارا لهم  .

 

واتساءل بجدية ، هل الخطوة القادمة من هؤلاء هي سعيهم لهدم ابو الهول والاهرامات ، بتهم الوثنية وزيارة المسلمين له ، كما أن هذه المزارات تجذب لمصر السياح بملابسهم "الخليعة " التى ستفتن المسلمين وتلهيهم عن دينهم ، لذا يجب إغلاق أبواب السياحة ، ومنع كل ما يجذب هؤلاء الكفرة أو غير المسلمين  الى مصر ، وقس على ذلك أشياء كثيرة ، أشياء ستسير بمصر الى طريق العزلة العالمية والارتداد الى الوراء مئات السنين .

بل جل ما أخشاه ، ان تتطلع أعينهم وأفكارهم الى ما أبعد وأخطر من ذلك ،  الى تحريم الصلاة فى المسجد النبوى لأن به قبر الرسول

" ص "  ، وأن تمتد أعينهم الى الكعبة ، فهى لا تزيد عن كونها بناء من حجر يطوف حوله المسلمون ،  فكيف للمسلم أن يطوف بها ، ولا ننسى فى ذلك الحجر الأسود بحضن الكعبة ، ذلك الذى قبله رسولنا الكريم  ، لما يحمله من رمز عظيم ، فقد نزل به سيدنا جبريل من الجنة وأهداه لأبي الانبياء سيدنا ابراهيم عندما كان يضع قواعد بيت الله ، ليكون معجزة ورمزا للبشرية ، وكان أبيض ناصعا كاللؤلؤ ، إلا أنه إسود لونه بفعل البشر وشرورهم أيام الشرك ، فهل ننتظر أن تخرج علينا فتوى بأن لمس هذا الحجر حرام ونوع من التبرك والشرك ، أم ماذا ؟

وهكذا يا سادة ، سنجد أنفسنا كل يوم وآخر نقف لندافع عن مقدس من مقدساتنا الاسلامية ، او رمز من رموزنا التاريخية ، أو تراث من تراثنا المصرى ، لأنه سيكون من وجهة نظرهم مجرد أحجار أو أوثان ،  تبعدنا عن ذكر الله أو يشوبها شبهة الشرك " والعياذ بالله .

أنا لست أمزح حين أقول إن ملايين المصريين يشعرون الآن بالخوف مما يحدث من صراع بين الطوائف الدينية الغسلامية ، فها هم المتصوفة ولأول مرة يخرجون عن هدوئهم وزهدهم المعهود فى صراعات الدنيا ، ويطالبون بالتسلح ،  ويسعى المئات منهم  الى الحصول على تراخيص السلاح من أجل مواجهة الأخوة الأفاضل المعتدين على الاضرحة والمساجد الصوفية ، وها هم المتصوفة يشكلون فيما بينهم لجانا شعبية تسهر الليل لحماية هذه  الأضرحة والمساجد ، فماذا ننتظر اكثر من ذلك ، أن تحدث المواجهات المسلحة الدامية ، وأن يقتل مسلم أخاه المسلم بسبب الخلاف الفكرى ، وأن يبذل المسلمون أنفسهم ودماءهم ليثبتوا للأخوة الأفاضل أنهم مؤمنون وليسوا كفرة مشركين .

واعود فأكرر سؤالى الجوهرى لهؤلاء ،  أين كنتم أيام مبارك  السوداء ، ولم خرجتم الان بكل هذا العنف والتدمير لأمن مصر .

اللهم اننا ندمنا لأننا طالبنا من قبل بخروجكم الى النور للعمل والمشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية ، تعويضا عن سنوات القهر والكبت التى عانيتم منها ، وعانى منها كل الشعب المصرى باختلاف أطيافه فى زمن حكم الرجل الواحد والسلطة الفاسدة  ، اللهم اننا ندمنا وتبنا على فعلتنا ، ولكن ليس هذا هو الثمن الذى يحصده الشعب من دفاعه عنكم ، ومطالبته بمشاركتهم الحياة السياسية من منطلق العدل ، ليس هذا هو الثمن لشعب مصر الاصيل المحب للخير والعدالة والسلام  ، ما هذا الذى تخرجون به كل يوم وآخر من جعبتكم كساحر الرعب ، من ألاعيب وتهويمات وتخاريف وإرهاب للمسلمين  ، ليس أمامنا إلا أن نطالب بعودتكم مرة أخرى الى الظل ، فهذا أفضل وأأمن لشعب مصر ، قبل أن تهدموا أمن مصر ،  وتهدموا المعبد على رؤوسنا جميعا ، اتقوا الله .