قصة الصحابى صاحب سر رسول الله
العبرة من قصص الصحابة من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق و الصحابيُّ الجليل حذيفة بن اليمان القيسي الغطفاني، كان والده قد هربَ إلى المدينة المنورة بعد أن أصابَ دمًا وتحالف فيها مع بني الأشهل، فسمِّي باليمان لأنَّه تحالف مع اليمانية، أسلم هو ووالده وشهدا معركة أحد فاستشهد اليمان والد حذيفة فيها، وضعهُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المدائن وبقي فيها حتى توفي بعد أن قُتِل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وبعد بيعة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بأربعين يومًا في سنة 36 من الهجرة.
كان حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- من كبار الصحابة، وقد أسرَّ إليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أسماء المنافقين ولم يُعِلم بذلك أحدًا غيره، وأسرَّ له أيضًا عن الفتن التي ستقوم في الأمة، لذلك فقد كان صاحب سرِّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وقد ورد عن أبي الدرداء أنَّه قال لعلقمة: "أليس فيكم صاحبُ السرِّ الَّذي كان لا يعلَمُه غيرُه، يعني حُذَيفةُ ؟"[٢]، وقد ناشده عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قائلًا: أأنا من المنافقين؟، قال: لا ولا أزكي أحدًا بعدك. وقد ورد أيضًا في صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنَّه قال: "أخبَرني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ. فما منه شيءٌ إلا قد سألتُه، إلا أني لم أسألْه: ما يُخرِجُ أهلَ المدينةِ من المدينةِ؟" [٣]، ولذلك فقد لُقِّبَ حذيفة بن اليمان بأنه صاحب سرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أما عن قصة حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- في غزوة الخندق، فقد اشتهرت عنه بسبب الموقف البطولي والعمل العظيم الذي قام به بتنفيذِ أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعندما اشتدَّ الحصار على المسلمين من قبل كفار قريش حول المدينة المنورة، طلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة أن يذهبَ رجلٌ منهم ويأتيه بأخبار الكافرين، لكنَّ أحدًا لم يستجِب لرسول الله، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما روى حذيفة بن اليمان في الحديث الطويل: "مَن رَجُلٌ يَقومُ فيَنظُرَ لنا ما فَعَلَ القَومُ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّه يَرجِعُ- أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ، فما قام رَجُلٌ، ثم صلَّى