بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تعرف على الرحمة العامة والخاصة

رجل يقرأ القرآن
رجل يقرأ القرآن

الرحمة من صفات المتقين وقال اهل العلم فإن كانتْ رحمةُ اللهِ قد وسعتْ كلَّ شيءٍ وشَمِلتْ البَرَّ والفاجِرَ، والمسلمَ والكافرَ، فما من أحدٍ إلا وهو يتقلَّبُ في رحمةِ اللهِ آناءَ الليلِ وأطرافَ النَّهارِ وهذا في الدُّنيا وتلك هي الرحمةُ العامةُ.

 

أما الرَّحمةُ الخاصَّةُ بدخولِ الجَنَّةِ في الآخرةِ فهي للمؤمنين والمتقين وَحْدَهُم، قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156].

 

عن عبد الرحمن بن عوفِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "قَالَ اللهُ: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَها اسْمًا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُه، وَمَنْ قَطَعَهَا بتَتُّهُ"[65]، وبَتَتُّه أي: قطعتُه.

 

فانظرْ أخي الكريمَ إلى هذه الشكوى المرَّة مِن الرَّحمِ المقطوعةِ إلى اللهِ، وانظُرْ أتُحِبُّ أَنْ تكونَ مِن الواصلين للرَّحمِ أَمْ مِنَ

القاطعين.

 

وعن أبي هُريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: "إِنَّ الرَّحِمَ مشْجَنَةٌ من الرَّحمنِ، تقولُ: يا ربِّ، إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيْءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ، يا ربِّ، فيُجِيبُها ربُّها عز وجل، فيقولُ: أما تَرْضَيْنَ أن أصِل مَنْ وصَلكِ وأقطعَ مَنْ قطعَكِ؟"[66].

 

وفي رواية: "أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَاكِ"، قال أبو هُريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22][67].