ليس مشكلة ...بل كارثة
ليس خافيا على أحد أن مصر تعانى من الفقر والمرض ، أما الجهل وتردى أحوال التعليم فى كافة مراحلة بدأ برياض الأطفال وانتهاء بالجامعة ،جعلنا فى مصاف الدول المتأخرة ، فالتعليم الذى يعتمد على التلقين والحفظ ،
دون إعمال العقل واستخدام ملكة التفكير والإبتكار، المدارس غير مؤهلة أن تكون صروحا نموذجية لتلقى العلم ، العديد من المدارس غير صحية ترتع فيها العناكب والحشرات ولايمكننا ان ننسى ( فارس ) تلميذ الصف الأول الإعدادى الذى مات بلدغة عقرب فى أول يوم دراسى وهوفى فصله بإحدى قرى المنيا ، غابت الأنشطة واعتبرت حصصها رفاهية ، فالبعض يرى أن حصة الموسيقى والرسم والتمثيل والتدبير المنزلى إهدارا للوقت والجهد ، بل لاطائل منها ، ومع كل صباح يشعر التلاميذ فى مصر بغصة فى القلب ، خوف وقلق ، يكرهون المدرسة لأنها عبء ثقيل يضاهى الحقيبة التى يحملونها على أكتافهم وتنوء بحملها الجبال ، يكرهون طعام الإفطار، يتناولون بعض الحليب بعد أن تتوسل إليهم الأمهات ، اليوم الدراسى ثقيل وممل ، تكدس فى الفصول ، المناهج التى وعد المسئولين بتطويرها إلى الآن لم نشهد أى تطوير ، الواجبات المدرسية أكثر مايؤذى أولياء الأمور فالوقت المتبقى من اليوم لن يسمح مطلقا بحل أى واجبات ، الدروس الخصوصية بعد الظهر تلتهم السويعات المتبقية ، فواجب جديد ، وماأن تأتى عطلة نهاية الأسبوع حتى يطير التلاميذ فرحا وانتشاء ، إنها الأجازة ، التحرر من القيود ، قليل من اللعب المحبب لنفوسهم فى تلك المرحلة الصغيرة ، سيتخلصون بعض الوقت من معلّم يكرهونه ، من معلّمة تفشل فى إيصال المعلومة فتظل تثرثر والطلاب فى واد آخر ، طلاب بملابس رثّة من قاطنى العشش والقبور يتضورون جوعا ، وآخرون ليس بقراهم ونجوعهم مدارس فيضطرون للتكدس فى سيارات نصف نقل ، أو يمشون بالساعات ليلحقوا بمقاعد الدراسة فى القرى القريبة ، الطفل المصرى بطبيعته ذكى وموهوب إذا توفرت له الظروف والإمكانيات ، لديه إصرار على النجاح والتفوق ، مثابر وقادر على المنافسة ، طموحاته لاتقف عند حد معين
( مشكلة ) طالما ليس ضربا مبرحا ، لكنه بالطبع ضرب سيؤدى إلى عواقب وخيمة يعيدنا إلى نقطة الصفر ، الطالب يحتاج إلى التشجيع والإطراء، كلمة دافئة ، نجمة يطبعها المعلمون أعلى الكراس فيزهون بها فرحا ، لا للضرب لا لإهانة كرامة الطلاب ، فغدا هؤلاء صانعى الأوطان .