بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الوقاية من الشهوات الظاهرة والخفية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كثرة الشهوات الظاهرة والخفية وقال الإمام ابن تيمية إن الله خلق الملائكة بعقل من غير شهوة وخلق البهائم بشهوة من غير عقل وخلق الإنسان بعقل وشهوة فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة ومن غلبت شهوته عقله فهو مع البهائم.

وخلق الله الإنسان وركّب فيه شهوات عديدة وذلك مقتضى حكمة الله تعالى في خلق هذا المخلوق الذي شاء أن يعطيه حرية الاختيار والتكليف ..بشكل عام يمكن أن تقسم شهوات الإنسان إلى نوعين ..
 

الشهوات المادية :-
وأقصد بها تلك الشهوات التي تُطفئ بأمور مادية ملموسة وهي ثلاث ..
1- شهوة الأكل وتُطفئ بتناول الطعام ..
2- شهوة الشرب وتُطفى بتناول الماء .
3- شهوة الجنس وتُطفئ بالجماع .

 

وهذه الشهوات ظاهرة مرئية يعرفها ويباشرها كل إنسان بفطرته دون الحاجة إلى تعليم أو تفهيم ..
ولكن هناك نوع آخر من الشهوات هو في الحقيقة أخطر بكثير من الشهوات الظاهرة المادية ..
الشهوات القلبية:-
أقصد بها تلك الشهوات المتعلقة بالقلب التي إذا تمكنت من القلب أفسدته وبفساده أفسدت الجوارح كلها ..
وهذا النوع من الشهوات يغفل عنه كثير من الناس ..ليس الكفار فقط بل حتى من المؤمنين من يغفل أو يتغافل عنه ..
وهذا النوع من الشهوات المخفية لا يطفئ بأسباب مادية كما هو الحال في الشهوات الظاهرة وإنما يحتاج الإنسان إلى مجاهدة ومكابدة طول حياته ليقوم بإضعافها والسعيد فقط من يتمكن من نفيها نهائيًّا.
رأس الشهوات القلبية هو الرياء .. ذلك المرض القلبي الخبيث الذي هو كفيل بإبطال عمل الإنسان بل توعد

الله تعالى على لسان رسوله أن يكون صاحبه أول من تسعر بهم النار يوم القيامة (قارئ القرآن رياء , المجاهد رياء, المتصدق بماله رياء).
وثاني هذه الشهوات هو الكبر الذي هو أول معصية عُصي الله تعالى بها من قبل إبليس لعنه الله بعد أن أمره بالسجود لآدم فقال (أنا خير منه) وهذه الشهوة كفيلة بأن تعمي القلب عن إبصار الحق .
وثالث هذه الشهوات هي شهوة الحسد الذي هو من أشد الأعمال القلبية انتكاسًا بالإنسان أو هو الذي يأكل حسنات الإنسان كما تأكل النار الحطب.
ومن شهوات القلب، شهوة التصدر والظهور ومنافسة الأقران وغلبة الآخرين وشهوة الجدال وغيرها أنواع عديدة من الشهوات ذكرها العلماء في كتبهم ..
لذلك حريٌ بالمؤمن أن يكون عارفًا بهذه الشهوات وأن يجاهد نفسه دائمًا على التقليل من أثرها على قلبه وقد تكفل الباري عز وجل أن يهدي عباده إذا جاهدوا أنفسهم فقال
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69].