البلطجية يحكمون
انتشرت أعمال البلطجة في كل أنحاء مصر، خرج البلطجية الذين تربوا في عهد النظام السابق لنشر الذعر والجريمة في كل شارع، والأمن حتي في حالة عودته لن يستطيع التصدي بسهولة لجحافل كانت حتي وقت قصير مضي جزءاً من منظومة الامن وذراعاً للنظام، واذا كنا قد تخلصنا من امن الدولة فهذا انجاز هين مقارنة بالتخلص من البلطجة وجرائمها، لا يكاد يمر يوم واحد في أي مدينة مصرية دون وقوع حادث أو عملية اختطاف أو ترويع أو سرقات بالاكراه ومواجهات مع الأمنيين باسلحة بيضاء أو نارية، تحولت شوارع مصر إلي غابة يحاول فيها البلطجية السيطرة علي الأمور وكأنهم نصبوا انفسهم بديلا عن النظام والأمن، هؤلاء يا سادة لا يفهمون سوي لغة القوة ولا يحترمون قانوناً ولا مجتمعاً، اجيال للأسف تربت في بيئة مريضة في دائرة ثقافة الاقوي، اجيال يعتبرون السجن مجدعة والقتل شطارة.
وفي ظل هذا الانفلات اصبح المجتمع ملزما بحماية نفسه، وانا لا اتحدث عن حمل سلاح او الاختباء، انا اتحدث عن المواجهة وبقوة ضد البلطجية والعصابات التي انتشرت في مصر، في قرية الحسين بالدلنجات قام الاهالي بمواجهة عصابة من البلطجية واسرهم، كان البلطجية قد اقتحموا مدرسة وخطفوا منها تلاميذ ابرياء، هذا طبعا بالاضافة إلي جرائمهم المستمرة في القرية وما حولها، وفي تحرك جماعي قرر الاهالي مواجهة هؤلاء فحاصروهم داخل المدرسة ثم تبعوهم إلي منازلهم وهجموا عليهم ليكتشفوا أن البلطجية استولوا علي سيارات الشرطة وتحولوا إلي تشكيل عصابي.
قرر الاهالي حرق منازل البلطجية، ولم ينقذ هؤلاء إلا الشرطة التي قبضت عليهم وقدمتهم للنيابة، هذا التحرك ضد البلطجة يجب أن ينتشر في كل مصر من بورسعيد إلي اسوان ومن حلايب إلي السلوم، المجتمع يحتاج إلي أن يطهر نفسه وان ينتصر فيه الخير علي الشر، البلطجية
وانتشار الجرائم لن يجعلنا نطالب مرة اخري بالتعامل بقسوة شديدة لمواجهة هؤلاء المجرمين، وصدقوني لن نحزن إذا فقدنا منهم 10 أو حتي الفاً بل علي العكس سنشعر أن هناك أمناً وان هناك قانوناً، وما فعله اهل الدلنجات يجب ان تفعله كل مدن مصر، اخرجوا وواجهوا البلطجية قبل أن يتحولوا الي النظام الجديد في شوارع مصر.