ضاعت فلوسك يا «صابر»!
لست من أنصار التعليق على أحكام القضاء، لقناعتى بنزاهة القضاء المصرى الشامخ دائماً، ولتفهمى الكامل أن القاضى يصدر حكمه بناءً على أدلة مؤكدة وشهود، وأن الشك فى صالح المتهم.
ولا يهمنى كثيراً المؤبد الذى حكم به على الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، كلاهما انتهى أساساً وخرج من الصورة تماماً منذ قيام ثورة يناير، ولا البراءة التى حصل عليها الستة المساعدون للعادلى من قيادات الشرطة، ما يهمنى قضايا الفساد المالى التى فوجئنا بأنها وكأنها لم تكن!
ذكرنى هذا الموقف بالجملة الشهيرة للفنان الكبير الراحل فريد شوقى فى فيلم «الأبطال» مع النجم أحمد رمزى وإخراج حسام الدين مصطفى عام 1974 وهى «ضاعت فلوسك يا صابر»!!، السؤال هل انتهى الأمل فى استعادة الأموال التى تم تهريبها لعدد من دول العالم وتم غلق هذا الملف تماماً؟.. ورغم محاولات «التطمين» التى يصدرها لنا بعض المسئولين، إلا أن الشك يساور جميع المصريين!
أتصور أن المرحلة المقبلة المهم فيها أن نبحث عن طرق قانونية لاستعادة هذه الأموال التى نهبت وسلبت من قوت ودم وعرق كل مصرى وأخرت هذا الشعب كثيراً وأفقرته وأمرضته وأتت عليه تماماً!
نحتاج فقط لمن يوضح لنا مصير هذه الأموال وبكل صراحة وشفافية، إما أن نتمسك بحقنا فيها وإمكانية متابعتها والحصول على ما يمكن أن نحصل عليه منها، أو أن يقولوا لنا «نسك» على هذا
ومهما كانت الأزمة التى تمر بها مصر ومهما كان حجم الظلام الذى عانينا منه كل ما نتمناه أن نتعلم الدرس ونحسب خطواتنا المقبلة جيداً أملاً فى مستقبل أفضل وحتى لا تتكرر أخطاء الماضى، وتحتاج للهدوء والتروى بعيداً عن العنف والشغب والخروج عن النص وإثارة المشاكل وتفجير الأزمات حتى تعود عجلة الإنتاج للحركة وتعويض بعض ما فات، ونرى لمصر رئيسًا منتخباً بإرادة الشعب.
مصر تحتاج لجهود كل أبنائها بعيداً عن فكرة الاستثناء والإقصاء والانزواء لأن الجميع تعلم الدرس، ووجود رأس الدولة فى قفص الاتهام والحكم عليه بالمؤبد درس لأى حاكم قادم يتولى مسئولية هذا الوطن الكبير والشعب العظيم الذى لن يسقط فى «الفخ» مرة ثانية ولن يقبل إلا أن يختار الرئيس المناسب الذى سيقود سفينة هذا البلد فى الوقت الصعب الذى تمر به مصر التى هى أهم من أى اسم.