بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

محمد نجاتي‮: ‬الحرية عدوي أصابت عالمنا العربي‮..

ليس‮ ‬غريباً‮ ‬أن يتضامن ويساند الفنان محمد نجاتي ثوار ميدان التحرير‮.. ‬وأن يهتف بملء صوته‮ »‬بلادي بلادي‮.. ‬لك حبي وصلاتي‮« ‬فهو شاب يقظ الفؤاد ولديه أمل في أن يكون القادم من رحم الغيب أفضل وأجمل‮.‬ تفتح وعي محمد نجاتي علي سينما الواقعية وهاجم الفساد في‮ »‬ضد الحكومة‮« ‬مع الراحل أحمد زكي‮.. ‬وانتقد التفكك العربي في‮ »‬العاصفة‮« ‬مع خالد يوسف‮.. ‬ويراهن كإنسان ينتمي إلي هذا الوطن علي رياح التغيير‮.. ‬فهي الأمل الوحيد في تحويل الخوف إلي شجاعة‮.‬

سألت‮ »‬نجاتي‮«: ‬ما رأيك في الهتاف الذي ملأ الدنيا بعد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير والذي‮ ‬يقول‮: »‬ارفع رأسك فوق‮.. ‬أنت مصري‮«. ‬أجاب قائلاً‮: ‬هتاف جميل ويشعر الإنسان بالعزة والكرامة‮.. ‬أنا مصري وفخور بمصريتي جداً‮ ‬وكنت واحدا من الذين ساهموا في تشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن وطني حماية لأسرتي وجيراني من محترفي الإجرام والخارجين علي القانون،‮ ‬والحقيقة أنني رأيت الحب والخوف علي الوطن يطل من كل العيون‮.. ‬فقد نجحت هذه الثورة في توحيد صفوف المصريين وأملي أن تعبر مصر إلي بر الأمان وتسترد قيمتها بين كل دول العالم‮.‬

وحول معني الفساد وكيف كان إحساسك عندما رأيت رموز النظام يتساقطون قال‮: ‬يا لها من عبرة وعظة لمن يعتبر‮.. ‬سألت نفسي‮: ‬لماذا هان الوطن علي هؤلاء الرجال؟‮.. ‬فقد احتضن أحلامهم واستوعب طموحهم ولكن هؤلاء الرجال خانوا الوطن وتحول الطموح إلي جموح دمر ها وأصابها بالتخلف‮.‬

وبسؤال عن الفساد في الوسط الفني قال‮: ‬نعم طال الفساد الوسط الفني وأكبر دليل علي ذلك سيطرة المصالح علي المناخ الفني‮.. ‬وتراجع مؤشر الإبداع‮.. ‬وأضاف نجاتي قائلاً‮: ‬نعم تعرضت للظلم والاضطهاد في ظل النظام السابق،‮ ‬فلم يحترم أو يقدر سيد حلمي رئيس مدينة الإنتاج موهبتي‮.. ‬وراح ورجاله يشككون في قدرتي علي تحمل عبء البطولة لمسلسل‮ »‬مداح القمر‮« ‬الذي يحكي قصة الموسيقار بليغ‮ ‬حمدي‮ ‬وكان مرشحا لإخراجه مجدي أحمد علي‮.‬

وأضاف نجاتي‮: ‬رغم انفاق أكثر من مليون جنيه من قبل المدينة علي مشروع المسلسل تم تجميدي ووضع المسلسل في الأدراج لصالح أغراض شخصية‮.. ‬نعم حدث إهدار للمال العام وحدث إهمال‮.. ‬الشيء المدهش أن سيد حلمي لم يبذل أي مجهود لإنقاذ هذا العمل وراح يبارك تجميدي واضطهادي‮.‬

وقال محمد نجاتي‮:‬

الفساد بكل أسف مرض معد‮.. ‬موجود في الإعلام والسياسة والرياضة وكل مجالات الحياة والعاقل هو من يتحصن بالمبادئ ويبحث عن جدار ثابت من القيم كي يقف خلفه حتي لا تنال منه سهام الفساد‮.‬

وبشأن الفرق بين ثورة‮ »‬يوليو‮ ‬52‮« ‬وثورة‮ »‬25‮ ‬يناير‮« ‬يقول‮: ‬ثورة‮ ‬52‮ ‬قام بها الجيش للخلاص من ظلم الملكية‮.. ‬أما

ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير ثورة شعبية وهي بالمناسبة ليست ثورة عشوائيات أو جياع‮.. ‬فقد قام بها شباب من أسر متوسطة‮.. ‬شباب مهموم بالحرية وحلمه العيش في وطن يؤمن بحق الإنسان في الحياة والعمل‮. ‬إن ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير صنعها مظلومون عاشوا تحت القهر سنوات طويلة‮.. ‬وعندما جاءت الفرصة توحد الهدف وخرجت الآلام المكبوتة من تحت الضلوع في صورة هتاف عنيف‮ »‬الشعب يريد إسقاط النظام‮«.‬

وحول مساحة الخوف والحذر من المستقبل قال‮: ‬بكل تأكيد أنا خائف‮.. ‬لأن المجهول دائماً‮ ‬محاصر بالمخاوف‮.. ‬وأملي أن تتحد إرادة شباب مصر للعبور إلي بر الأمان الذي يستوعب أحلام وأفراح الجميع‮.‬

وبسؤال نجاتي عن مبرر أو تفسيره للحركات الاحتجاجية التي تسود في العالم العربي،‮ ‬قال‮: ‬اتمني أن يكون ما هو حادث في عالمنا العربي عدوي وأنها انتقلت إلي الجميع‮.. ‬فياله من أمر بديع أن نتحد كعرب من المحيط إلي الخليج للبحث عن الحرية واستنشاق عبير الحياة‮.. ‬ولكن الخوف من أن يكون هناك سيناريو كبير خلف المظاهرات التي انتشرت مؤخراً‮ ‬وهدفها تمزق أوطان بعينها لصالح قوي‮ ‬غربية‮.‬

وبشأن تناول السينما لأحداث ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬قال‮: ‬أتصور أنه يجب الانتظار حتي تختمر الثورة وحتي نستطيع تقديم أعمال تليق بنا،‮ ‬فقد‮ ‬غيرت ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وجه مصر وكسرت حاجز الخوف والسكوت الذي عشش وتمرد بداخلنا سنوات طويلة‮.‬

وعن أعماله الفنية القادمة قال‮: ‬أقوم في الوقت الحالي بتصوير مسلسل درامي عنوانه‮ »‬إحنا الطلبة‮« ‬للمخرج أيمن مكرم ويشارك في البطولة أحمد عزمي وعلا‮ ‬غانم وريم البارودي وأحمد سعد ومحمد رمضان‮.. ‬وقد تم تغيير نهاية هذا المسسل بعد أحداث الثورة وتم تغيير الاسم أيضاً‮ ‬ليصبح‮ »‬ثورة الطلبة‮« ‬وأملي أن ينال هذا العمل رضا الجمهور واستحسان النقاد‮.‬