بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

‮"‬دومينو‮" ‬الثورات العربية‮ ‬يتحرك تجاه دمشق‮ ‬


يبدو أن لعبة‮ "‬الدومينو‮" ‬تتدحرج تجاه العاصمة السورية دمشق لإسقاط النظام الذي‮ ‬يحكم البلاد بالحديد والنار منذ حوالي‮ ‬خمسة عقود‮. ‬

ربيع الثورات العربية الذي‮ ‬بدأ في‮ ‬تونس وتلقفته مصر ويهب علي كل من ليبيا واليمن والجزائر والبحرين والاردن،‮ ‬دفع الشعب السوري‮ ‬الي الاستعداد انتظاراً‮ ‬لبدء ساعة الصفر وإطلاق ثورة مماثلة للخلاص من سنوات القمع الطويلة‮.‬

ورغم اختلاف الخريطة السكانية والسياسية في‮ ‬سوريا عن مثيلاتها في‮ ‬البلدان العربية،‮ ‬حيث تتنوع‮ ‬التركيبة السكانية بين اعراق وطوائف عدة منها السنة والمسيحيون و والارمن الذين‮ ‬ينضوون جميعهم تحت حكم أقلية علوية ورغم ان الجولان لا‮ ‬يزال تحت الاحتلال الاسرائيلي‮ ‬مما‮ ‬يعطي‮ ‬اولوية للتحرير علي التغيير،‮ ‬الا ان وحشية النظام السوري‮ ‬في‮ ‬قمع معارضيه وتفشي‮ ‬الفساد والارتفاع الباهظ في‮ ‬الاسعار،‮ ‬يدفع شريحة واسعة من الشعب السوري‮ ‬الي التخلص من النظام القائم،‮ ‬مؤكدين ان الدولة المدنية هي‮ ‬السبيل الوحيد لاحتواء كافة الاعراق وحل القضايا الداخلية والخارجية المتأزمة منذ سنوات طويلة‮. ‬

ويتداول سوريون عبر موقع الفيس بوك والبريد الإلكتروني‮ ‬ما أسموه‮ "‬البيان رقم واحد للثورة السورية‮: ‬الشعب قرر إسقاط النظام‮" ‬استعدادًا لبدء الثورة علي النظام السوري‮ ‬،‮ ‬مطالباً‮ ‬بتنحي‮ ‬الرئيس بشار الأسد وقيام حكومة انتقالية وحل الأجهزة الأمنية وحزب البعث ومحاكمة عاجلة للفاسدين‮.‬

وأكد البيان أهمية تلاحم الشعب السوري‮ ‬بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية علي هدف نيل الحرية،‮ ‬وعدم السماح للنظام بإثارة النعرات خلال‮ "‬الثورة‮" ‬بهدف اجهاضها‮.‬

وقال البيان‮:" ‬لن نسمح للنظام وأركانه والمرتبطين به بإثارة النعرات العرقية أو الطائفية أو العشائرية أو المناطقية وسنقف جميعا كتلة واحدة نحمي‮ ‬بعضنا البعض في‮ ‬كل المحافظات والمناطق والشوارع،‮ ‬كما أن الاعتداء علي أي‮ ‬فرد من أفراد شعبنا هو اعتداء علي جميع أفراد هذا الشعب،‮ ‬وسيحاكم شعبنا كل من‮ ‬يقوم بذلك حين رحيل النظام‮"‬

وأضاف البيان‮:"‬استلهاما لروح الثورات العربية في‮ ‬تونس ومصر وليبيا واليمن،‮ ‬ولأن ظروفنا هي‮ ‬ظروف شبيهة بظروف الشعوب العربية إن لم تكن أسوأ،‮ ‬ولأن طريق الحرية قد أصبح واضحاً؛ وقد عبّده أولئك الذين سقطوا علي مذبح الحرية من أهلنا وأشقائنا في‮ ‬الثورات التي‮ ‬سبقتنا،‮ ‬فإن شعبنا لن‮ ‬يعيد اختراع العجلة من جديد وسيقوم بما قامت به تلك الشعوب‮. ‬ولأن النظام السوري‮ ‬لم‮ ‬يع الدرس ومازال‮ ‬يعتقد أن الاعتقالات وحملة الترهيب قادرة علي تأجيل مصيره المحتوم،‮ ‬فإننا كشعب‮ ‬يطمح للحرية ولإقامة نظام ديمقراطي‮ ‬يمثله مثل كل شعوب الأرض،‮ ‬قررنا الخروج إلي الساحات والشوارع في‮ ‬كافة المدن السورية بمظاهرات سلمية تستلهم روح حراك الشعوب التي‮ ‬أسقطت أنظمتها أو تلك التي‮ ‬ما زالت تناضل سلميا لإسقاطها‮".‬

بيان الدعوة تضمن عدداً‮ ‬من النقاط الجوهرية تمثل الارضية التي‮ ‬يتحرك الشعب السوري‮ ‬عبرها خلال سعيهم لإسقاط النظام،‮ ‬تتلخص فيما‮ ‬يلي‮:‬

‮* ‬نحن سوريون قبل أي‮ ‬صفة لاحقة أو سابقة‮ ‬،‮ ‬لنا حق متساوٍ‮ ‬في‮ ‬المواطنة،‮ ‬شعب واحد لا‮ ‬يفرقنا عرق أو دين أو طائفة أو معتقد،‮ ‬ومستقلبنا هو دولة مدنية لجميع مواطنيها‮.‬

‮* ‬لن نسمح للنظام وأركانه والمرتبطين به بإثارة النعرات العرقية أو الطائفية أو العشائرية أو المناطقية وسنقف جميعا كتلة واحدة نحمي‮ ‬بعضنا البعض في‮ ‬كل المحافظات والمناطق والشوارع،‮ ‬كما أن الاعتداء علي أي‮ ‬فرد من أفراد شعبنا هو اعتداء علي جميع أفراد هذا الشعب،‮ ‬وسيحاكم شعبنا كل من‮ ‬يقوم بذلك حين رحيل النظام‮. ‬

‮* ‬نتوجه بشكل خاص إلي أهلنا في‮ ‬المناطق مختلطة الأعراق أو الديانات أو الطوائف أو المذاهب أن‮ ‬يتكاتفوا ويحموا بعضهم من المحاولات التي‮ ‬سيقوم بها النظام لإثارة النعرات بينهم لتفريقهم وجرهم إلي ماخطط له لتأجيل مصيره‮... ‬نحن سوريون؛ عشنا علي هذه الأرض منذ آلاف السنين قبل هذا النظام وستبقي سوريا وشعبها بعده وسيذهب إلي محكمة التاريخ‮.‬

‮* ‬إن ثورتنا سلمية ونرفض أي‮ ‬استخدام لأي‮ ‬شكل من أشكال العنف أو التخريب،‮ ‬أو الاعتداء علي الممتلكات العامة لأنها ملك شعبنا وليست ملكا للنظام،‮ ‬كما نرفض أي‮ ‬اعتداء علي أية ممتلكات خاصة حتي لأولئك المرتبطين بالنظام والذين كونوا ثرواتهم من خلال نهب شعبنا فنحن أحق بهذه الممتلكات التي‮ ‬ستعود لنا عبر قضاء نزيه ومحاكم عادلة‮. ‬وندعو شعبنا لليقظة والحذر ومراقبة المندسين الذين سيحاولون تشويه صورة ثورتنا كما فعلت الأنظمة الساقطة عبر السيناريو المكرر والذي‮ ‬أصبح معروفا للجميع‮.‬

‮* ‬إن سلاحنا الوحيد هو أصواتنا وأجسادنا وصدورنا المفتوحة لدفع ثمن الحرية‮. ‬ولن نسمح لكائن من كان باستغلال ثورتنا لتصفية الحسابات وتشويه صورتها السلمية‮.‬

‮* ‬ندعو جميع إخوتنا وأبنائنا في‮ ‬الشرطة والأجهزة الأمنية أن‮ ‬يعصوا أية أوامر لإطلاق النار علي إخوتهم وأهلهم،‮ ‬وأن‮ ‬ينضموا إلي الناس ويساهموا في‮ ‬صناعة حاضر ومستقبل بلدهم‮. ‬مؤكدين أن من‮ ‬يقوم بإطلاق النار علي شعبنا لن‮ ‬ينجوا من الحساب مهما طال الوقت،‮ ‬ومثل كل الثورات السابقة سيكون كل من‮ ‬يطلق النار تحت بصر العالم وسيكون معروفا وستطاله المحاكم المحلية والدولية هو ومن أعطاه الأوامر‮ . ‬

‮* ‬ندعو جميع إخوتنا وأبنائنا في‮ ‬جيشنا أن‮ ‬يستلهموا ما قامت به الجيوش العربية الأخري في‮ ‬تونس ومصر وليبيا ويحذوا حذو هذه الجيوش الشريفة عبر الانحياز إلي شعبهم بكل أعراقه وأديانه وطوائفه‮.. ‬فالنظام سيرحل وستبقي سوريا وشعبها وجيشها،‮ ‬فهذا وقتكم لإحراز المجد لكل فرد منكم؛ وإحراز الحرية لشعبكم الذي‮ ‬هو إخوتكم وآباؤكم وأبناؤكم‮.‬

‮* ‬ندعو جميع الموظفين في‮ ‬إجهزة الدولة مهما كانت رتبهم الوظيفية وفي‮ ‬أي‮ ‬قطاع‮ ‬يعملون أن‮ ‬ينحازوا إلي شعبهم ونخص بالذكر الإعلاميين والدبلوماسيين وأن‮ ‬يبقوا في‮ ‬مواقعهم‮ ‬يمارسون مهامهم علي أن‮ ‬يصبحوا ممثلين لشعبنا

لا النظام؛ ولن‮ ‬يرحم الشعب ولا التاريخ المتخاذلين الذين سيساندون النظام‮.‬

‮* ‬علي شعبنا أن‮ ‬يستفيد من تجربة الشعوب التي‮ ‬سبقتنا إلي الحرية وأن‮ ‬يقوم بتشكيل لجان شعبية في‮ ‬كل حي‮ ‬وشارع لحماية الناس والممتلكات منذ اليوم الأول للثورة كي‮ ‬لا‮ ‬يحدث أي‮ ‬فراغ‮ ‬أمني‮ ‬سيستغله النظام للقيام بالتخريب والترويع،‮ ‬لإحداث فوضي تعم البلاد‮. ‬وهو السيناريو الذي‮ ‬اعتمدته كل الانظمة التي‮ ‬سقطت أمام إصرار الشعوب علي الحرية‮. ‬

‮* ‬ندعو أهلنا في‮ ‬خارج سوريا أن‮ ‬ينظموا أنفسهم للقيام بدورهم في‮ ‬مساندة ثورتنا،‮ ‬وتشكيل فرق إعلامية لنقل صوتنا وصورة ما‮ ‬يجري‮ ‬إلي العالم وفضح أي‮ ‬ارتكابات قد‮ ‬يقوم بها النظام،‮ ‬كما ندعوهم إلي حشد الشرفاء في‮ ‬كل العالم للقيام بتظاهرات تساند ثورتنا؛ وندعو المنظمات الحقوقية في‮ ‬الخارج والداخل إلي مناشدة أقرانهم في‮ ‬كل العالم للضغط علي حكوماتهم لاتخاذ مواقف وإجراءات سريعة مساندة لثورتنا‮. ‬كما ندعو المجتمع الدولي‮ ‬أن‮ ‬يتحمل مسئولياته أمام أية حماقات قد‮ ‬يرتكبها النظام بحق شعبنا الأعزل الذي‮ ‬يريد الحرية‮.‬

‮* ‬ندعو النظام أن‮ ‬يستفيد من تجربة إخوته الديكتاتوريين الذين أسقطتهم الشعوب وأن‮ ‬يختصر علي نفسه وعلي شعبنا مخاض الآلام ويسلم السلطة للشعب ونحذره من استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين العزل،‮ ‬الذين خرجوا‮ ‬يطالبون بحياة حرة كريمة‮. ‬لأننا لن نتراجع فلا خيار لنا سوي النصر أو الموت دفاعاً‮ ‬عن حقنا في‮ ‬الحياة‮.‬

وأوضح البيان ان مطالب الثورة تتضمن تنحي‮ ‬الرئيس بشار الأسد وأركان النظام بشكل كامل‮ ‬،‮ ‬وقيام حكومة مؤقتة تمثل كافة مكونات الشعب السوري‮ ‬تقود البلاد عبر مرحلة انتقالية،‮ ‬تطلق فيها الحريات وترفع حالة الطوارئ وتطلق السجناء السياسيين،‮ ‬ويتم خلالها قيام جمعية تأسيسية لصياغة دستور مؤقت للبلاد،‮ ‬تقوم علي اساسه انتخابات تشريعية ورئاسية وبلدية،‮ ‬وحل الأجهزة الأمنية والحفاظ علي ملفاتها وتقديم المتورطين منهم في‮ ‬جرائم قتل وتعذيب وانتهاكات بحق شعبنا إلي محاكم علنية وعادلة لمحاسبتهم‮.‬

السوريون أكدوا ان مطالب الثورة تتركز في‮ ‬حل حزب البعث وإعادة ممتلكاته إلي الدولة والشعب،والحفاظ علي كل أجهزة الدولة؛ والقيام بتطهيرها من رموز النظام السابق عبر آلية قانونية عاجلة وصارمة ونزيهة وعلنية،‮ ‬إضافة الي تشكيل لجنة قانونية بشكل فوري‮ ‬لمحاسبة الفاسدين وإعادة الأموال والممتلكات المنهوبة،‮ ‬في‮ ‬الخارج قبل الداخل،‮ ‬إلي الشعب السوري‮ ‬ومحاسبة كل من تورط في‮ ‬قضايا الفساد التي‮ ‬استنزفت أموال وموارد وطاقات شعبنا علي مدار عقود من عمر النظام‮.‬

وأشار البيان الي اتباع طرق وأدوات المقاومة السلمية من تجارب الثورات التونسية والمصرية والليبية،‮ ‬ودعا كل نشطاء تلك الثورات إلي تزويدهم بكل ما من شأنه أن‮ ‬يساهم في‮ ‬انجاح ثورتهم وتقليل خسائر الشعب السوري‮ ‬أمام ما قد‮ ‬يقوم به النظام من حماقات قام بها أشباهه من الأنظمة الساقطة قبله‮. ‬

وقال البيان‮ :"‬ستكون ساعة الصفر متروكة لنا نحن الشعب لنقرر التوقيت المناسب لها وعلي شعبنا الأبي‮ ‬والحر أن‮ ‬يكون جاهزاً‮ ‬لمؤازرة أي‮ ‬تظاهرة تخرج من مدينة أو عدة مدن سورية بوقت واحد‮. ‬ونخرج جميعا الي الشوارع والساحات رجالا ونساء شيبا وشباباً‮ ‬ولا نعود حتي إسقاط النظام ونيل حريتنا‮".‬

يذكر أن نجاح الثورة في‮ ‬مصر،‮ ‬بث الأمل في‮ ‬نفوس النخبة السورية وأفراد الشعب علي حد سواء في‮ ‬نجاح ثورة مماثلة،‮ ‬نظرا للتشابه الشديد بين أداء النظامين اللذين تمتد جذورهما الي فترة الوحدة بين البلدين علي ايدي‮ ‬الضباط الاحرار‮ ‬،‮ ‬حيث الاعتماد علي القبضة الأمنية البوليسية والقمع الواسع للحريات وسيطرة الحزب الواحد علي الحكم‮ (‬الوطني‮ ‬هنا والبعث هناك‮) ‬وتفشي‮ ‬الفساد،‮ ‬اضافة الي توريث الحكم الذي‮ ‬نجح عبر تفصيل قسري‮ ‬للدستور في‮ ‬الحالة السورية‮ ‬بينما تم نسفه في‮ ‬مصر علي أيدي‮ ‬ثوار‮ ‬25‮ ‬يناير‮.‬