بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

رفض أهله زواجه.. شاب ينتحر شنقًا بالمنيا

انتحار شاب - ارشيفيه
انتحار شاب - ارشيفيه

المنيا- أشرف كمال:

الزواج شرع الله ، وسنة من السنن التي تستقيم بها الحياة وتتزن ، وفطرة غريزية وضعها الله عز وجل في الإنسان لعمار (الكون ) ، فهي العاصم المانع لانتشار البغاء وتفشي المحرمات ، وهو التوارث الشرعي لأجيال وراء اجيال .

فالزواج هو السند والحماية الشرعية وإستقامة الأمور ، وهو المحفز للسعي والعمل وتكوين الأسرة القوية ، والتي تعد لبنة من لبنات المجتمع ، وحينما يحدث فيها خلل ، تختل بقية الموازين ، وتكون الكارثة ، وتلك هي قصتنا مع إبن عزبة الصعايدة ، والذي اقدم علي الانتحار بعدما رفض اهله زواجه.

عاش علي في عزبة الصعايدة إحدي العزب التابعة لمركز مغاغة شمال محافظة المنيا بصعيد مصر ، حتي كبر واشتد عوده ، وأصبح في سن الزواج ، كان يشارك في أفراح جيرانه وأصحابة ، ويحلم باليوم الذي يكون فيه عريسًا ،وتوضع في يده ال(حنة ) و يزف مثل باقي (خلق الله ) على عروسة ، وتكتمل حياته ، ويصبح (أب) وراعي لأسرته. ولكن فكرة زواج (علي ) كانت تعني لوالدة واسرته ، احتياجات كثيرة ، ومع الفقر ينطلق المثل البلدي ( العين بصيرة واليد قصيرة ) ، فلا نملك من حطام الدنيا ، سوي عدة قراريط ، تنفق بالكاد على أسرة من 7 أفراد ، وعام وراء الآخر ، علي يطلب الزواج ك(فطرة ) وغريزة شرعية وضعها الله في عبادة لتوارث الكون جيل وري جيل.

مرات ومرات ، يطلب (علي ) الزواج والجواب كان باين من عنوان ( الرفض ) ، حتى يدخل علي مرحلة من مراحل المرض النفسي والتي ، بدأت من العزلة والاكتئاب ، فهو أصبح عمره 31 عاما ، وأصحابة أصبحوا آباء منذ سنوات طويلة، فهو يسمع ويشارك أفراحهم وأعياد ميلاد أبنائهم ، حتي ينعزل علي عن الحياة، ويدخل إلي غرفته ، يكتم إحساسه بالضعف وعدم القدرة على الزواج ، يكتم أنفاسه ، لفطرته وغريزته المكبوتة منذ سنوات طويلة . غيمت الدنيا في عينية ، واكتست حياتة باللون الأسود ، تيقن أنه لافائدة حياته ، فلمن يعيش

، ليس هناك زوجة ترعاه وتكون سنده وتسري عنه حزنه ، أو أولاد تلعب حوله مداعبة وتنطق شفاههم بكلمة ( بابا ) أغلق على نفسه الغرفة ، وجلب أحد الحبال الموجودة ، وعلقها بسقف الغرفة ، وفي لحظة ضعف كان قد تملكه الشيطان ، ووسوس له ، في اذنيه التي تعودت على صوته ، فهو الصديق الوحيد له ، لف الحبل علي رقبته متطلعا لأركان الغرفة ، ومودعا حياة العزوبية .

ثم أزاح الكرسي من تحت قدمية منفذا حكم الإعدام على عزوبيته ، والتي تيقن أنها ستطول لنهاية العمر ، وضع نهاية مأساوية لحياته اليائسة ، ويصل الأمر للواء ممدوح عبد المنصف مدير أمن المنيا ، والذي شكل قوة أمنية وكان في دقائق معدودة علي رأس الحادث ، وجاءت التحريات ، انتحاره لمروره بمرض نفسي لرفض اهله زواجه ، نهاية أضرمت الحزن في قلوب والديه وأهله ، على الفقر الذي دفعهم لرفض زواج ابنهم وفلذات أكبادهم ، وغضب من الله عز وجل ، على أقدامه لسفك روحه الطاهرة ، والقنوط من رحمة الله ، أطلق علي رسالة للجميع حتي ندرك كونية وأهمية الزواج في الحياة ، ودق ناقوس الجرس للجميع ، لتعي كافة المؤسسات المجتمعية دورها في تقديم يد العون في إتمام شرع الله (الزواج ) لخلق جيل قوي معصوم من المحرمات ، وقادر على التنمية والإنتاجية.