بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

عادل إمام‮.. ‬الهلفوت‮!‬

المشهد العام في‮ ‬مصر الآن أشبه بمشاهد‮ ‬يوم القيامة‮ .. ‬وجوه ناعمة لسعيها راضية،‮ ‬ووجوه عابسة عليها‮ ‬غبرة ترهقها قطرة‮.. ‬ناس‮ ‬يستعدون لدخول الجنة ونعيمها،‮ ‬وآخرون تكاد تقتلهم الحسرة والندامة،‮ ‬يعضون علي‮ ‬أيديهم ويقولون‮ ‬يا ليتنام نتخذ‮ »‬مبارك‮« ‬خليلاً‮.‬

ووسط هذا المشهد‮ ‬يقف عادل امام ـ أو الزعيم كما‮ ‬يحب ان‮ ‬يناديه الجميع ـ مجسداً‮ ‬حالة خاصة جداً،‮ ‬وان شئنا الدقة فهي‮ ‬ورطة أكبر وأعقد من كل الورطات التي‮ ‬جسدها في‮ ‬السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة عبر مشواره الفني‮ ‬الممتد بطول‮ ‬50‮ ‬عاما‮. ‬

الزعيم الآن‮ »‬مرنوق‮« ‬ولن‮ ‬يستطيع الخروج من‮ »‬زنقته‮« ‬حتي‮ ‬ولو فعل مثلما فعل‮ »‬سرحان عبدالبصير‮« ‬في‮ ‬مسرحية‮ »‬شاهد ما شافش حاجة‮« ‬حينما وقف‮ ‬يبكي‮ ‬ويولول ويقول‮ »‬أنا‮ ‬غلبان‮«. ‬

‮»‬زنقة‮« ‬الزعيم لن‮ ‬يستطيع تجاوزها بسيفه،‮ ‬الذي‮ ‬رفعه في‮ ‬فيلمه الشهير‮ »‬عنتر شايل سيفه‮« ‬ولن‮ ‬يفلح معها فهلوه‮ »‬حسن سبانخ‮« ‬المحامي‮ ‬بطل فيلم‮ »‬الأفوكاتو‮ « ‬ولا رشاوي‮ »‬مرجان أحمد مرجان‮« ‬ولا استغلال‮ »‬الواد محروس بتاع الوزير‮« ‬ولا ضربة الحظ التي‮ ‬سقطت فوق رأس‮ »‬بركات‮« ‬بطل‮ » ‬المولد‮« ‬فنقلته من الحضيض إلي‮ ‬السماء السابعة ولا حتي‮ ‬سذاجه‮ »‬رجب‮« ‬الذي‮ ‬عاش فوق صفيح ساخن،‮ ‬أو فلوس المخدرات التي‮ ‬استولي‮ ‬عليها في‮ »‬بخيت وعديلة‮« ‬من تجار الهيروين‮. ‬وسر‮ »‬زنقة‮« ‬الزعيم انه اندمج طوال الخمسة عشر عاما الأخيرة في‮ ‬أداء دور واحد علي‮ ‬مسرح الحياة‮.‬

دور اعتبره دور عمره،‮ ‬متصورا انه الدور الذي‮ ‬سيفتح له أبواب الجنة،‮ ‬وفجأة اكتشف ان الستائر نزلت وان الدور انتهي‮ ‬ولكن علي‮ ‬اعتاب جهنم‮!‬

والغريب ان الدور الذي‮ ‬اداه عادل امام علي‮ ‬مسرح الحياة كان‮ ‬يتناقض جملة وتفصيلا مع التيمة التي‮ ‬لعب عليها في‮ ‬اعماله الفنية‮ .. ‬ففي‮ ‬كل أفلامه ومسلسلاته كان الزعيم‮ ‬يخاطب الدرجة الثالثة،‮ ‬ولكنه في‮ ‬الحياة كان‮ ‬يغني‮ ‬للمقصورة وتحديدا‮ »‬مبارك‮« ‬الأب والابن‮. ‬

في‮ ‬أولي‮ ‬مسرحياته التي‮ ‬لفتت إليه الانظار كان‮ »‬دسوقي‮ ‬أفندي‮« ‬ـ أو عادل إمام ـ مدير مكتب المحامي‮ ‬فؤاد المهندس شابا نحيلا‮ ‬يرتدي‮ ‬بنطلون قصيراً‮ ‬وجاكت مبهدل وطربوش مغروس في‮ ‬رأسه،‮ ‬وكان هذا الأفندي‮ ‬ساخطا وناقما علي‮ ‬كل ما‮ ‬يدور حوله من فوضي،‮ ‬وكان‮ ‬يعبر عن سخطة هذا بعبارة صارت شهيرة جدا‮ »‬بلد شهادات صحيح‮« .. ‬ومازالت هذه العبارة تتردد حتي‮ ‬الآن،‮ ‬ويقولها كل من‮ ‬يريد الاشارة إلي‮ ‬انقلاب معايير المجتمع والظلم الذي‮ ‬يتعرض له ابناء الوطن داخل بلدهم‮ .‬

الدرجة الثالثة

واستمر عادل امام‮ ‬يقوم بدور السنيد في‮ ‬السينما حتي‮ ‬انطلق إلي‮ ‬عالم النجومية بدءًا من مسرحية‮ » ‬مدرسة المشاغبين‮« ‬التي‮ ‬أحدثت انقلابا كبيرا في‮ ‬بداية السبعينيات‮. ‬وكان واضحا في‮ ‬كل افلام عادل امام التي‮ ‬قام ببطولتها بعد ذلك انه‮ ‬يتحدث باسم الطبقة الوسطي‮ ‬والفقراء والمهمشين هكذا كان في‮ ‬افلام‮ »‬المحفظة معايا‮« ‬عام‮ ‬1978‮ ‬و»رجب فوق صفيح ساخن‮« ‬عام‮ ‬1979‮ ‬والذي‮ ‬نجح عادل امام من خلاله في‮ ‬مشاغلة الجمهور بشخصية الشاب المتعلم الريفي‮ ‬الغلبان الذي‮ ‬يستطيع بالفهلوة التحايل علي‮ ‬المعايش وقهر الظلم‮. ‬واستمر عادل امام‮ ‬يسير علي‮ ‬هذا الخط في‮ ‬افلامه‮ .. »‬الواد محروس بتاع الوزير‮« ‬و»النمر والأنثي‮« ‬و»المولد‮« . ‬وحتي‮ ‬عندما بدأت مرحلة جديدة من حياة الزعيم عادل امام في‮ ‬مطلع التسعينيات وتحديدا عندما بدا التعاون مع السينارست وحيد حامد بأفلام اللعب في‮ »‬الكبار‮« ‬ثم‮ »‬الإهارب والكباب‮« ‬و»المنسي‮« ‬و»طيور الظلام‮« ‬و»النوم في‮ ‬العسل‮« ‬وكان‮ »‬امام‮« ‬يمثل في‮ ‬كل تلك الافلام دوراً‮ ‬في‮ ‬كل تلك الأفلام،‮ ‬دور المصري‮ ‬البسيط الذي‮ ‬يعاني‮ ‬من ظلم السلطة حيناومن قسوتها حينا ومن تجاهلها له حينا آخر‮. ‬

بطيخ الزعيم

وهكذا كانت افلام عادل تتحدث عن الفساد والظلم والقهر‮. ‬ولم‮ ‬يترك الزعيم مسرحية من مسرحياته إلا وهاجم فيها الحكومة وكبار الأثرياء،‮ ‬ووصل به الأمر في‮ ‬مسرحية الزعيم إلي‮ ‬التنكيت علي‮ ‬الرئيس مبارك شخصيا‮. ‬

ففي‮ ‬مشهد من تأليفه وقف عادل امام علي‮ ‬خشبة المسرح لعدة دقائق لإطلاق النكات حول الرئيس ذاته وقال ساخرا‮ » ‬اللهم خلي‮ ‬الزعيم‮« .. ‬وأديله زي‮ ‬ماهو عايز‮.. ‬عايز مانجه‮ ‬ياخد مانجه‮ .. ‬عايز فراولة‮ ‬ياخد فراولة‮ .. ‬عايز فلوس‮ ‬ياخد‮« ‬ثم صمت وتابع قائلا‮ » ‬هو محتاج فلوس‮ .. ‬دابيركب المواصلات ببلاش‮« ‬وواصل‮ » ‬اللهم خللي‮ ‬لنا الرئيس‮ .. ‬الزعيم والثورة والقائد‮ .. ‬اللهم خليهولنا وكتر فيتاميناته‮.. ‬واللهم كتر فيتامينات الرئيس واديله تورشي‮ ‬زي‮ ‬ماهو عايز‮« .‬

وسقط بعض الجماهير من فوق كراسيهم من الضحك حينما قال عادل امام‮ »‬اللهم بطخ الرئيس‮ .. ‬واديله بطيخ من‮ ‬غير بذر‮ ‬،‮ ‬هو لسه الزعيم هيشيل البذر‮.. ‬الزعيم‮ ‬يلهط علي‮ ‬طووووول‮«. ‬وعندما ضجت قاعة المسرح بالضحك والهتاف لم‮ ‬يكن لهذا الضحك إلا معني‮ ‬واحد وهو ان المصريين‮ ‬يحملون في‮ ‬قرارة أنفسهم شعوراً‮ ‬سلبياً‮ ‬تجاه الرئيس بدليل ان السخرية منه تبعث عندهم السعادة والسرور‮. ‬ويبدو ان عادل امام لم‮ ‬يفهم هذه الرسالة مثلما فشل‮ ‬من مناصبهم العشق الرئاسي‮.‬

أما حكايته مع مبارك وابنه فتستحق ان تتغني‮ ‬علي‮ ‬الربابة باعتبارها قصة جديدة من قصص العشق الخالدة مثلها تماما مثل قصص‮ »‬قيس وليلي‮« ‬و»عنتر وعبلة‮« ‬و‮» ‬جميل وبثينة‮« ‬،‮ ‬و»روميو وجولييت‮«. ‬كما ان الصب تفضحه عيونه‮ ‬،‮ ‬فإن حب عادل لـ‮ »‬مبارك‮« ‬فضحته مئات الاحاديث التليفزيونية والصحفية التي‮ ‬لم‮ ‬يترك الزعيم واحدا منها إلا وأكد خلالها حبه لمبارك ومبايعته له ومبايعة ابنه من بعده ولم‮ ‬ينس الزعيم وسط قبلات الحب والتأييد والمبايعة ان‮ ‬يلقي‮ ‬ببعض التحابيش المفلفلة التي‮ ‬تكيد العزال،‮ ‬أقصد المعارضة فكان‮ ‬يهاجم بضراوة كل من‮ ‬يعارض مبارك حتي‮ ‬وصل من قبل في‮ ‬فهم المناخ العام،‮ ‬حينما قال في‮ ‬احد مشاهد مسرحية‮ »‬شاهد ماشافش حاجة‮« ‬تعيش الحكومة‮ .. ‬العيش كتير‮.. ‬ومفيش طوابير‮ .. ‬والاسعار رخيييصه‮ .. ‬والمواصلات فاصية والشقق كتييير‮« ‬ووقتها ضج المشاهدون بالضحك ساخرين من واقعهم الذي‮ ‬يتعارض تماما مع كل ما قاله سرحان عبدالبصير الشاهد الذي‮ ‬لم‮ ‬يشاهد شيئاً‮ !‬

ويبدو فعلا ان عادل امام ما شافش حاجة فعلا بدليل انه حقق نجاحه الفني‮ ‬بسبب انتقاده للحكومة في‮ ‬اعماله كلها ولكنه في‮ ‬الواقع كان علي‮ ‬العكس تماما مدافعا عن الحكومة ومؤيدا لمبارك ونجله ومبايعا لهما إلي‮ ‬أبد الآبدين‮. ‬

قال عادل امام في‮ ‬حوار لمجلة‮ »‬نيوزويك الأمريكية‮ « ‬عام‮ :‬2007‮ »‬وزراء الحكومة الحالية‮ ‬ـ‮ ‬يقصد حكومة نظيف ـ عيونهم مليانة فهم أصحاب مليارات ولن‮ ‬يسرقوا‮ « . ‬واعتقد انه في‮ ‬موقف باااااايخ الآن بعدما كشفت الأيام ان الوزراء اصحاب العيون المليانة والمليارات العديدة سرقوا مصر وتربحوا به،‮ ‬الأمر الي‮ ‬ان وصف معارضي‮ ‬مبارك بانهم مثل‮ »‬الهبلة اللي‮ ‬مسكوها طبلة‮«.‬

طبعا من حق كل إنسان ان‮ ‬يحب من‮ ‬يشاء ويكره من‮ ‬يشاء ولكن الخطيئة هي‮ ‬ان تدافع عن شخص لا‮ ‬يستحق الدفاع وان تصف إنساناً‮ ‬بما ليس فيه،‮ ‬أو ان‮ ‬يقول ملايين الناس عن رحل قال انه فاسد وطاغية وديكتاتور وفي‮ ‬مقابل ذلك‮ ‬يقول عنه انه

ديمقراطي‮ ‬إلي‮ ‬أبعد حد وعادل إلي‮ ‬اقصي‮ ‬مدي‮ ‬ومفيش أحسن منه‮ .. ‬وهذا ما فعله الزعيم عادل امام مع‮ »‬مبارك‮« »‬فمبارك في‮ ‬رأي‮ ‬عادل امام‮ « ‬أب لكل المصريين ورمز العبور والانتصار والوطنية الخالصة‮« .. ‬تخيلوا‮ .. ‬الوطنية الخالصة‮«! . ‬ومبارك في‮ ‬رأي‮ ‬عادل امام ايضا‮ »‬صمام أمان للبلد وقال الزعيم في‮ ‬مجلة الإذاعة والتليفزيون في‮ ‬يوليو الماضي‮ »‬أنا اتخضيت إلي‮ ‬حد الرعب لما الرئيس تعرض للوعكة الصحية‮ .. ‬وللأسف فيه ناس في‮ ‬المعارضة بتبص تحت رجليها ومش عارفة قيمة الرجل ده حق المعرفة‮«. ‬

‮»‬مبارك‮« ‬في‮ ‬رأي‮ ‬الزعيم أيضا عامل توازن في‮ ‬مصر فهو فلاح عامل وعندما تجلس إلي‮ ‬جانبه تشعر أنه ابن بلد وعنده ذكاء الفلاح المصري‮«. ‬هكذا كان الزعيم‮ ‬يري‮ ‬مبارك‮ »‬ويدافع عنه ويتغني‮ ‬بـ‮ ‬حكمته وحنكته ووطنية وذكائه‮!‬

ابن الرئيس

ولم‮ ‬يكتف بذلك بل امتد مدحه إلي‮ ‬مبارك الابن وكان أحد ابرز من دافع عن توريث حكم مصر من حسني‮ ‬مبارك إلي‮ ‬جمال مبارك وقال ذلك صراحة وجهارا نهارا سأمنح صوتي‮ ‬للرئيس مبارك إذا ما ترشح للرئاسة‮ .. ‬سأمنحه صوتي‮ ‬بحكم تاريخه وإنجازاته الكثيرة‮.‬

طيب وإذا لم‮ ‬يترشح مبارك الأب؟‮.. ‬اجاب الزعيم‮ : ‬سأختار جمال مبارك لانه متمرس سياسيا ودارس الاقتصاد في‮ ‬الخارج وهو الذي‮ ‬جاب الحكومة وهو تقريبا الذي‮ ‬جعل الحزب الوطني‮ ‬ديمقراطي‮ ‬بالمعني‮ ‬الحقيقي‮.‬

تخيلوا كل هذا قاله الزعيم في‮ ‬محاسن ومزايا وخبرات وحلاوة‮ »‬جمال مبارك‮« ‬ووصل الأمر إلي‮ ‬انه قال عندما سئل عمن‮ ‬يتمني‮ ‬ان‮ ‬يحكم مصر بعد مبارك فقال‮ »‬مفيش‮ ‬غيره‮ .. ‬جمال مبارك‮ .. ‬هو فيه‮ ‬غيره‮« ‬ولا أدري‮ ‬ان كان الزعيم مازال عند رايه الآن‮..‬هل مازال لا‮ ‬يري‮ ‬في‮ ‬مصر رجالا‮ ‬غير جمال مبارك؟‮!‬

ولم‮ ‬يكن الزعيم‮ ‬يري‮ ‬أن تولي‮ ‬جمال مبارك حكم مصر بعد مبارك توريثا بل كان‮ ‬يردد‮ »‬طول عمرنا نتحدث عن التوريث‮ .. ‬كأن جمال مبارك بتاع بطاطا ونسي‮ ‬البعض‮ ‬ـ ولاحظ البعض دي‮ ‬ـ انه‮ ‬يعمل في‮ ‬السياسة ويرأس أمانة السياسات ومن حقه كمواطن مصري‮ ‬ان‮ ‬يرشح نفسه للرئاسة وأنا من حقي‮ ‬ان انتخبه‮« .‬

وقال في‮ ‬حوار مع برنامج واحد من الناس‮ .. ‬ما المانع ان‮ ‬يرشح جمال مبارك نفسه‮ .. ‬مفيش فيها حاجة ابدا‮ .. ‬وأنا بصفتي‮ ‬واحد من الناس هانتخبه عن قناعة‮«. ‬وفي‮ ‬حديث مع جريدة الجمهورية عام‮ ‬2009‮ ‬قال‮ »‬يستكثرون علي‮ ‬ان اقول رأيي‮ ‬في‮ ‬ان‮ ‬يرشح جمال مبارك نفسه للرئاسة من حقي‮ ‬أن اقول ذلك وأعبر عنه،‮ ‬وإلا فأين هي‮ ‬الحرية التي‮ ‬يدافعون عنها‮«. ‬واضاف‮ »‬أنا مواطن ومن حقي‮ ‬أتكلم في‮ ‬السياسة مينفعيش أبقي‮ ‬راجل طوبه وأي‮ ‬حاجة تعدي‮ ‬علي‮ ‬وخلاص أمال اناليا بطاقة انتخابية وبروج أنتخب كل سنة ليه ؟‮! ‬قال الزعيم‮ »‬أنا قلق علي‮ ‬مستقبل مصر بعد الرئيس مبارك أطال الله في‮ ‬عمره‮ .. ‬وعن نفسي‮ ‬ياريت جمال مبارك‮ ‬يرشح نفسه في‮ ‬الانتخابات وأنا ـ‮ ‬يقصد الانتخابات الرئاسية ـ متحمس جدا له وأؤيده‮. ‬

ووصل تأييد عادل امام لجمال مبارك إلي‮ ‬انه شرع في‮ ‬عمل فيلم سينمائي‮ ‬بعنوان‮ »‬ابن الرئيس‮« ‬ولولا ان الرقابة خافت من وجود فيلم‮ ‬يحمل هذا الاسم‮ .. ‬ولو ذلك لكان ابن الرئيس‮ ‬يعرض في‮ ‬السينما منذ سنوات‮!‬

ولا أدري‮ ‬ما رأي‮ ‬الزعيم عادل امام ـ الآن ـ في‮ ‬حسني‮ ‬مبارك بعدما ما صار رئيساً‮ ‬مخلوعاً‮ ‬وهل مازال عند رأيه في‮ ‬ان البلاد ليس فيها من‮ ‬يستحق الحكم سوي‮ ‬جمال مبارك؟

علي‮ ‬اية حال بدأ الزعيم‮ ‬يركب موجة المتحولين‮ ‬،‮ ‬ويشيد بثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وقال لصحيفة الأخبار امس الأول انه فخور ويعتز بما قام به شباب ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير ولم‮ ‬ينس ان‮ ‬يدعو إلي‮ ‬ضرورة عودة المليارات المنهوبة،‮ ‬وقال بالحرف الواحد انا متأكد أن ثورة هؤلاء الشباب سنجني‮ ‬ثمارها في‮ ‬تغيير سلوك وأخلاقيات‮.‬

وهكذا انحرف الزعيم عن رأيه‮ ‬،‮ ‬فبعد ان كان لايري‮ ‬في‮ ‬مصر سوي‮ ‬مبارك الأب والابن عاد ليشيد بالثورة التي‮ ‬اطاحت بهما عن عرش مصر‮!‬

والإنحراف الأخير هو الانحراف الرابع في‮ ‬حياته الزعيم‮ .. ‬والإنحراف بالمعني‮ ‬الهندسي‮ ‬وليس المعني الاخلاقي‮. ‬فقبلها انحرف عن الواقع الذي‮ ‬تعيشه مصر وراح‮ ‬يشيد بحاكم أفقر مصر واذل شعبها وبرد ثروتها‮.. ‬وانحرف للمرة الثانية عن رأي‮ ‬ملايين المصريين ودافع عن الحكومة التي‮ ‬نهبت فلوس المصريين‮.. ‬ثم انحرف للمرة الثالثة عن موجة الرأي‮ ‬العام فراح‮ ‬يدافع عن توريث الحكم لجمال مبارك‮.. ‬وانحرف للمرة الرابعة حينما راح‮ ‬يهاجم الإخوان بضراوة ويصفهم بأنهم دميون ثم زوج ابنته من نجل أحد قيادات الجماعة الدموية علي‮ ‬حد وصفه‮!‬